شب في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الأول حريق هائل بمسجد الرحمة بجهة "الشرقية واحد" بالعاصمة خلف خسائر مادية فادحة بعد أن طالت ألسنة اللهب مختلف التجهيزات والمفروشات والسدة وقد تحول أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز إلى عين المكان القريب من مستودع حافلات شركة نقل تونس لقطع التيار الكهربائي قبل ان يباشر أعوان الحماية المدنية عملية الإطفاء وإخماد ألسنة اللهب فيما تعهد أعوان الشرطة بالجهة بالبحث في ملابسات الحادث ووفق مصدر أمني مطلع فإن خللا كهربائيا في أحد أجهزة التبريد تسبب في اندلاع الشرارة الأولى للحريق الذي انتشر بسرعة وتسرب إلى المفروشات والتجهيزات الموجودة داخل المسجد، وإلى السدة الخشبية، وقد تفطن بعض المواطنين لتصاعد ألسنة اللهب فحاولوا إخمادها ولكنهم عجزوا فيما سارع احدهم إلى إشعار الحماية المدنية التي حلت بالمكان وأخمدت النيران بعد مجهودات دامت حوالي الساعتين وبالتوازي مع ذلك حل بالمكان أعوان الشرطة الفنية أين أجروا المعاينة الموطنية كما حل أعوان "الستاغ" وعاينوا موقع جهاز التبريد قبل أن يعودوا أمس لمواصلة المعاينة وإصلاح الخلل الذي تسبب في حريق لم يبق شيئا من تجهيزات ومعدات ومفروشات وأثاث المسجد فيما انتشرت آثار السواد على الجدان الخارجية إلى ذلك تحولت "الصباح" صباح أمس إلى جامع الرحمة المشيد منذ عام 1985.. كان المكان المقدس شبيها بالخراب.. السواد يغطي كل جوانبه.. وسقفه وأرضيته.. كل شيء طالته النيران إلا بعض المصاحف وبعض التجهيزات البسيطة الأخرى.. الأضواء الفخمة التهمتها ألسنة اللهب.. السدة الخشبية المشيدة على طول الجامع تكاد تسقط بعد أن طالت النيران أعمدتها.. الجدران سوداء وانهارت أجزاء منها ومن السقف بفعل قوة النار.. المحراب اسود والرفوف المخصصة للمصاحف التهمتها ألسنة النار.. بعض الأشخاص كانوا داخل الجامع في صدمة من المشاهد القاتمة التي يرونها.. يتبادلون أطراف الحديث حول الحادثة.. البعض يتهم بعض الجهات بالوقوف وراء الحريق.. والبعض الآخر يؤكد أن الخلل كهربائي.. وبين هذا وذالك تبقى الأبحاث الأمنية الوحيدة القادرة على كشف الحقيقة رغم أن كل المعاينات الأولية بينت أن خللا في أحد أجهزة التبريد وراء الشرارة الأولى للحريق