◄ تأبين الشهيد محمد البراهمي وشهداء الجيش الوطني رغم انسحاب 60 نائبا منه عقد المجلس الوطني التأسيسي أمس بقصر باردو جلسة عامة حضرها 135 نائبا من الترويكا الحاكمة وكتلة الوفاء للثورة وعدد من الرافضين حل المجلس. وخصصت هذه الجلسة التي ترأّسها الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس لتوجيه أسئلة لعدد من أعضاء الحكومة حول الوضع الأمني بالبلاد وتنامي ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى تأبين الشهيد محمد البراهمي وشهداء الجيش الوطني بجبل الشعانبي وقراءة الفاتحة على أرواحهم. وخلال مناقشة الوضع الأمني، ذكّر النائب المولدي الرياحي (التكتل) بوصية الشهيد شكري بلعيد، وهي الحذر كل الحذر من الانجرار إلى مربع العنف، وبين أن جرح التونسيين لن يندمل إلا عند معرفة من يقف وراء تلك الجريمة النكراء والزج بهم في السجن. ودعا النائب الجميع للحوار وطالب النواب المنسحبين بالعودة للمجلس واستكمال انتخاب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمصادقة على الدستور وسن القانون الانتخابي، ليكون التعبير عن الوحدة الوطنية أفضل رد على المتطرفين. كما طالب وزير الشؤون الدينية بالحد من الخطاب التكفيري الترهيبي في المساجد لأنه يقسّم ولا يوحّد. واستفسر النائب رمضان الدغماني (مستقل) وزير الدفاع لماذا لم يقع توجيه كبار الضباط إلى جبل الشعانبي لمقاومة الإرهاب وتلافي الخسائر البشرية في صفوف الجيش، كما سأل وزير الداخلية عن برنامج أجهزة الاستخبارات والاستعلامات لمنع تكرر الاغتيالات، وهل تم التعرف على زعماء الإرهابيين. وبين النائب أزاد بادي (الوفاء للثورة) أن من يسوّق لعدم شرعية الجلسة العامة المنتظمة أمس، ويهدد باللجوء إلى المحكمة الادارية كان عليهم احترام الدستور الصغير. وقال إن نواب المجلس الموجودون داخل المجلس لن يستبدلوا القبة بنافورة باردو، ودعا النواب المنسحبين للحوار داخل المجلس لا على قارعة الطريق، في حين طالبهم النائب عبد الرؤوف العيادي (الوفاء للثورة) بالاستقالة، وبين أنه لا بد من المحاسبة وكشف الأرشيف وبناء الأمن على أسس صحيحة. وذكر النائب الصحبي عتيق (النهضة) أن الارهاب أعمى يكون الرد عليه بالوحدة الوطنية والتضامن والالتفاف حول مؤسسات الدولة وليس المطالبة بحلها واعتبر دعاة حل التأسيسي والحكومة من الانقلابيين الخائفين من نتائج صناديق الاقتراع. وفسر أن هناك أطراف تريد تقسيم المجتمع من خلال الاستقطاب الايديولوجي وذكر أن هذه الأطراف إذا كانت لها مشكلة مع النهضة فعليها أن تقول ذلك صراحة، وأن صناديق الاقتراع ولوائح اللوم هي الفيصل. كما أكد أن حركة النهضة رفعت الأقدام عن كل الكوابح رغبة في التوافق حول الدستور، وهي مستعدة للحوار لكن دون شروط مسبقة واملاءات. كما طالب الاتحاد العام التونسي للشغل بعدم الانحياز إلى أي طرف والاعلام بالحياد والنواب المنسحبين بالعودة والحكومة بتطبيق القانون وكشف الارشيف. وبينت النائبة منى بن نصر (المبادرة) أن انضباطها الحزبي دعاها للانسحاب من المجلس لكن انضباطها الوطني دعاها للقدوم إلى المجلس، جاءته استجابة لنداء الجندي الجريح الذي دعا التونسيين للوحدة. وطالبت النائبة التي صفق لها النواب بحرارة لأنها لم تستطع حبس دموعها بتعليق الاعتصامات، ودعت رئيس المجلس التأسيسي ورئيس الحكومة إلى عدم تقديم أي موعد للانتخابات، لان تحديد هذا الموعد هو من مهام الهيئة الانتخابية. بين النائب الطاهر هميلة (غير المنتمين) إن سماسرة السياسة يريدون تحويل الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي إلى قتيلين، وحذر منهم. وبين أن النواب المنسحبين، هم في العادة من النواب المتغيبين باستمرار على أشغال المجلس وبالتالي فإن وجودهم من عدمه لا يغير شيئا فهم إذا أرادوا البقاء في الشارع فلهم ذلك، ولكن إذا تعرض أحدهم للضرب وكسرت رقبته فعليه أن يتحمل مسؤوليته. وطالب الاحزاب بترك الشأن الديني بين الانسان وربه والانكباب على الوطن الذي يشترك فيه الجميع ومن يمسه فإنه كمن قتل كل المواطنين، لكن الوطن دون عدل وأمن وحرية لا معنى له، وطالب رئيس الحكومة بحماية هذه الأركان الثلاثة للوطن. وخصص الجزء الأول من الجلسة العامة لتأبين الشهيد النائب محمد البراهمي الذي وضع على مقعده بالمجلس إكليلا من الزهور وصورته، وأطنب النواب في ذكر خصائله. وذكر الدكتور مصطفى بن جعفر أن الحاج محمد البراهمي رجل أصيل متشبع بقيم العروبة يحمل حلما وطنيا قوميا، استشهد وتونس في دمه، تسكنه القدس وفلسطين حرة أبية، كما كان صوت الحق، ولن تقدر على إسكاته طلقات الرصاص لأن المبادئ لا تموت.