أشرف علي العريّض رئيس الحكومة وعدد من الوزراء بحضور 138 نائبا ، حسب موقع بوصلة،على جلسة عامة صلب التأسيسي لتأبين الشهيد محمد البراهمي ومساءلة أعضاء الحكومة المعنيين. وافتتحت الجلسة بالقرآن الكريم وكلمات التأبين للمرحوم محمد البراهمي. وفي افتتاح الجلسة العامة، ترحم مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي على أرواح شهداء الوطن من الجيش الوطني الذين طالتهم يد الإرهاب في جبل الشعانبي الأسبوع الماضي. هذا وقد تمّ وضع باقة من الورود وعلم تونس على المقعد الخاص بالشهيد البراهمي. ومن جهته، قال علي العريض رئيس الحكومة : "أطمئن شعبنا وأطمئن أعضاء التأسيسي وقادة الأحزاب ونشطاء المجتمع المدني بأن عزم الدولة قوي وحازم لمقاومة الإرهاب وبناء تونس الجديدة التي نحلم بها عادلة بين أبنائها وآمنة مستقرة" وأضاف خلال كلمة ألقاها في جلسة عامة في التأسيسي ان مقاومة الإرهاب يجب أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية، مجددا دعوته إلى الأحزاب إلى العمل المشترك والتوحد من اجل الوطن وتكريس الوحدة الاجتماعية والحفاظ على ما تحقق من إنجازات والإسراع في تحقيق التوافق الوطني حول المسائل الخلافية. ومن جهة أخرى، أكّد علي العريض أنّ الوحدات الامنية والعسكرية تتقدم في ادائها وتطوير خططها ونتائجها خير دليل على ذلك. وبالنسبة لتحييد المساجد، قال : بالنسبة لمسألة إشراف وزارة الشؤون الدينية على المساجد، اكد رئيس الحكومة ان 2000 من أصل 5000 مسجد كانوا خارج سيطرة الوزارة سنة 2011 ولم يتبقى من هذا العدد سوى 100 والعمل متواصل لمزيد تكريس دور المساجد كمرفق عمومي يوحد التونسيين ولا يفرقهم. كما اعتبر أنّ هناك جزء ثقافي اعلامي لمكافحة الإرهاب ، مضيفا: "لم نكن نتبع خطة أمنية فقط...بل اتخذنا مقاربة ثقافية إعلامية عبر الإكثار من المنابر الاعلامية بحوار هادئ حتى يختار أبناء شعبنا تجنب الأطراف الإرهابية بإقناع وتحسيس المواطن بالخطر المحدق به...كما أتوجه إلى أهل الثقافة والإعلام بان يولوا هذا التحدي اهتماما كبيرا" وقال ان دور القادة السياسيين في مكافحة الإرهاب يتمثل في تأطير الشباب وتنظيم الندوات حول الإيديولوجيات الإرهابية ...، قائلا : "ولكن دور الأحزاب ضعيف في هذا المجال...ولا يكتفي النقد والاحتجاجات" وعرج العريض على اهمية التعاون الدولي مع البلدان الشقيقية والصديقة في مكافحة الارهاب، وقال : "كلّ هذه العناصر تمثل مفاصل مكافحة الإرهاب... ويجب أن نعلم أنّ الفقر والتهميش سيضاعف منها ويزيد في مناخها...والوفاق السياسي والمثابرة تزيد من حجم نجاح مكافحة الإرهاب" كما استحث التأسيسي إلى تسريع الخطى لاستكمال ما تبقى قبل 23 أكتوبر القادم، مبينا اقتراح الحكومة لأن يكون انطلاق الانتخابات في 17 ديسمبر تاريخ اندلاع الثورة التونسية، داعيا النواب المنسحبين إلى العودة إلى مقاعدهم في التأسيسي . وذكّر نواب التأسيسي بأنّ الصلاحيات التي منحها إياهم الدستور الصغير تخول لهم تعديل سياسات الحكومة وتغييرها أصلا. واكد علي العريض على ضرورة التوافق ودعا جميع المكونات السياسية الى الحوار مشيرا إلى ان الحكومة مستعدة لذلك. كما بيّن تكوين مجلس استشاري يضمّ قادة أحزاب ومكونات مجتمع مدني... يتولى مناقشة واقتراح السياسات في أهم الأعمال هذا بالإضافة إلى عمل الحكومة على تشكيل لجنة وطنية لمقاومة الإرهاب تتكامل فيها كل الأبعاد الامنية والاجتماعية والتربوية وكذلك وضع خطة مشتركة مع الإعلاميين بحثا عن تحقيق معادلة الدولة بحاجة لها. وذكر علي العريض أنّ قانون مكافحة الإرهاب لم يلغى وهو ساري المفعول إلى حين تعديله وان تطبيقه يتمّ وفقا لمعايير حقوق الإنسان عبر ضمان محاكمة عادلة. وفي سياق آخر، أكّد العريض التزام الحكومة بمصارحة الشعب وتقديم الحقائق إليه، مضيفا : " استعدادنا للحوار لا حدود له ورسائل المحتجين وصلت...ولن نتأخر بمصارحة الشعب بالمخاطر...وتغييب المواطن واحد من مداخل الاستبداد...وأنبه من مخاطر عدم الاستتقرار مما يمكن أن يكون له تأثير على الاقتصاد الذي نجح رغم المصاعب" وقال : "كل استهداف للامن والجيش هو استهداف للوطن والثورة" وبيّن انّ كثرة التجمعات تشتيت للامكانيات الامنية والعسكرية واكراه لها على التواجد في مواقع غير مواقعها حيث يترصد الارهابيون بالبلاد والامن