عاشت أغلب مناطق الرقاب على غرار «قولاب» و»أولاد شابو» مساء أول أمس الجمعة على وقع عاصفة قوية مصحوبة بسقوط كميات كبيرة غير مسبوقة من «البرد» تزامنت مع اقتراب موعد جمع المحاصيل وتسببت في إتلاف صابة الطماطم واقتلاع أغصان أشجار الزيتون واللوز وتحطيم عدد هام من البيوت المكيفة. وعلى هذا الأساس طالب حوالي 100 فلاح ومستثمر في المناطق السقوية بالرقاب بإيجاد المقترحات والحلول الكفيلة بتجاوز الإشكال القائم وتمكينهم من تعويضات عاجلة لجبر الأضرار المسجّلة التي بلغت قيمتها 3 مليارات وفق إحصائيات أوّليّة دون اعتبار الخسائر المترتّبة عن توقّف عملية تصدير الغلال البدريّة نحو ليبيا وبلدان الإتحاد الأوروبي خلال هذا الموسم. زراعة تقليدية.. رغم ما تزخر به منطقة الرقاب من خيرات فلاحية متنوعة ومنتوج نباتي وحيواني يؤمّن في مجمله جانبا هاما من غذاء الشعب التونسي فإنّ النّشاط الزّراعي ظلّ تقليديّا في مختلف مراحل العمليّة الإنتاجيّة من تحضير التربة والبذر والتعهّد بالتسميد والمداواة مرورا بجني المحاصيل وتجميعها وصولا إلى نقلها وتسويقها ويتعلّق المشكل الأساسي على هذا المستوى حسب ما ذكره الفلاح «صالح بوعزيزي» ل «الصباح» بمحدوديّة الإمكانيات الماديّة الضرورية لذلك لا بدّ من حثّ البنوك على التدخّل من أجل تيسير شروط الإقتراض، حيث إضطرّ جل المزارعين إلى التفويت في ضيعاتهم التي إمتلكوها واستثمرها باعثون من غير متساكني المعتمديّة بعد إشترائها بأثمان زهيدة نتيجة حاجتهم الماسّة إلى الأموال ولعدم قدرتهم على تمويل مشاريعهم لعدّة أسباب أهمّها الأداء الضريبي وارتفاع سعر المحروقات والمواد الكيميائية والبذور فضلا عن بعض الإشكاليات الأخرى المتصلة بنقص الإرشاد وغياب قاعدة بيانات علميّة لخدمة الفلاح وتشتت الملكية العقارية الفلاحية والبنى التحتية والموارد المائيّة التي تبقى في حاجة ملحة إلى تحديثها وتعهدها بالصيانة وبرمجة المزيد من البحيرات الجبلية إضافة إلى دعم الجهود المبذولة لتحلية المياه والإستفادة من التجارب العلمية في هذا المجال ونظرا لأنّ بعض الأراضي الدولية المنتشرة بربوع المعتمدية والمحاطة بالأودية والجبال لم يقع إستغلالها والتّصرف فيها فقد إقترح محدثنا إسنادها في شكل مقاسم لامتصاص البطالة المرتفعة في صفوف الفنيّين والمهندسين الشبان.