تونس الصباح : اختارت الجمعية التونسية للتنمية السياحية (قدماء السياحة) أن تنظم الاسبوع المقبل مائدة مستديرة حول موضوع أو لنقل مشغل حقيقي من مشاغل السياحة التونسية الذي ظل لسنوات نقطة سوداء ومجالا متخلفا عن ركب تطور القطاع السياحي في بلادنا، وهو التنشيط السياحي. الحديث عن جمود وعدم تطور مجال التنشيط السياحي يعود إلى ما نشاهده على أرض الواقع من غياب لمظاهر وتظاهرات تنشيطية سياحية متواصلة وقادرة على شد انتباه السائح ودفعه إلى تمديد فترة إقامته بيننا وبذلك صرف المزيد من العملة الصعبة والمساهمة في تطوير مردود القطاع من حيث العائدات السياحية الذي يعد الهدف الاساسي الذي يسعى إليه الجميع في ظل تنامي حاجة الاقتصاد الوطني إلى تطوير موارده لمواجهة الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة والتي تتعقد أكثر فأكثر مع ما تعرفه أسعار النفط والعديد من المواد الاساسية في الاسواق العالمية من شطط... وأشير في هذا السياق إلى ما صرح به أحد أصحاب وكالات الاسفار في وقت سابق بأن عددا من السواح القادمين عن طريق وكالة أسفاره إلى بلادنا يتذمرون من عدم تنوع الانشطة والمجالات التنشيطية القادرة على جعلهم يروحون عن أنفسهم وانفاق الاموال التي رصدوها لقضاء عطلتهم؟! توجهات تقليدية لقد ظل التنشيط السياحي في بلادنا حبيس تصورات وتوجهات تقليدية صرفة لم تعد منسجمة مع انتظارات السائح اليوم الذي لم تعد تستهويه الفنادق الفخمة والبحر والشاطئ بل البحث عن الخصوصيات والتميز في مجالات أخرى ومن بينها التنشيط السياحي.وتتجسد هذه التوجهات التقليدية في مجالين اثنين على الاقل: المجال الاول يتصل بانحصار التنشيط السياحي داخل الوحدات الفندقية أي أن الفندق يؤمن الاقامة والاكل ويؤمن كذلك السهرات التنشيطية وبيع الصناعات التقليدية...(حوكي وحرايري). وهذا التوجه الذي رافق انطلاق القطاع في بلادنا لم يعد مقبولا اليوم أولا لان السائح لم يعد يحبذ البقاء في الفندق وثانيا لان التوجهات التي نريدها للقطاع من حيث مساهمة السياحة في التنمية تدفعنا إلى العمل على إخراج السائح من أسوار الفنادق ليقبل على المطاعم السياحية والاسواق العتيقة ويتجول بين مختلف الوجهات السياحية الداخلية ويطلع على خصوصياتنا الثقافية والحضارية وحتى جزئيات حياتنا اليومية يمكن أن تمثل عنصر جلب للسائح. أما المجال الثاني الذي يؤكد الطابع التقليدي للتنشيط السياحي في بلادنا هو الحفاظ على صورة نمطية تقليدية في العروض التنشيطية السياحية التي تقام في بعض المناسبات على غرار الطبلة والمزمار والراقصة باللباس التقليدي والقلة على رأسها وغيرها من الامثلة التي لم تعد لوحدها قادرة على التعريف بالوجهة السياحية التونسية وبخصوصياتنا الثقافية... ماذا عن المهرجانات؟ تجدر الاشارة كذلك إلى موضوع المهرجانات ذات الطابع السياحي التنشيطي التي لم تصل بعد الى المستوى المطلوب منها في ظل بقاء هذه التظاهرات بعيدة من حيث العدد والمستوى والبرمجة عن تحقيق الاضافة في مجال التنشيط السياحي... هذه العناصر التي أتينا عليها وغيرها على غرار قلة الهياكل التي تعنى بمجال التنشيط السياحي وغياب التنسيق بين الهياكل العمومية لتطوير هذا المجال على غرار السياحة والثقافة والشباب والترفيه..،تؤكد ضرورة إيلاء المزيد من العناية لموضوع التنشيط السياحي لمواكبة بقية البرامج الحالية لتطوير القطاع السياحي على غرار تأهيل الوحدات الفندقية وتحسين جودة الخدمات..