تباينت التقييمات للدورة 49 لمهرجان الحمامات الدولي ، فالبعض يرى أنها كانت إيجابية إلى حد ما نظرا للصعوبات التي تعيشها البلاد وتزامن العروض مع شهر رمضان و أحداث الشعانبي واغتيال الشهيد محمد البراهمي ، لكن في المقابل كانت الآراء ناقدة نقدا لاذعا لمدير الدورة فتحي الهداوي الذي أعدّ برمجة ارتجالية تمت في آخر لحظة ولم يتم في الإعداد لها كما ينبغي إحتراما لهذا المهرجان العريق في البلاد التونسية قلة الجمهور بسبب نقص الدّعاية كان الحضور الجماهيري قليلا في الجملة وهزيلا في بعض العروض فعرض مسرحي مثلا سجل حضور 15 متفرجا وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام عن نقص الدعاية على عكس الدورات الماضية هذه النقطة تعتبر سببا في الفشل من ناحية الحضور الجماهيري ... و إرتفاع أسعار التذاكر إلى جانب نقص الدعاية ، يعتبر ارتفاع ثمن التذاكر سببا في عزوف الجمهور عن مواكبة جل عروض المهرجان فالأسعار كانت في حدود 20 دينارا للتذكرة الواحدة و قد بلغت 50 دينارا لعرض الفرنسي جيرار لونورمان وهو ما لا يقدر عليه المواطن في ظل غلاء المعيشة وتزامن المهرجان مع شهر رمضان عروض ناجحة لكن في المقابل سجلت بعض العروض نجاحا جماهيريا لقيمتها الفنية و الإبداعية على غرار مسرحية تسونامي لفاضل الجعايبي وعرض الفرنسي جيرار لونورمان و العرض الفلسطيني و سهرة الفن الشعبي مع وليد التونسي و فاطمة بوساحة و الهادي دنيا لأن الجمهور يريد الترويح عن النفس و الابتعاد عن الحوارات السياسية خاصة إثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي وتصاعد الأحداث في جبل الشعانبي ولد ال15 في قبضة الأمن عرفت سهرة الراب نهاية غير عادية فما أن انتهى العرض حتى إقتحم أعوان الأمن حجرات ملابس مغنيا الراب ولد الكانز و كلاي بي بي جي و قاموا بالاعتداء عليهما على خلفية تأديتهما لأغنية تتضمن شتائم للأمنيين . هذه الحادثة تعد من النقاط السوداء للمهرجان ، لكن في المقابل فقد ساهم الأمن في نجاح المهرجان من الناحية الأمنية بالتواجد كل ليلة ما قبل إنطلاق العروض إلى ما بعد نهايتها دون تسجيل أي تجاوزات من الجمهور الحاضر فأعوان الأمن بالمرصاد لكل الحركات المخلة بالنظام العام داخل المسرح و خارجه إعادة النظر رغم إشعاعه كممثل فإن فتحي الهداوي لم ينجح في إدارة مهرجان الحمامات الدولي فقد أشرف على الدورتين الأخيرتين 2012 و 2013 ولم يوفق نظرا لكثرة التزاماته في تصوير المسلسلات و الأفلام وهو ما حال دون تمكنه من التفرغ الكلي للمهرجان لتكون البرمجة ارتجالية وقد رأى البعض من المثقفين والإعلاميين أن في ذلك عدما احترام لمهرجان عريق في حجم مهرجان الحمامات و أن فتحي الهداوي غير جدير بالمنصب الذي أسندته له وزارة الثقافة و بالتالي فقد حان الوقت للبحث عن مدير جديد متفرغ كليا للشروع من الآن في الإعداد للدورة 50 و التفكير في تنشيط المركز الثقافي الدولي بالحمامات على مدار السنة لدعم السياحة الثقافية