قالت الفنانة أمينة الصرارفي ل"الصباح" أن احتفالات مائوية والدها قدور الصرارفي ستنطلق بداية من 30 سبتمبر الحالي ببرنامج ثري تحت إشراف ودعم وزارة الثقافة ويشمل مختلف ولايات الجمهورية حيث ستكون هناك حفلات موسيقية ومعارض توثيقية وغيرها من البرامج التي سيعلن عن تفاصيلها خلال هذا الشهر في ندوة صحفية وكشفت محدثتنا أن البرنامج المقترح لمائوية قدور الصرارفي هو من إعدادها بالتنسيق مع الجهات المعنية مضيفة أن هذه الاحتفالات حاولت مراعاة إمكانيات وزارة الثقافية المالية والوضع العام، الذي تمر به البلاد متمنية تحسن الحال الأمني في أكتوبر القادم مع بداية عروض المائوية وأعربت الفنانة والأكاديمية أمينة الصرارفي أن مقترحاتها لمائوية والدها تنطلق من نظرتها كفنانة وعارفة بتاريخه الموسيقي مشيرة إلى أن مهام وزارة الثقافة هو تعين شخص يشرف على تسيير المائويات فيما تكلف المختصين في المجالات الفنية بوضع الخطوط العريضة للبرمجة ومضامينها الثقافية حتى نحد من الفراغ التوثيقي في القطاع الفني وخصوصا الموسيقي وفي السياق ذاته، نفت أمينة الصرارفي أن تكون التحضيرات لمائوية والدها ستكتفي بسهرة موسيقية قائلة:"حان الوقت لتكون المائويات وثيقة تحفظ في الذاكرة الجماعية للتونسيين وهذا هدفي الأول من تكريم قدور الصرارفي خاصة بالنسبة للجيل الجديد واليافع، الذي من الضروري أن نعرفهم برموز الثقافة والفن على غرار والدي" وأضافت قائدة مجموعة العازفات:"من منطلق أني فنانة وأستاذة موسيقى يهمني بدرجة أولى الأرشيف الفني فاليوم أصبح لدينا خمسة معاهد عليا للموسيقى وهي فقيرة على مستوى المراجع وبالتالي فالإعداد الجيد للمائويات وتوثيقها سيجعل منها مرجعية هامة لطلبة الموسيقى والمهتمين بهذا القطاع الفني وشددت أمينة الصرارفي على أن التراث الموسيقي التونسي يحتوي على مجموعة من الكنوز الفنية المطلوب عرضها مجددا على الجمهور التونسي ولما لا إعادة قراءتها بأسلوب معاصر موجهة بعض اللوم للإذاعات المحلية لتهميشها هذا الموروث الفني الثري وعن العراقيل، التي تعرضت لها العازفة أمينة الصرارفي أثناء تحضيرها لمائوية والدها، ذكرت محدثتنا وبأسف كبير أسلوب تعامل التلفزة التونسية مع طلبها للحصول على بعض التسجيلات لاستغلالها في احتفالات مائوية قدور الصرارفي، حيث لم تحظ برد هذه المؤسسة العمومية إلى الآن مشيرة إلى أن حفلاتها وسهرات غيرها من الفنانين تصورها التلفزة التونسية دون مقابل فلماذا تقف بين الفنانين والأرشيف الموسيقي! وفي وصفها لمسيرة قدور الصرارفي الفنية، قالت محدثتنا: "والدي كان ملحنا وقائد فرقة ونجما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث تحظى إطلالاته على الركح بتفاعل كبير من الجماهير الحاضرة والمعجبة بعزفه على آلة الكمان" معتبرة أن الفنانين رضا القلعي وقدور الصرارفي يعدان مدرستين في عزف الكمان في تونس كما تحدثت أمينة الصرارفي عن تعدد تجارب والدها الفنية وتعامله مع أغلب الفاعلين في الوسط الفني في فترة ازدهار الأغنية التونسية إذ كان يتميز بحسن معاشرته وسعة ثقافته الموسيقية وعلاقاته الجيدة مع جميع الفنانين والشعراء والإعلاميين وللتذكير فإن الفنان قدور الصرارفي (ولد في سنة 1913 وتوفي في سنة 1977) ينتمي لعائلة فنية فهو الشقيق الأصغر لمحمد الصرارفي قائد الفرقة النحاسية للجمعية الإسلامية فيما يعزف شقيقه الثاني الطاهر الصرارفي على آلات موسيقية عديدة منها الكمنجة والعود والبيانو وقد حفظ في هذه الأجواء ومنذ صغر سنه التراث الموسيقي الأندلسي والموشحات والمألوف كما تعلم العزف على آلات المندولينا والبيانو والعود والربابة والكمان وهذه الأخيرة أبدع في عزفها خاصة وأنه تربص على أيادي كبار الموسيقيين وهم رافائيل سترينو ولوي فافا وأندري قدم قدور الصرارفي للمخزون الموسيقي التونسي أكثر من 250 عملا موسيقيا على مدى أربعة عقود من العطاء الفني، أمضى خلالها أغان لصليحة على غرار مقطوعاتها الشهيرة "ساق نجعك" ومصطفى الشرفي في "لا نمثلك بالشمس" والراحلة علية في " قلبي اللي هجرتو" وأعمال لحسيبة رشدي وصفية الشامية ومصطفى زغندة وغيرهم من أصوات العصر الذهبي للأغنية التونسية كما لحن عددا من الأعمال الاوبيرالية منها "ثورة تونس" و"ليالي الأندلس" و"بين التلال" قدور الصرارفي هو من بين مؤسسي أول فرقة موسيقية للإذاعة التونسية سنة 1948 صحبة الأستاذ صالح المهدي وكان له الفضل في تأسيس فرقة الإذاعة الليبية وقيادتها كما درس الموسيقي بهذا البلد الشقيق وبالجزائر كذلك وقدم ألحانا لعدد من مطربي البلدين إلى جانب تدريسه للموسيقى في المعهد الرشيدي والمعهد الوطني للموسيقى وهو أول من أسس معهد حر لتعليم الموسيقي في بلادنا وكان ذلك سنة 1949