تحمل أمينة الصرّارفي الفنّ في جيناتها. تتلمذت على أيادي كبار الموسيقيين التونسيين في بداياتها ولعّل بصمة والدها الفنان القدير والعازف والملحن على آلة الكمان الراحل قدور الصرارفي كانت الأعمق.. قائدة فرقة العازفات- المجموعة الموسيقية النسائية الأولى من نوعها على الصعيد العربي- اختارت تعزيز موهبتها أكاديميا فتخصصت في علم الموسيقى وألفت إصدارات في هذا المجال كما قدمت عديد العروض الفنية في أهم المهرجانات على غرار قرطاج والحمامات وجرش وقاعة الأولمبيا بباريس.. مسيرتها الثرية بالإنجازات الفنية أدرجتها سنة 2004 في الكتاب المدرسي للغة الفرنسية في المدارس بالولايات المتحدةالأمريكية بعنوان «صورة المرأة الحديثة النشيطة في المجتمع التونسي»... أمينة الصرارفي الملحنة والمغنية انتخبت من قبل مهرجان المدينة سنة 1984 أفضل مطربة لحماية التراث وهو المجال الذي عملت فيه لسنوات حيث تميزت برؤيتها التحديثية للموسيقى التونسية والعربية. التقينا الفنانة أمينة الصرّارفي التي تحتفي بمرور عشرين سنة على إنشاء فرقتها «العازفات» فحدثّتنا عن موقفها من المشهد الموسيقي بعد الثورة والتغييرات الطارئة عليه كما أشارت إلى مهرجان قرطاج وخياراته الجديدة فيما اعتبرت أن الموسيقى الصوفية المحلية مازالت في مرحلة البحث عن ذاتها. وفيما يلي النص الكامل للحوار. *هل ستكونين على قائمة المشاركين هذه الصّائفة في مهرجاناتنا على غرار قرطاج والحمامات؟ - قدمت ملفّا للمهرجانات الصيفية ومنها قرطاج يضم عرضا موسيقيا يحمل رؤية جديدة مع الحفاظ على الهوية نفسها لأعمالي ومازلنا في انتظار رد اللجنة المكلفة بالبرمجة وللإشارة فإن إنتاجي الأخير يتزامن مع احتفال فرقة «العازفات» بعيد ميلادها العشرين وقد قمنا بتجديد المجموعة الموسيقية كذلك من خلال تطعيمها بعازفات شابات وتغيير الشكل الخارجي للفرقة (اللّوك) من منطلق رغبتي في التجديد على جميع المستويات خصوصا أن هناك العديد من المقلدين حتى أن بعضهم أطلق اسم «العازفات» على مجموعتهم. *هل تعتقدين أن الفنانين التونسيين لا يحظون بفرص كافية للحضور بمهرجان قرطاج الدولي؟ -قرطاج من أعرق المهرجانات وهو قبلة النجوم من العالم ولذلك فإن التنويع مطلوب في برمجته، أمّا تمكين الفنان التونسي من فرصة المشاركة في سهرات قرطاج فأعتقد أنه حق مكفول ولكن المطلوب اليوم هو برمجة أعمال تونسية أو أجنبية تشترط الجودة الموسيقية أولا لأن بعض العروض المقدمة سابقا شهدت فشلا على المستوى التقني والموسيقي حيث تفتقر للجودة. *ما رأيك في الأعمال الفنية المقدمة حول الثورة التونسية؟ -أعتقد أن أغلب هذه الأعمال استهلاكية وأصحابها اغتنموا الفرصة للركوب على الثورة وبعضهم أصبح يقدم في الأعمال الدينية والصوفية على عكس توجهه السابق فيما يوجد فنانون آخرون يعملون في صمت والمشهد الموسيقي في العموم يمر ببعض التغيرات الايجابية والسلبية كذلك. لا يوجد حزب للفنانين... فالفنان التونسي مازال يفكر في مصالحه الذاتية فحسب والساحة الفنية يسيطرعليها النفاق وفي الحقيقة أتمنى أن تكون المرحلة القادمة فرصة لتلاقي الفنانين وإتحادهم من أجل الرقي بالذائقة الموسيقية والمساهمة في بناء الوطن من جديد خاصة أن الحكومة لها أولويات عديدة وعلى النخبة المساهمة في دعم المسار التنموي للبلاد بأفكارهم وأعمالهم.. *هل تعتبرين إذن أنه لا توجد موسيقى صوفية محلية مستقلة بذاتها عن غيرها من الألوان الفنية؟ -أغلب الانتاجات المقدمة في هذا النمط الموسيقي في السابق هي كلاسيكية حيث تركّب كلمات صوفية تركيبا على ألحان من المالوف ولم يقع التجديد أو البحث بعمق في هذا المجال خصوصا من طرف الشباب الذين يحاولون خوض التجربة الصوفية ولم يجلب انتباهي من ضمن التجارب الحالية سوى أعمال فوزي بن قمرة إذ تميزت بموسيقاها الجيدة تقنيا وفنيا وبمضامين توحي بالتعمق والبحث في الموسيقى الصوفية.