تعتبر عمادة وادي السهيلي الواقعة على بعد 22 كلم جنوب غرب معتمدية المتلوي من أكبر عمادات المنطقة الحدودية بعد وادي لرطة والسقدود والسقي القبلي وريشة النعام خاصة على مستوى التوسع الجغرافي والعمراني بالاضافة الى عدد من تجمعاتها السكنية حيث ان هذه المنطقة يميزها الطابع الفلاحي لكنها تفتقر الى الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم ، وقد ظلت منذ نشأتها خارج دائرة التنمية ويعيش متساكنوها اوضاعا صعبة في غياب البنية الاساسية خاصة في مجالي الصحة والتعليم رغم وجود مستوصف ونواة مدرسة تم بناؤهما منذ اواخر السبعينات من القرن الماضي على اساس تقريب الخدمات من المتساكنين.. وتتميز المنطقة أيضا بغياب متواصل للنقل والذي يعتبره المتساكنون معضلة اخرى تنضاف الى اوضاع المنطقة التي عرفت منذ زمن بعيد بخصوصيتها الفلاحية في غراسة النخيل والاشجار المثمرة والخضروات وتربية الماشية نظرا لخصوبة تربتها مما اهلها الى بعث مناطق سقوية بوادي النقاز والعجرمية كما يعد التنوع البيولوجي من الخصوصيات المتميزة لهذه المناطق حسب المصادر الفلاحية المختصة التي تمكنت بالتعاون مع السلطات القائمة في النظام السابق الى بعث مشروع ضخم تطلب صرف اكثر من مليون دينار لايصال الماء الصالح للشراب منذ التسعينات الى عدد من العمادات الحدودية من خلال تركيز قنوات ومضخات على مسافات طويلة تآكلت على مرور المدة في غياب الصيانة على ما يبدو كما اتلفت ونهبت بعد الثورة بسبب الانفلاتات الامنية.. وكان لنتيجة هذا الوضع المتردي انقطاع الماء الصالح للشراب على المنطقة منذ اوائل الصائفة الماضية مما حدى بالمتساكنين وبعد مطالب عديدة قدمت الى السلطات المحلية والجهوية سوى اللجوء الى الانتفاظة من خلال الاعتصام للمطالبة بارجاع الماء والذي تواصل لاكثر من اسبوع امام مقر مقر شركة المياه التي لم ترد لا بالايجاب ولا بالسلب ولم تتحرك في اتجاه مطالبهم مما جعل المتساكنين يقررون تنفيذ هجرة جماعية نحو القطر الجزائري طلبا للماء في انتظار بوادر الحل.. اقتنعت السلطات اخيرا بمطلبهم ووعدت الاهالي بتنظيم لقاء مع والي الجهة برمج ليوم الثلاثاء الماضي لتدارس الوضع بصفة عامة بما في ذلك مسألة اعادة الماء ومعالجة القضايا الاجتماعية العاجلة.. وقد تولت وحدات الجيش طوال الايام الاخيرة تزويد الاهالي بالماء الصالح للشرب عبر صهاريج معدنية محمولة على الشاحنات تمركزت وسط العمادات مقابل استقرار الاوضاع في انتظار الحلول..