أقر بوعلي المباركي الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل في لقاء خاطف مع "الصباح" بان المفاوضات فشلت فشلا ذريعا ووصلت إلى طريق مسدود بعد قرار تعليق المعارضة أول أمس الحوار فضلا عن أن المنظمات الراعية للحوار الوطني سيكون موقفها مماثلا مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للاتحاد سيجتمع اليوم قصد القيام بتقييم نهائي وسيدعو إلى هيئة وطنية للانعقاد التي ستناقش الأوضاع التي تمر بها البلاد وسيتم اتخاذ القرار المناسب.. وإن غدا لناظره قريب على حد تعبيره أما فيما يتعلق بالخطوات التصعيدية التي سيتخذها الاتحاد العام التونسي للشغل بعد فشل الإضراب ذكر المباركي أن كل الاحتمالات واردة والاتحاد العام التونسي للشغل بمعية الأطراف الفاعلة في الحوار سيلعب دوره الوطني كما لعبه سابقا في كل الأزمات التي مرت بها البلاد محملا في نفس السياق المسؤولية لكل الأطراف التي كانت سببا في تعطيل الحوار والتي لم تكن ايجابية وردا على تعليقات بعض الأطراف المظطلعة بالشأن السياسي بان الاتحاد العام التونسي للشغل أبدى مرونة أكثر من اللازم في سلسلة الحوارات الماراطونية التي خاضها في المدة الأخيرة الأمر الذي جعل حكومة الترويكا تستفيد من ذلك ذكر المباركي انه بالفعل أبدى الاتحاد مرونة والدليل على ذلك أن مبادرته كانت وسطية ولكن للأسف الشديد هنالك من جعل الحل بعيدا وفي اجابته عن سؤال يتعلق بان طول المشاورات والحوارات قد ساهم نوعا ما في إفراغ مبادرة الاتحاد من محتواها اعتبر المباركي انه ليس بهاته الدقة فمنذ طرحت المبادرة التي تضمنتها عديد المحاور تم الإعلان عن فتح حوار مع كل الأطراف قصد تقريب وجهات النظر على أن تصل إلى تجميع كل الفرقاء السياسيين على طاولة حوار وطني يؤدي إلى حلحلة الوضع وإخراج البلاد من أزمة سياسية صعبة وفسر المباركي انه بعد التحاور والتحادث مع كل الفرقاء فرادى وجماعات كان مطلب الاتحاد سواء لمن هم في الحكم أو في المعارضة لإبداء الليونة وتقديم التنازلات حتى وان كانت مؤلمة خدمة لمصلحة تونس واقر المباركي أن سلسلة الحوارات الماراطونية كانت شاقة ومتعبة لنصطدم في الأخير بمن كان يستعملها ربحا للوقت ولتطويل المفاوضات والمماطلة لكن كان التفاؤل دوما سيد الموقف بأنه سنصل إلى حل كان الجميع يراه قريبا غير ان البعض يحاول ان يبعده وقال المتحدث في هذا الشأن:"خلال الأيام الفارطة كدنا أن نصل إلى حل وان نبدأ حوارا جديا ومسؤولا بعد ما لاحظنا أن المعارضة أبدت تنازلا عن مطالبها بحل التأسيسي وإعلان استقالة الحكومة فورا. وهذا التنازل قابله تمسك الترويكا بموقفها بل اشتد وبات أكثر صلابة استنتجنا من خلاله أن الترويكا الحاكمة لا نية لها للوصول إلى حل يجنب البلاد مزيدا من التوتر والاحتقان ويخرجها من هذا الأفق السياسي المسدود" واستنتج المباركي أن كل محاولات التمطيط والتطويل كانت الغاية منها إفشال مبادرة الاتحاد إذ أن النية تتجه في أن لا يلعب الاتحاد دوره الوطني وينجح في أن تتجنب تونس المزيد من الأزمات معبرا في نفس السياق عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع رغم أن مبادرة الاتحاد تعتبر مبادرة وطنية وهي محل ترحاب وقبول حتى من قبل أطراف خارجية