تأتي المهرجانات الصيفية لتؤثث فترة الصيف وترفه عن النفوس والعقول وترسخ ثقافة فنية لكن المهرجانات برامج وبنى تحتية.. المهرجانات طاقات بشرية وأختيارات من المفروض ان تكون منهجية.. المهرجانات رهان معرفي هام وإضافة الى كل ذلك معاملات مالية والمال قوام الأعمال وهنا مربط الفرس لذلك وجب الاهتمام بالمهرجانات وتدعيمها ورسم سياسة واضحة المعالم وسن قوانين يأتمر المشرفون على المهرجانات بها كل ذلك من أجل احداث نقلة نوعية في ما يمكن أن تسميه بثقافة المهرجانات اذ من غير المعقول ان يتواصل اليوم العزف على نفس الأوتار السابقة خاصة في ما يتعلق بالجوانب المالية، فمن الحتمي ترشيد النواحي المادية وايجاد خارطة واضحة المعالم تحدد المسارات المادية التي توضع تحت تصرف الفريق المشرف على تظاهراتنا ومن المدهش ان نستمع الى أمين مال مهرجان بنزرت الدولي يصرح قائلا: «اننا كنا على يقين من أن الخسارة ستكون مائة بالمائة ولكننا برمجنا سهرة مروان خوري» منطق غير مقنع والأمثلة عديدة لنقول ان المهرجانات تتنفس بفضل « فلوس الشعب» لذلك علينا ان نحسن التحكم في الأموال المتأتية من مداخيل الجماهير وضمان حضورها ومواكبتها المهرجانات والا زادت الأحوال سوءا وتسبّبت هذه المعاملات في تورط عديد المسؤولين.. مهما يكن على وزارة الثقافة أن ترصد هذه الإخلالات وتتابعها سواء في المهرجانات الراجعة اليها بالنظر مباشرة أو عن طريق المندوبيات الجهوية للثقافة لقد بات من المؤكد المحاسبة خاصة وان الكلمة السحرية المتداولة بعد 14 جانفي، هي الشفافية ومقاومة الفساد اذن حري بكم يا من حملكم الشعب الأمانة ان لا تتركوا الأموال تذهب هباء منثورا ويأتي المديرون ويذهبون دون أن نسألهم: كم كانت المصاريف؟ وكم كانت المداخيل؟ وكل من يعجز عن خلق معادلة بينهما فقد أخلّ بعقد هام بنده الأساسي «المال العام» ولينسي بعض مديري تظاهراتنا ومن لف لفهم من الحاشية أنهم يتصرفون في «رزق البيليك»