على الرغم من ان صبر رعاة الحوار الوطني بدأ ينفذ شيئا فشيئا نتيجة تمسك الفرقاء السياسيين بمواقفهم المختلفة والتي لا تخدم المصلحة الوطنية الا ان امل الرباعي الراعي للحوار في الوصول الى نتائج ملموسة لازال قائما هروبا من منطق فشل اللقاءات. ولئن مل الشارع التونسي مسلسل المشاورات الذي طال الا ان المساعي مازالت متواصلة في انتظار ارضية جديدة يبنى عليها التوافق السياسي بين مختلف الاطراف من معارضة وحكومة وفي هذا الصدد يؤكد المولدي الجندوبي الامين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل ل "الصباح" ان المنظمات الراعية للحوار الوطني بصدد اعداد ورقة عمل من اجل تفعيل مبادرة الرباعي معبرا عن امله في التوصل الى توافق بين الفرقاء السياسيين. وقال الجندوبي "انه في حال لم يتم ذلك سنعلن الرأي العام التونسي عن الطرف المتسبب في تعطل الحوار وفي نفس الوقت سنعود الى هياكلنا لتفعيل مبادرتنا والدفاع عنها" وشدد على انه في حال تم الاعلان منذ الان عن فشل الحوار فان ذلك لن يخدم البلاد. وعن لقاءات رئيس حركة نداء تونس امس برئيسة منظمة الاعراف وعميد المحامين قال الجندوبي ان رئيس النداء سبق وان زار الاتحاد العام التونسي للشغل وعبر عن تمسك حزبه بمبادرة رعاة الحوار الاربعة. لقاءات.. وعقب لقائه برئيسة منظمة الاعراف وعميد المحامين صرح قائد السبسي لوسائل اعلام انه على الأطراف السياسية ان تفهم ضرورة ايجاد حل للازمة معبرا عن امله في تغير المواقف قريبا لانه في حال لم يحدث ذلك ستتعمق الازمة وستخرج عن السيطرة خاصة بعد التعامل الغير ايجابي معها. كما أكد على أهمية عامل الوقت لانه لا يمكن ان تتواصل المشاورات الى ما لا نهاية مشيرا الى ان المشاورات بين الاطراف الراعية للحوار والفرقاء السياسيين تتقدم ولكن في المقابل ليس هناك اجماع على الحلول. قيادة مسؤولة.. وبالنسبة للجدل الذي اثارته التصريحات الاخيرة للامين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي بكشفه لحقائق اللقاءات وتعرية الطرف المتسبب في تعطيل التوافق اعتبر مصطفى التليلي الجامعي والمحلل السياسي ان الاتحاد ليس وسيطا بل يسعى الى تقريب وجهات النظر وهو معني بالمصلحة الوطنية كغيره من الاطراف الاخرى. واكد التليلي ان قيادة الاتحاد قيادة مسؤولة وتاريخيا للمنظمة موقفها الواضح وهي دائما لصيقة بالشارع التونسي وهمومه مشيرا الى ان الاتحاد وحد حوله منظمات المجتمع المدني عموما ورباعي الحوار الوطني بصفة خاصة. وراى ان المركزية النقابية تحاول دائما اقناع مختلف الفرقاء السياسيين ومنهم الطرف الحكومي الذي يتحمل مسؤولية الفشل اما بالنسبة للحقائق فهي واضحة ويمكن اكتشافها من خلال تصريحات نقابيين التي تترجم وجود اطراف تعرقل الحوار وتسعى لتحويلها الى مسلسل الهدف من خلاله ربح الوقت وتقسيم الجبهة الواسعة من القوى النقابية والديمقراطية.