◗ حاورتها: نيفين الهوني - من الصعب جدا الكتابة عمن تحب أو تختار كلمات لتقديم شخصية معروفة ومحبوبة مثل الشاعرة بدرية الاشهب رائدة الشعر الشعبي والمحكي النسائي في ليبيا وكوني أحبها جدا فلا أستطيع الا ان اصفها بشاعرة معجونة بتراب الوطن مسكونة بالحب ممهورة بالصدق. صدر لها عدة دواوين مسموعة ومقروءة منها نقطة ضعف. أوراق خاصة. السبحة والمنديل. ورفيف الغيم. وعيون الليل. وقصائد تحت المطر. ومن إصداراتها ايضا ديوان شعري مسموع بعنوان "وصايا شهيد" ومجموعة أقراص للأطفال بالإضافة الى كتاب "معجم المفردات البنغازية" والذي خرج في طبعتين ونفد من الاسواق ويحتوي الكتاب على عشرة أبواب تتحدث عن الطرق ووسائل المواصلات والأسواق والشواطئ والعادات والتقاليد والأطعمة في بنغازي المدينة الرائعة والتي يطلق عليها الليبيون"رباية الذايح". تتحدث الأبواب أيضا عن التراث الشعبي للمدينة* الملابس التقليدية الأقمشة والألوان. الحلي والجواهر والعطور* وهناك باب عن الغذاء وأنواع الطعام في بنغازي خاصة الأطعمة الشعبية التي اشتهرت بها المدينة. وللتعريف بالشاعرة بدرية الاشهب أكثر أجرينا معها هذا الحوار تاركين لها مساحة للبوح والتواصل مع القارئ. * مهما تطول بنا المسافات فلابد من الرجوع إلى نقطة البداية, فكيف كانت هي بدايتك؟ ومن يقف وراء ولوجك عالم الابداع الشعرى؟ - عندما نضجت تجربتي الشعرية قررت الظهور واخترت الفرصة الاولي في صحيفة المدينة اخبار بنغازي حاليا وصحيفة الجبل الاخضر ودارنس واخبار اجدابيا ثم شاركت في مهرجان الشعر الشعبي وكانت تلك الانطلاقة الى قلوب الناس واصدرت مجموعة اغاني للأطفال لاقت نجاحا واسعا ثم طبع ديواني الاول نقطة ضعف عام2000 وأنا ممتنة الي كل الذين امنوا بما اكتب الى كل الاكف التي التقت ببعضها لتصفق لي حتى دون ان تعرفني عن قرب الى اسرتي واصدقائي. * في مجتمعاتنا العربية والشرقية تطغى الهيمنة الرجولية في كل المجالات, فهل تجدين هناك فرصة للمرأة في إبراز صوتها الشعري؟ وكيف يكون ذلك من وجهة نظرك؟ - الرجل عادة ما تكون علاقاته بالمجتمع اكثر فعالية ومجالا لتوثيق العلاقات له فيه فسحة اكثر. اما بالنسبة للمرأة المرتبطة بأسرة ومسؤوليات جسيمة ففرصة الاحتاك بكل اطياف المجتمع تكون اقل بكثير ناهيك عن قائمة المحظورات كالسفر والمبيت والتنقل وغيرها. ولكن هناك من النساء من استطعنا تمزيق القائمة. * مثل من مثلا؟ وهل ترين نفسك ممن كسرن القاعدة وغردن خارج السرب؟ - بعض النساء في الدول العربية التي منحت للمرأة حيزا لحرية التحرك نجد العديد من الاسماء مثل مصر وتونس ولبنان والمغرب وبالنسبة لي على مستوى ليبيا اكاد اجزم بانني نجحت ولكن لم تتح لي الفرصة عربيا، لذلك لا استطيع الحكم إن كان حضوري قويا وملفتا للأنظار واملك قدرا من الثقافة والثقة والإيمان بما اكتب وهذه العوامل كانت سببا في تواجدي اعلاميا وبقوة حتى هذه اللحظة. * تتهم المرأة عادة بأن كتاباتها سير ذاتية لها وتلخيص لتجاربها فعندما تواجهين بهكذا آراء كيف تردين عليها؟ - المرأة انسان يلفه زخم الحياة بكل معطياتها تواجه ما يواجهه اي فرد في المجتمع فهي واقعة بين حجري الرحي اولا كونها انثي وثانيا لانها مبدعة والمحرك العام للمجتمع يطالها ايضا فأين تكمن الخصوصية هنا. وانا اعيد السؤال على من يتهم المرأة بذلك. وفي المجتمع الذكوري الخاص لابد ان توضع تلك التشكيكات طبعا الا أنها غير حقيقية. *لأنك امرأة إلى أيّ حدّ تمارسين دور الرقيب على كتاباتك قبل أن يمارس عليها دور الوصي بعد النشر من الآخرين؟ وهل تجدين انك كاتبة حرة اجتماعيا؟ -عندما ندرك بفطرتنا اولا وبتعليمنا وثقافتنا وشريعة الدين والمجتمع ينمو في دواخلنا رقيب ذاتي وعندما نعلم ان لكل فضاء سقفا نحدد نحن ارتفاعه وعند نضوج التجارب الإبداعية فينا حينها نكون اوصياء على ما نكتب.. نعم أنا كاتبة حرة إنها الحرية المسؤولة من انفسنا والتي تنبع من قناعاتنا وليست من قناعات الاخرين وفي حدود المسموح به اخلاقنا ومجتمعين لذا نعم انا كاتبه حرة وانا لا اعترف بالشذوذ عن القواعد العامة. * متى سنرى الشاعرة بدرية الاشهب صوتنا في المحافل العربية الشعرية وخاصة بأنك تعدين الاولى ليبيا؟ -علي الصعيد الشخصي يعرفني بعض الشعراء العرب التقيت بهم في المهرجانات الشعرية التي كانت تقام في ليبيا الشاعر عمر الفرا والشاعر اللبناني طلال حيدر والشاعر البحريني بدر الدوسري والشاعر التونسي الصحبي شعير وعلي المرزوقي ومن الاردن عمر الجبوري ومن السعودية محمد العتيبي واذكر الشاعرة العمانية الرائعة نجاة العوادي والشاعر والصحفي خالد الضنحان من الامارات وغيرهم بعضهم لا يحضرني الان. اعتذر وكان اللقاء اخويا وحميميا ولكن لم تكن هناك فرصة كافية. الظهور عربيا يحتاج الي ان تعترف بالدولة انك لابد ان تكون هناك في تلك المحافل ولكن( الله غالب) لم اتلق دعوة من اي دولة لأنهم لا يعرفونني، لم يسوقني الاعلام الليبي وأنا لا اجيد التنطع. *ما هو جديد الشاعرة؟ -صدر لي كتابا بعنوان(انا ليبيا) وهو عبارة عن مثمنات شعبية في الحب والحكمة والحياة وكان في معرض القاهرة مطلع2013. وكذلك الطبعة الثانية من كتاب( معجم المفردات البنغازية) وهناك عدد من المخطوطات في انتظار(رحمة ربي) وقد قمت بعمل محاضرة عن كتابي "معجم المفردات البنغازية" في شهر رمضان الماضي في البيت الثقافي وشاركت أيضا في مهرجان خواطر للشعر الغنائي والذي اقامته وزارة الثقافة والمجتمع المدني منذ ايام قليلة وشارك فيه شعراء من كل ليبيا تقريبا. *انفتحت على الشبكة العنكبوتية كيف كان الانفتاح على العالم الالكتروني؟ -صفحات التواصل الاجتماعي فتحت لنا نافذة نطل منها على ما حولنا في استحياء لكنها بالنسبة لي كانت افقا حلقت عبره قدر ما استطيع. * كلمة اخيرة؟ اشكر صحيفة "الصباح" على هذا الحوار الاستثنائي الذي اطل من خلاله على القارئ التونسي ولكم محبتي.
الشط: قصيدة مهداة من الشاعرة أهدت الشاعرة الليبية القارئ التونسي قصيدتها عن مدينتها بنغازي التي أهدتها كذلك ديوانها الثاني "السبحة والمنديل". لا تسيبي جردك علي شط البحر وتنزلي بيش تغسلي أطرافك نجيبلك في يدَي أمواج البحر نجيبلك أنسام ما مرن على جنس البشر كفوف بنسيم البحر مليانة م "الشابي" ومن "شط جليانة" نجيبلك محار نجيبلك غناوة البحار نجيبلك حفنة دفا نجيبلك قصة عجب فرس .. نصها فجرة والباقي ذهب وين تجتاح اللهب نرقص طرب ونبحر بلا مجداف مع أبطال خرافك لا تسيبي جردك على شط البحر وتنزلي بيش تغسلي أطرافك نجيبلك حنة ورق ونجيب م "النجار" فاصوخ ووشق ونجيبلك حن القلوب ونجيبلك شربات م " المجدوب " ونجيبلك ركعة صلاة من وسط محراب " العتيق " " منارة خريبيش " نبراس الطريق " ونجيبلك دفتر عليه رسوم وتخربيش لطفل إسمه " الصادق النيهوم " في " سوق الحشيش " ونجيبلك صورة ثلاث شبان في برواز " البيجو" "بن حريز" وصورة " النقاز" من دمهم غزلوا وشاح يزين أكتافك لا تسيبي جردك على شط البحر وتنزلي بيش تغسلي أطرافك إللي لطخوا إيديك بمحابرهم وسهواً سقطي من مشاعرهم والى سجلوا إسمك غلط داخل دفاترهم لا تعاتبيهم واغفري لا تعاقبيهم واغفري بنغازي.. بس لا تنحني لا تنزلي للشط.. الشط لا عندك ايجي انصُبوا عليك وتغسلي أطرافك يموت من برد الشتا..