التي ترزح تحت وطأتها البلاد منذ اغتيال الشهيد بعد طول انتظار وبعد سلسلة من المشاورات واللقاءات الماراطونية بين رباعي الحوار للخروج بحل توافقي عقب الأزمة السياسية الخانقة محمد البراهمي أعلن الأمين العام للمنظمة الشغيلة حسين العباسي صباح أمس عن فشل المفاوضات على اعتبار ان رد حركة النهضة على المبادرة وخارطة الطريق التي تتضمنها بقي غامضا خاصة في الجزء المتعلق بالقبول باستقالة الحكومة وفق الآجال التي تم تحديدها. واعتبر العباسي أن مضمون البيان الذي صدر عن الحركة غامض ويحمل تأويلات مختلفة. في محاولة لرصد موقف "الترويكا" من تصريحات الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اتصلت "الصباح" مرار بقيادات النهضة لكن دون جدوى... فيما يتعلق بموقف التكتل ثمن محمد بنور الناطق الرسمي للحزب في تصريح ل"الصباح" موقف الاتحاد "الذي ترك الباب مفتوحا" ولم يغلقه نهائيا مشيرا إلى أن ذلك ليس بغريب على العباسي الذي يعتبر نقابيا محنكا ويمتاز بروح وطنية عالية ومسؤولية في هذا الظرف الصعب والدقيق الذي تمر به البلاد . وقال في هذا السياق:"على حركة النهضة اليوم أن يكون موقفها أكثر وضوحا وأكثر ايجابية مع المبادرة وحتى الخطوات التي قامت بها تبقى غير كافية لان انطلاق الحوار المباشر له طابع سحري إذ يأتي بالانفراج والوفاق." موقف التكتل الذي عبر عنه الناطق الرسمي للحزب يعتبر لينا مقارنة بما أوضحه عضو المجلس الوطني التأسيسي عن المؤتمر من اجل الجمهورية سمير بن عمر في تصريح ل"الصباح" الذي اتهم المنظمات الراعية للحوار بان لديها نية مبيتة لإفشال المسار الانتقالي الثاني. وعبر بن عمر عن أسفه لهذا الموقف الذي عبر عنه العباسي أمس على اعتبار انه يكشف أن المنظمات الراعية للحوار غير محايدة وأنها تريد تقديم مصوغ سياسي لإفشال الحوار اذ لم تكن هذه المنظمات تبحث عن حلول بقدر ما كانت تبحث عن إفشاله بكل الطرق على حد قوله. وقال في هذا الشأن:"ينطبق على المنظمات الراعية المثل القائل رضي الخصمان ولم يرض الراعي" على اعتبار أن "الترويكا" أعلنت عن قبولها لمبادرة الرباعي الأخيرة. وأضاف انه حتى مع إعلان الجبهة عن بعض الشروط فانه رغم هذا كان بالإمكان لو وجدت نية صادقة التحاور بشان بعض التفاصيل غير انه وجدت نية مبيتة لإفشال الحوار على حد تعبيره فضلا عن تقديم مصوغ سياسي من قبل بعض الأطراف السياسية لإجهاض المسار الانتقالي الحالي. تجنب العزلة السياسية في قراءته للمشهد السياسي الراهن وتحديدا الخطوة التي قد تقوم بها حركة النهضة خلال الساعات القليلة القادمة يرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في تصريح ل "الصباح" ان حركة النهضة تشعر بأنها متهمة من قبل الرباعي بكونها لم تتفاعل بالقدر المطلوب مع هذه المبادرة وإنها إذا ما أصرت على موقفها هذا فان دائرة المختلفين معها مرشحة لكي تتسع الأمر الذي يقتضي منها التركيز مليا لتجنب العزلة السياسية، وذلك بالتاكيد على ان ما عرضته ليس شروطا مسبقة وانها تتبنى خارطة الطريق المقدمة من طرف الرباعي تاركة الخوض في التفاصيل للحوار الوطني مشيرا الى ان ذلك يمثل السيناريو الافضل للبلاد ولحركة النهضة. وخلص الجورشي للقول:"لا اريد ان افترض سيناريوهات اخرى لا اعتقد بانها ستساعد على الخروج من الأزمة الراهنة."