أعلنت أمس حركة "النهضة" قبولها لمبادرة الرباعي الراعي للحوار، كما أبدت الحركة استعدادها اللامشروط للدخول الفوري في جلسات الحوار الوطني من أجل الوصول إلى توافق بشأن كل القضايا المطروحة . ويأتي موقف الحركة قبل يوم من الندوة الصحفية التي ستعقدها الأطراف الراعية للحوار التي من المنتظر أن يتمّ خلالها الكشف عن مجريات المشاورات بين الفرقاء السياسيين منذ بداية الأزمة الراهنة.. ويطرح تغير الموقف المفاجئ ل"النهضة"، عدة تساؤلات خاصة وأنها أعربت قبل يومين في بيان مشترك مع حليفيها في السلطة عن تحفظها على بعض النقاط الواردة في خارطة الطريق.. كما يفتح هذا التحول في المواقف الأبواب للتساؤل عن مدى التوافق داخل "الترويكا" حول تعاملها مع مبادرة الرباعي بعد الإعلان الأحادي الجانب من قبل النهضة بقبولها بمبادرة الرباعي. الناطق الرسمي لحزب التكتل من أجل العمل والحريات محمد بالنور أكد في تصريح إذاعي أن موقف حزبه من مبادرة الرباعي ليس بالضرورة أن يكون موقف "الترويكا"، مشيرا إلى ان "التكتل" سيتخذ قراره من خارطة الطريق بشكل مستقل بعيدا عن كل التأثيرات.. من جهته اعتبر الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل بوعلي المباركي أن موقف النهضة جاء في الوقت المناسب ويدل على أن هناك سعيا في اتجاه حلحلة الأزمة.. وتعليقا على الموقف الأحادي للنهضة.. اشار المباركي إلى وجود تذبذب داخل "الترويكا" معتبرا أن هذه الخطوة ستجعل بقية مكونات الائتلاف الحاكم تقبل بمبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني.. خاصة أن الأحزاب الثلاثة كانت قد اتصلت صبيحة أمس بالاتحاد بشكل منفرد للإعراب عن قبولها بالمبادرة. كما اعتبر الأمين العام المساعد أن تلويح حسين العباسي بكشف الحقائق الأربع خلال الندوة الصحفية التي ستعقد اليوم، والحديث عن خطة بديلة في صورة فشل التوافق حول خارطة الطريق.. عجلت بموافقة أحزاب "الترويكا" وتغيير مواقفها في وقت قياسي على نص المبادرة دون شروط مسبقة.. وكان القيادي في المنظمة الشغيلة سامي الطاهري قد أكد أمس أن المشاورات بلغت نقطة اللاعودة بسبب ما أسماه "التحيل السياسي" من قبل "الترويكا" التي تسعى حسب تعبيره إلى ربح المزيد من الوقت من خلال مواقفها المتذبذبة وغير الجدية.. كما اعتبر الطاهري أن "الحوار وصل إلى مرحلة اليأس بحيث أصبحت الأمور تنذر بوقوع المحظور" وأيا كانت النوايا المعلنة والخفية لحركة النهضة وحلفائها، يبقى السؤال حول مدى تأثير موقف الحركة في الخروج من المأزق السياسي الراهن.. وهل سيكون بداية انفراج أم أنه لا يعدو إلا أن يكون مناورة سياسية خاصة أنها استبقت الندوة الصحفية للرباعي الراعي للحوار الوطني؟ وجيه الوافي جبهة الإنقاذ تقبل خارطة الطريق وتتمسك باستقالة الحكومة وفي نفس السياق عقدت جبهة الإنقاذ عشية أمس اجتماعا مطولا انتهى في ساعة متأخرة وذلك لتحديد موقفها من مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني، خاصة بعد التطور الطارئ لموقف حركة النهضة..وقد أكد القيادي في التيار الشعبي زهير حمدي أن جبهة الإنقاذ اتفقت على القبول بخارطة الطريق دون أي تحفظ، مشيرا إلى تمسك مكونات الجبهة باستقالة الحكومة الحالية باعتباره حجر الأساس في عملية إرساء حوار وطني متماسك..على حد قوله بيان حركة النهضة حول مبادرة الرباعية في ما يلي بيان حركة النهضة الذي أعلنت فيه عن قبولها بمبادرة الحوار الوطني: "تعلن حركة النهضة بعد تدارسها مبادرة الرباعية، قبولها بها وتطالب بالتسريع في انطلاق حوار وطني جاد يمكّن البلاد من الخروج من الأزمة السياسية إلى آفاق أرحب تُلبِّى فيها طموحات شعبنا في الحرّية والكرامة وما يخدم أهداف ثورتنا المجيدة ومن هذا المنطلق تعبّر النهضة عن استعدادها التامّ غير المشروط للابتداء الفوري في جلسات الحوار الوطني للتوافق حول كل المسائل المطروحة وخاصة منها 1 التعجيل بالمصادقة على الدستور بوصفه غاية وركيزة للمهمة التأسيسية في أقرب وقت ممكن (لا تتجاوز ثلاثة أسابيع) 2 من ثمّ التحديد النهائي لأجل الانتخابات في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر من تركيز الهيئة المستقلّة للانتخابات 3 على ضوء ذلك، التوافق على التشكيل الحكومي الجديد رئاسة وأعضاء وبرنامجا الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة