ما تزال العمليات العسكرية الجارية في مرتفعات جبلي الشعانبي وسمامة متواصلة رغم الهدوء الواضح الذي عرفته في الايام الاخيرة من خلال تراجع حدة القصف المدفعي الذي اصبح متقطعا ومتباعدا ومحدودا في الاهداف المستهدفة وحسب مصادر مختلفة من بينها بعض متساكني القرى المحيطة بالشعانبي فان فوج المدفعية الذي كان متمركزا بالسفح الجنوبي للجبل قرب قرية أولاد يحيى انسحب من مكانه وتحوّل للانتصاب في منطقة أخرى وإن أعالي الشعانبي شهدت ليلة أول أمس عمليات قصف متواصلة لأهداف معينة تمّ تحديدها بأضواء كاشفة لانهم لاحظوا اكثر من مرة اضواء متحركة في قمة "التلة" يبدو انها لاحدى المجموعات الارهابية التي ما تزال متحصنة هناك سرعان ما استهدفتها وحدات الجيش الوطني بقذائف الهاون مخلفة انفجارات ضخمة.
متى تحصل المواجهة المباشرة؟
مرّ حوالي شهرين على انطلاق الحرب التي شرعت فيها وحدات الجيش والامن الوطنيين على الارهاب في الشعانبي وطالت فترة القصف الموجه عن بعد فترة طويلة دون الاعلان عن حصيلتها ودون دخول الفرق الخاصة المتواجدة في محيط المحمية في مواجهة مباشرة مع الارهابيين وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول الموعد المناسب للحسم في امرهم بالهجوم البري على معاقلهم لاستئصالهم والقضاء عليهم نهائيا.
رصد تحركات مشبوهة حول مركز حدودي متقدم
سمع متساكنو منطقة "فم الضفا" الحدودية الواقعة غرب مدينة حيدرة وسط جبال "الطباقة" ليلة اول امس أصوات إطلاق رصاص كثيف بالقرب من مركز حرس الحدود المتقدم بالمنطقة مما أثار تخوفات حول تعرضه الى هجوم إرهابي.. ولمعرفة حقيقة ما حصل اتصلت "الصباح" بمصادر من اقليم الحرس الوطني فافادتنا ان العون المكلف بالحراسة لاحظ تحركات مشبوهة في الغابة المحيطة به وأن هناك شخصا أو أكثر يراقب المركز من بعيد فسارع باطلاق النار نحو مصدرها بواسطة رشاشة ثقيلة وفق التعليمات الصريحة التي تدعو الى التصدّي فوريا بالرصاص لأي هدف مشبوه ثم طلب هو وزملاؤه قدوم تعزيزات وعلى الفور وصلت وحدات من فرق طلائع الحرس والتصدّي للارهاب على راسها المدير الجديد للإقليم المقدم منير شطارة (باشر مهامه يوم الاثنين) الذي كان بالقرب من المنطقة في زيارة تفقد وتولت الوحدات التي حلت بالمكان القيام بعملية تمشيط واسعة لجميع المرتفعات والغابات المحاذية للشريط الحدودي الفاصل مع الجزائر التابع لمعتمدية حيدرة دون العثور على شيء.. وللإشارة فان نفس المركز الحدودي المتقدم تعرض ليلة 12 اوت المنقضي الى محاولة هجوم من طرف مجموعة إرهابية تصدّى لها اعوانه وتبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين وأجبروهم على الفرار.