مثلما فعلَتْ ذلك قبل دربي الكأس بين النادي الافريقي والترجي الرياضي، كشفت الجامعة التونسية لكرة القدم أمس أيضا عن الطاقم الايطالي الذي سيدير غدا القطب الهام بين الملعب التونسي والترجي الرياضي، فيما احتفظت اللجنة الفيديرالية للتحكيم مقابل ذلك مجدّدا بأسماء الحكّام التونسيين الذين سيتولّون ادارة اللقاءات الثلاثة الأخرى المتأخرة لحساب نفس الجولة (!!). وقد تسنّى لنا التأكد طوال المدة الأخيرة وبما لا يدع مجالا للشك حرص اللجنة الفيديرالية على إحاطة مسألة التعيينات حين يتعلق الأمر بالحكام التونسيين بالتكتّم والسريّة التّامة والتعتيم الإعلامي، مقابل قيام الكتابة العامة للجامعة بإرسال أسماء الحكام الأجانب إلى أجهزة الاعلام عبر الفاكس (!!). بمعنى آخر هناك توجّه يقضي بعدم الكشف عن أسماء الحكام التونسيين، مقابل الحرص على إحاطة تعيينات الأجانب بالوضوح والشفافية (!!). وبمعنى أوضح هناك تخوّفات من الكشف عن أسماء الحكّام التونسيين، أما الحكام الأجانب، فليس هناك ما يدعو للتخوّف أو الخشية من معرفة مسيّري الأندية لأسمائهم (!!). فهل إلى هذه الدرجة أصبحنا لا نثق في حكامنا ونتجنّب الكشف عن أسمائهم، مقابل ثقتنا التّامة والمطلقة في الحكام الأجانب وفي نزاهتهم وحيادهم ونظافة أياديهم (!!). صدّقوني، لقد استأت كثيرا من طريقة تعاملنا مع الحكم التونسي والحكم الأجنبي بأساليب متباينة وليس بنفس النظرة (!!). فكأننا بصدد تقديم شهادة براءة للحكام الأجانب مقابل تسديد صفعة للحكّام التونسيين (!!). أليس كذلك؟