لعلّ العنوان يوحي للوهلة الأولى بالاستغراب ويبعث على الانتباه ولكنه في الحقيقة يلخّص واقعا ملموسا تعيشه حقول البصل بمنطقة بوسالم من ولاية جندوبة والتي تمتدّ على مساحة هامة تبلغ ال450 هكتارا تنتصب بالمنطقة السقوية وخاصة بسيدي علي الجبيني وبوزديرة والبراهمي فرغم أهمية الصابة من حيث الكمّ والكيف فإنها مهدّدة بالتلف والتعفن بسبب تعرّضها لمرض فطري يسمّى "بوترتييس" أصابها خلال نزول الأمطار في الأيام الأخيرة إلى جانب وجود صعوبة في التوزيع بالسوق الداخلية في ظل تواضع سعر البيع بين ال150و180 مليما ممّا لا يمكن أن يسدّد تكاليف ومصاريف الإنتاج وتغطية الفارق بين تكاليف الإنتاج والبيع ويضعف هامش الربح خصوصا وأن مصاريف زراعة البصل وحراثته مكلفة ممّا لا يفي بتغطية هذه المصاريف إلى جانب غياب مسالك التوزيع للدول الخارجية وخاصة على الشريط الحدودي للشمال الغربي والشقيقة ليبيا وهو ما قد يتسبب في تكدّس الإنتاج وإتلافه هباء وحرقه دون تصدير باقي المنتوج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية حاجيات الأسواق الداخلية ممّا يحتّم على الدولة البحث عن أسواق جديدة للتوزيع وتنظيمه بطرق قانونية ومنظّمة بعيدا عن التهريب والضرورة تقتضي منها توفير إمكانيات تخزين المنتوج والذي يشتكي من نقص المخازن وعدم قدرة الفلاّح بالجهة على تحمّل مصاريف التخزين الكثيرة حيث أن صابة الهكتار الواحد تتطلب 1600 صندوق للتخزين وسعر الصندوق الواحد 7 دنانير تنضاف إليها كلفة كراء محل التخزين والنقل واليد العاملة التي وصلت أجرة العاملة ب15 دينارا وبعملية حسابية فإن الهكتار يلزمه مبلغ إضافي للتخزين لا يقل عن 4 آلاف دينار ممّا يجعل الفلاّح يضطرّ للالتجاء إلى طرق التخزين التقليدية وهي الأخرى مكلفة للفلاح ونتائجها غير مضمونة في ظل التقلبات المناخية ومتطلبات العملية مما يستدعي التدخّل الضروري لوزارة الفلاحة قصد إيجاد حلول لإنقاذ الصابة ومساندة الفلاح حتى لا تتعاضم مصائبه وينفر من النشاط في إطار التوجّه نحو تغيير النظرة للفلاح الذي هو أصلا ضحية فهو لا يتحكم في الأسعار بل يخرج معها المتضرر الأول والأخير رغم دوره الهام في عملية توفير الأمن الغذائي الوطني