اليوم النواب المنسحبون وجبهة الانقاذ يحددون موقفهم النهائي من المبادرة جاءت الندوة الصحفية التي عقدتها لجنة كشف حقيقة اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي لتربك الخطوات المتعثرة للحوار الوطني الذي كان من المنتظر أن ينطلق نهاية الأسبوع الجاري. اذ من المقرر ان تعقد اليوم جبهة الإنقاذ اجتماعا لتباحث المعلومات التي كشف عنها الطيب العقيلي أمس.. وفي هذا الإطار أكد الأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين زياد الاخضر أن الجبهة ستحدد اليوم موقفها النهائي من مبادرة الرباعي في ضوء المستجدات الأخيرة.. من جهته قال النائب عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي أن النواب المنسحبين سيعلنون اليوم عن قرارهم النهائي بخصوص الحوار الوطني، بعد المعطيات التي كشفها الطيب العقيلي والتي تثبت تورط حركة النهضة والحكومة في اغتيال بلعيد والبراهمي..على حدّ تعبيره. ورغم موافقة حركة النهضة الدخول إلى الحوار الوطني دون شروط مسبقة كما جاء على لسان قيادييها، إلا أن الرؤية بهذا الشأن مازلت ضبابية، وغير واضحة خاصة أن تصريحات أغلبية مسؤولي الحركة تنفي في نفس الوقت فرضية استقالة الحكومة قبل انطلاق الحوار.. وهو ما أثار حفيظة بعض الأطراف السياسية التي تصرّ على اتهام النهضة بالمضي في اتجاه تصعيد الأمور واستغلال عامل الوقت لتنفيذ أجنداتها قبل الموعد الإنتخابي المرتقب.. وكان الأمناء العامون للإتحاد من أجل تونس قد أجمعوا خلال اجتماعهم أول أمس لتدارس الوضع قبل الدخول في الحوار الوطني، على أن حركة النهضة مازالت تنتهج سياسة المماطلة والإزدواجية في الخطاب وفي التعامل مع مبادرة الرباعي..حيث اتهم الأمين العام لحزب العمل الوطني الديمقراطي عبد الرزاق الهمامي الحركة بالمراوغة وعدم الوضوح وسعيها نحو فرض موقفها مهما كانت التكاليف، غير آبهة بمصلحة البلاد..وحذر الهمامي في تصريح ل"الصباح" من خطورة سلوك الحركة الذي يدفع بالأمور نحو التأزم.. كما اعتبر الأمين العام لحزب العمل أن موافقة النهضة على الإنضمام إلى دائرة الحوار هي موافقة مفخخة ولن تكون ذات جدوى ما لم تقدم الحكومة الحالية استقالتها.. وأفاد الهمامي بأن "الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد يتطلب تضحية من قبل كل الأطراف والفرقاء السياسيين المدعويين إلى ترك المصالح الحزبية الضيقة ونكران الذات.. وهو ما لم تلتزم به حركة النهضة التي تواصل بسط هيمنتها على الإدارة وعلى مراكز النفوذ في الدولة لضمان أوفر الحظوظ خلال المواعيد الإنتخابية المقبلة".. على حدّ تعبيره. وعن موقف الإتحاد من أجل تونس من مبادرة الرباعي جدّد الهمامي التمسك بخارطة الطريق التي طرحها الرباعي كحلّ وحيد للخروج من المأزق.. داعيا الأطراف التي وافقت على المبادرة إلى العمل على تفعيلها على أرض الواقع في أقرب الآجال.. ومع موقف المعارضة المستاء من سياسة حركة النهضة، يحاول إتحاد الشغل الإمساك بالعصا من الوسط، في سبيل التعجيل بإنطلاق الحوار الوطني.. وفي هذا السياق قال الأمين العام المساعد بوعلي المباركي في تصريح ل"الصباح" أن الحوار الوطني سينطلق على أقصى تقدير نهاية الأسبوع الجاري، مشيرا إلى وجود بعض الصعوبات الجزئية سيتم تجاوزها قبل يوم الجمعة.. كما أفاد المباركي بأن المنظمة الشغيلة تنظر بتفاؤل وارتياح للتفاعل الإيجابي لمختلف الفرقاء السياسيين مع مبادرة الرباعي مؤكدا أن جميع الأطراف مستعدة للجلوس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة.. داعيا إلى ضرورة تغليبب المصلحة الوطنية وترك الحسابات الحزبية جانبا في هذا الوضع الدقيق.. ورغم اعلان المعارضة عن استعدادها للدخول في الحوار الوطني، إلا أن موقفها الرافض لما اعتبرته غموضا ومماطلة من قبل حركة النهضة إزاء خارطة الطريق واستقالة الحكومة يطرح العديد من الفرضيات عن حقيقة قبول المعارضة الجلوس إلى طاولة الحوار في ظل موقف الحركة وتصريحات مسؤوليها التي تجمع في مجملها على عدم استقالة الحكومة قبل انطلاق الحوار وهو ما تنص عليه خارطة الطريق و تتمسك به المعارضة.. فهل تكون محاولة الأطراف الراعية إقناع المعارضة القبول بموقف النهضة سببا في تأخير موعد إنطلاق الحوار الوطني؟ وفي ظل المعطيات التي كشفتها أمس بها لجنة الدفاع عن شكري بلعيد و ومحمد البراهمي يبدو أن الأوراق ستخلط من جديد..