◄ أمينة الصرارفي: سهرة ناجحة وليتنا لا نتوقف عن تنظيم المائويات انطلقت ليلة أمس الثلاثاء بالمسرح البلدي بالعاصمة احتفالات تونس بمرور مائة عام على ميلاد الملحن التونسي قدور الصرارفي الفنان المتكامل الذي جمع بين عديد الفنون كالسينما والموسيقى والشعر وأتقن العزف على الرباب والكمنجة وأبدع أغنية "لا نمثّلك بالشمس ولا بالقمرة" وغيرها من الأغاني التي غناها كبار المطربين في تونس وأصبح بعضها امتحانا لا بد ان يمر منه الفنان عزفا وأداء ليثبت جدارته بلقب مطرب. حفل الافتتاح أمّنه الاركستر السيمفوني التونسي بقيادة المايسترو حافظ مقني وحضره وزير الثقافة السيد مهدي المبروك وعدد من السفراء المعتمدين في تونس والجاليات العربية والأوربية المحبة للموسيقى الكلاسيكية وعدد من الفنانين التونسيين وأفراد عائلة الراحل قدور الصرارفي ومن بينهم ابنته أمينة التي تولى الوزير تكريمها في نهاية الحفل نظرا لما قدمته إلى الموسيقى التونسية وعملها الدؤوب على المحافظة على تراث والدها. وقدور الصرارفي ولد سنة 1913 بالعاصمة ونشأ في عائلة فنية وتتلمذ على أستاذ الكمنجة الايطالي رفائيل سترينو والهرمونيكا والكنترباس والتأليف الموسيقي على يدي لوي قافا أما فن التوزيع فأخذه عن الأستاذ اندريه هيدو وتعلم الموشحات الأندلسية والعزف على الرباب على يدي الشيخ محمد غانم. جمع بين الإبداع والتدريس أثرى الراحل الساحة الفنية التونسية كأستاذ موسيقى وبأعماله الخاصة والفرق التي أسسها واشرف على ازدهارها وتألقها ومن بينها فرقة الخضراء وقد لحن العديد من الاوبيرات وعدة سمفونيات صغيرة وموسيقى تصويرية إضافة إلى الأغاني والمعزوفات المتنوعة القوالب ومنها القالب الكلاسيكسي التقليدي كما أبدع الصرارفي في تلحين الأناشيد وأغاني الأطفال. عمل قدور الصرارفي في ليبيا والجزائر وترك بصمات واضحة في المدونة الموسيقية الجزائرية حيث أبدع العديد من المعزوفات الموسيقية التصويرية والروايات الغنائية وقاد اركسترا اوبيرا الجزائر وكانت مسيرته حافلة بالعمل والعطاء في ليبيا كذلك حيث تولى تعليم الموسيقى للشبيبة الليبية وكان له الفضل في تأسيس فرقة الإذاعة الليبية وقيادتها. وكتب في الأربعينات والخمسينات باللغتين العربية والفرنسية في العديد من الصحف والمجلات ووضح في اغلبها معالم الموسيقى العربية والتونسية بشكل خاص. بعد وفاته سنة 1977 اي بعد اربعين عاما من التفاني في خدمة المدونة الموسيقية التونسية والمغاربية تولت كريمته الفنانة أمينة إعادة أعماله التي لم تكن في حالة تقنية سيئة إلى الأذهان في قرص اختارت له عنوان"فرحة" وتضمن "فرحة" التي ألفها الصرارفي بمناسبة الذكرى الأولى لإعلان الجمهورية و"قلبي اللّي هجرتو" التي غنتها الفنانة علية و"قولولها يا ناس" التي لحنها للمطربة عيشة و"يا راحلة" لمصطفى زغندة و"ساق نجعك بالرنّة" التي غنتها صليحة كما أشرفت أمينة كذلك على إعادة تسجيل البعض الآخر من ألحانه التي يناهز عددها 250 عملا موسيقيا. معلم يكرّم معلما تزامن انطلاق الاحتفالات بمائوية قدور الصرارفي مع الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى وبه انطلق موسم عروض الاركستر السمفوني الذي وعد المايسترو حافظ مقني بان يكون حافلا بالموسيقى الكلاسيكية العالمية زاخرا بالانتاجات المحلية التونسية خاصة بعد ان أصبح لدينا في تونس ملحنين لهم باع وذراع في كتابة السمفونيات وتلحين المعزوفات التي يعجب بها الجمهور التونسي ويصفق لها طويلا وقد تمت ملامسة هذا الإعجاب كلما تمت برمجتها في العروض الشهرية للاركسترا السيمفوني. حافظ مقني عبر عن سعادة قصوى باستعادة المسرح البلدي لجمهور الموسيقى السيمفونية برجوع الاركستر إلى ركحه لتقديم أولى عروض الموسم وللمشاركة في أحياء ذكرى وتكريم العازف والملحن وقائد الفرقة الراحل قدور الصرارفي وقد أثنى على فكرة التظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة واللجنة الثقافية الوطنية وقدم برنامج السهرة وقد اختار ان يعتمد فيه على سيمفونيات ومعزوفات أسلوب الكتابة الاركسترالية فيها امتداد لأسلوب كتابة قدور الصرارفي(وفي هذا تكريم لا يعرف قيمته إلا أهل الاختصاص). في قرابة الساعة والنصف أنصت جمهور الموسيقى الكلاسيكية في صمت وانتباه إلى 12 معزوفة من بينها "حياة الفن" وليلة قشتالة" وليلة آسيوية" و"ثار" و"عتاب القمر" و"ليلى أندلسية" لقدور الصرارفي وقد راوح بينها وبين معزوفات للمايسترو محمد مقني وتدخل عازف العود محمد قعلول بمعزوفة "حنين". سهرة راقية نالت إعجاب الأستاذة أمينة الصرارفي (مديرة معهد قدور الصرارفي للموسيقى وأول امرأة قائدة لفرقة موسيقية في تونس) التي رأت انها "حلوة برشة" وأنها في مستوى طموحها وأفراد عائلتها لتكريم والدها وعبرت عن امتنانها للمايسترو حافظ مقني الذي استطاع حسب تعبيرها ان يؤدي بامتياز معزوفات والدها وتمكن ومن معه من عازفين من ذلك رغم الصعوبات التقنية وضيق الوقت وتوجهت بالشكر لوزارة الثقافة التي حرصت على تنظيم مائوية قدور الصرارفي وتمنت ان تواصل الوزارة الاحتفال بمائويات أعلام تونس ونجومها الذين أفلوا. كما رحبت بالفنانين الذين واكبوا السهرة وكان من بينهم حسب ما ذكرته الإذاعية وداد محمد التي نشطت الحفل الفنان صلاح مصباح وعبد السلام وعبد الرؤوف النقاطي ومحمد احمد...