"مباحث البشروش" هو عنوان الشريط الوثائقي الذي أخرجه وكتب له السيناريو المخرج فوزي شلبي ويقدّم أول عروضه يوم 20 نوفمبرالقادم .. هذا الفيلم يساهم به المخرج الشاب فوزي شلبي في ردّ الاعتبار للأديب التونسي محمد البشروش (ثالث أدباء الإصلاح في تونس) في الثلث الأول من القرن العشرين. لقد كانت للبشروش مسيرة واضحة المعالم في التجديد الأدبي بتونس؛ وكان وإياهما حلقة الوصل بين المشرق والمغرب من ناحية واِستطاع ثلاثتهم أي هو ومحمد الحليوي وأبو القاسم الشابي ربط الصلة بين الأدب العربي والأدب الأوروبي. وقد فجّرت كتاباتهم في الأدب التونسي دماء جديدة فتمكنوا من تثبيت بصمة تجربتهم شعرا وقصة و نقدا و كتابات أخرى متنوّعة في الترجمة و المذكرات والرسائل و الصّحافة و التاريخ.... هذا الفيلم من انتاج شركة "ارتوس للانتاج التلفزي والسينمائي" وهو شريط وثائقي مدته 58 دقيقة ولغته العربيّة الفصحى. وشريط" مباحث البشروش "هو مواصلة لمشروع ثقافي وسينمائي يرتكز بالأساس على إحياء الذاكرة الوطنية وردّ الاعتبار لكلّ من تفانوْا في خدْمة تونس من مبدعين في شتى المجالات؛ ولكن بقوا مغمورين وتغافل الكل عن ذكرهم... هذا المشروع الثقافي والسينمائي أراد من خلاله فوزي شلبي القطع مع عهد ظلت خلاله السينما التونسيّة تستبعد الاهتمام برموزالثقافة بالبلاد. واليوم وبعد الثورة والكلام هنا للمخرج :"استشعرت الحاجة إلى توثيق الذاكرة الثقافية التونسية من خلال أعلامها، خاصّة في ظل الجدل القائم في التعاطي مع مفهوم الهويّة وغيره نتيجة التجاذبات الفكريّة والسياسيّة في البلاد. وبدأت مشروعي هذا بشريط "كلمات" (سنة 2011 ) الذي كان حول مسيرة الشاعرالتونسي الكبير منور صمادح، واليوم سأقدم شخصيّة ثقافيّة تونسيّة كبيرة أسهمت بشكل كبيرفي بناء المسارالثقافي لبلادنا وهوالأديب محمد البشروش مؤسس مجلة المباحث." ويروي شريط "مباحث البشروش" أهمّ مراحل حياة الأديب محمد البشروش الذي وُلد سنة 1911 بدار شعبان الفهري ورحل عن الحياة سنة 1944 أي منذ 69 سنة ورغم قصرحياته فإنه برزبشكل مدْهش في التأليف القصصي والشعر وترجم عديد الأعمال لمجموعة من الشعراء الفرنسيّين على غرار "لامرتين" و"فيرلان" و"رامبو" وحاول محمد البشروش في أدبه الجمع بين قطبيْن متضادّيْن الأصالة والتجديد وهو رهان عمل على كسبه فكان له ما أراد. ويُعدّ البشروش أحد كبارالتنويريّين التونسيّين الذين ساهموا بدورإصلاحي بارزفي تاريخ تونس في النصف الأول من القرن العشرين مع أصدقائه وأبناء جيله مثل الشاعريْن أبي القاسم الشابي ومصطفى خريف والمفكروالمصلح الاجتماعي الطاهرالحداد. ويعتبر محمد البشروش خاصّة في الثلث الأول من القرن العشرين من روّاد التجديد الأدبي في تونس وحلقة الوصل بين المشرق والمغرب. وهو مؤسّس مجلة "المباحث" التي تُعتبر مرحلة مهمّة في تاريخ الأدب التونسي. أما فوزي شلبي فمخرج شاب له تجارب في المسرح كممثّل ومخرج؛ وقد عمل مدّة 10 سنوات بالتلفزة التونسيّة كمخرج تلفزي وله انتاجات عديدة وأشرطة وثائقية ك" أقلام عربية "(سنة 2002) وأفلام روائية ك"خيوط الشمس" و"تسلقنا المنحدر" الذي تحصّل به على الجائزة الثانية في" مهرجان اتحاد الإذاعات العربي" لسنة 2007. وفي ما يتعلّق بالأفلام الوثائقية فقد أخرج " بابور زمّر" و"الحديقة الوطنية بالشعانبي"، و"أطفال القمر" و"التصحّرفي تونس "و"نظال حكيمة" وهوشريط وثائقي حول حياة أول طبيبة في تونس وفي العالم العربي الإسلامي الدكتورة توحيدة بن الشيخ و" كلمات" وستتناول أعماله المستقبليّة تجارب كلّ من الشاعرة الراحلة زبيدة بشير وفضيلة الإمام محمد الخضر حسين.