◄ مسألة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محل اختلاف تواصلت أمس الجلسات التمهيدية للحوار الوطني التي انطلقت بداية الأسبوع، بعد التوافق حول مبادرة الرباعي الراعي.. وتمحورت الجلسة الثالثة حول الهيئة العليا المستقلة لإنتخابات.. ويذكر أن الفرقاء السياسيين كانوا قد اتفقوا يوم الثلاثاء على مدونة سلوك لتسيير مجريات الحوار تضبط تمثيلية الأحزاب المشاركة، وتلزم ممثليهم بإمضاء المحاضر عند نهاية كل جلسة.. وبالرجوع إلى جلسة أمس طرحت الأطراف المشاركة مشكلة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات وذلك بناء على مبادرة جبهة الإنقاذ التي قدمها الخبير في القانون الدستوري رافع بن عاشور عقب جلسة الثلاثاء، وتتضمن الإلتزام ضرورة بالقرارات الصادرة من المحكمة الإدارية بخصوص الهيئة..إضافة إلى بعض المقترحات والحلول التي قدمتها المبادرة.. وتباينت المواقف بشأن هذه المبادرة التي تدعو إلى إعادة فرز الترشحات،..في حين طالبت حركة النهضة بتعديله وإعطاء الأولوية لاستئناف هذه اللجنة لعملها في مرحلة أولى، وهو ما رفضته بقية الأحزاب التي دعت إلى حلحلة أزمة هيئة الإنتخابات والإتفاق بشأنها أولا.. واعتبرت القيادية في الحزب الجمهوري مية الجريبي أن السبيل إلى حل أزمة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات هو الإلتزام بالقرارات الصادرة عن المحكمة الإدارية وذلك للنأي بها عن التجاذبات السياسية والحسابات الضيقة.. وفي هذا الإطار تقدمت الجمعيّة التّونسيّة من أجل نزاهة وديمقراطيّة الانتخابات "عتيد" بمقترح في سبيل حلّ مسألة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بعد الغاء المحكمة الإدارية لنتائج انتخابات أعضاءها.. وتصب مبادرة "عتيد" في إطار إعادة فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة وإعادة مختلف مراحل الفرز في لجنة الدراسة إضافة إلى فرز ملفات الترشح لعضوية العيئة التابعة للمجلس التأسيسي.. كما نص المقترح على عودة الهيئة العليا للإنتخابات التي أشرفت على انتخابات 23 أكتوبر 2011 للعمل وإشرافها على تهيئة الأرضية للهيئة الجديدة من خلال فتح باب التسجيل، وبالتوازي يتم الشروع في تركيز الهيئة الجديدة ربحا للوقت..ولم تلاقي مبادرة "عتيد" الموافقة من قبل الأطراف السياسية.. واعتبر رئيس الجمعية معز بوراوي أن المقترحات التي تم تقديمها في هذا الإطار ليست سوى مسكّنات ومجرد حلول وقتية ستكون نتائجها غير مضمونة على اعتبار أنها لم تعالج المسألة في جذورها، وهو ما سيؤثر سلبا على سير الإنتخابات القادمة..مؤكدا على ضرورة التروي وعدم الإنسياق وراء التسرع.. وبين في هذا السياق أنه ووفقا لمبادرة "عتيد" بهذا الخصوص فإنه سيكون بالإمكان إجراء إنتخابات وفق المعايير العلمية في ماي 2014.. من جهته ساند القيادي في حزب الخيار الثالث صالح شعيب مقترح "عتيد" بخصوص استئناف الهيئة المستقلة للإنتخابات التي أشرفت على انتخابات 2011 لعملها في انتظار تركيز هيئة جديدة.. أما رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض فقد أكد أن حزبه لن يقبل بحلول ترقيعية لمشكلة هيئة الإنتخابات، لأن هذه الأزمة تتطلب حلولا جذرية قانونية وسياسية معتبرا أن مبادرة الرباعي في هذا السياق تتطلب مراجعة.. يبدو من خلال الجلسات التمهيدية أن الإنطلاق الفعلي للحوار الوطني قد يتأجل الى ما بعد عطلة عيد الاضحى خاصة أن هناك بوادر إختلاف عميقة بشأن الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بين الفرقاء السياسيين الذين اتفقوا على تأجيل النظر في أمهات الأمور..إلى ما بعد عيد الإضحى.