تونس : الصباح قالت مصادر ديبلوماسية فرنسية في تونس، أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، سيؤدي زيارة دولة إلى العاصمة التونسية موفى الشهر الجاري.. وسيكون الرئيس الفرنسي، مرفوقا بعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام الفرنسيين، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي.. وينتظر أن تبحث زيارة الرئيس الفرنسي، الثانية من نوعها إلى تونس منذ صعوده إلى الحكم قبل بضعة أشهر، عددا من الملفات الثنائية والإقليمية، بينها التوقيع على صفقات اقتصادية وتجارية مهمة، واستخدام الطاقة النووية، وملف الهجرة.. وأفادت معلومات مؤكدة، أن من بين الملفات التي تجري المشاورات بشأنها بين حكومتي البلدين، توقيع صفقة تونسية فرنسية تقضي بتجديد أسطول الطائرات التونسية، وتوسيع شبكة المترو والنقل الحديدي في تونس، إلى جانب اتفاقات استثمار فرنسية في مشروعات خدماتية عديدة في منطقة البحيرة الجنوبية التي اشترتها احدى أضخم المؤسسات الاستثمارية الإماراتية الصيف الماضي.. ومن المرجح أن تتمخض زيارة ساركوزي إلى العاصمة التونسية، عن اتفاق يقضي بتمكين تونس من تقنيات الطاقة النووية المستخدمة لأغراض سلمية، وهو الملف الذي قطعت فيه فرنسا أشواطا مهمة مع دول عربية عديدة، بينها الإمارات والمغرب والجزائر وليبيا، إلى جانب مصر التي تجري حوارا مع باريس بهذا الشأن.. حول ملف الهجرة لكن زيارة الرئيس الفرنسي إلى تونس، ستقترن وفق بعض الأنباء بإعلان باريس عن قبولها نظام "الكوتا" السنوية للهجرة، على غرار الاتفاقية الموقعة بين إيطاليا وإسبانيا من جهة، وتونس والمغرب من جهة أخرى في مجال الهجرة المنظمة.. ويجري الحديث في هذا السياق، عن "هدية ساركوزي" إلى تونس، تتعلق بإمكانية تسامح أكبر في مجالات تنقل المسافرين والعمال في الاتجاهين، وسط توقعات بأن يستثمر الرئيس الفرنسي زيارته إلى تونس لتفعيل مشروعه عن الاتحاد المتوسطي الذي يواجه انتقادات من قبل أوساط سياسية عديدة في فرنسا ودول المغرب العربي المعنية أكثر بمشروع ساركوزي.. وتتحدث معلومات بيانية، عن وجود نحو 150 ألف فرصة عمل متوفرة حاليا في قطاعات عديدة في فرنسا، لم تستطع باريس تلبيتها من داخل السوق الفرنسية، بما جعلها مفتوحة أمام طالبي الشغل الأجانب، في مقدمتهم دول شمال إفريقيا وبعض عواصم ما كان يعرف بأوروبا الشرقية.. ولا يستبعد أن توقع فرنسا اتفاقا مع تونس لتنظيم هجرة اليد العاملة بين البلدين.. وكانت فرنسا أحدثت في ديسمبر المنقضي، ما يسمى ب "بطاقة الكفاءة" لتنظيم هجرة اليد العاملة من تونس وبلدان جنوب المتوسط نحو فرنسا.. وسيفتح هذا النظام الجديد، باب الهجرة المنظمة لأصحاب الشهادات وفق شروط محددة تشمل الحرفيين والخبراء والمثقفين والرياضيين والإعلاميين.. يذكر أن فرنسا تعدّ حاليا، الشريك الاقتصادي الخارجي الأول لبلدان شمال إفريقيا الثلاث السابقة (تونس والجزائر والمغرب).. وتقدر حصة فرنسا من المبادلات التجارية الخارجية لتونس بنحو الثلث، فيما بلغ عدد السياح الفرنسيين إلى تونس الصيف الماضي، أكثر من مليون ومائة ألف سائح، وهو رقم يسجل لأول مرة بما جعلهم يحتلون المرتبة الأولى، قبل السياح الايطاليين والألمان والانقليز..