يبدو أن الغرائب لن تتوقف رغم نسمات الثورة التي هبّت على البلاد قبل أكثرمن عامين ونصف، وكل يوم نكتشف غريبة أخرى تضاف إلى قاموس"الغرايب والعجايب" التي ما انفكت تسجل.. ولعل "غريبة" اليوم التي جدّت خلال الأسبوع الجاري بين الشابة والمهدية "قالتلهم اسكتُوا"، وإلا بماذا يُفسر"تحويل وجهة" مريض من استعجالي مستشفى محلي عمومي إلى مصحة خاصة دون المرور بطبيب مختصّ بمستشفى عمومي... أصل الحكاية كما بلغتنا تفيد بأن بحّارا أصيل مدينة الشابة أصيب فجأة بوعكة صحية حاة فنقلته زوجته إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بالشابة للكشف عنه، إلا أن الإطارالطبي وشبه الطبي وإثر الفحوصات الأولية أدرك خطورة الحالة فاتصل في الحين بالإسعاف الطبي الاستعجالي بالمهديّة وطلب قدوم سيارة إسعاف لتقل المريض إلى المستشفى الجامعي الطاهرصفر بالمهدية. وفي انتظارقدوم السيّارة ظل يقدّم الإسعافات الأولية والضروريّة، وبحلول السيارة تمّ نقل المريض إلى المهدية، وعوض نقله إلى المستشفى الجامعي العمومي مثلما هو متعارف ومتفق عليه تمّ نقله إلى مصحّة خاصة ثم وقع الاتصال بعائلته وإعلامها بتغييروجهة عائلها بدعوى إخضاعه لتحاليل لا تتوفر في المستشفى !! تحوّلت العائلة إلى المصحّة.. كان كل همّها تحسّن حالة الأب، عائلها الوحيد، ولكنها في اليوم الموالي بدأت تكتشف الحقيقة.. طلبت المصحة من الزوجة دفع مبلغ مالي قدره 1300 دينار لقاء إقامة ليلة واحدة بالمصحّة وإجراء بعض التحاليل والفحوصات الطبية، فتحاملت المسكينة على نفسها وعادت إلى الشابة.. حيث الأهل والأصدقاء وأهل الخيروجمعت المبلغ همّها الوحيد" وجه زوجها يجي للضوء" ويعود سالما معافى إلى البيت، إلا أنها بالعودة إلى المصحّة وتسديد المبلغ تلقت المفاجأة الثانية وهي ضرورة تسديد مبلغ 500 دينار ليتسنىّ الاحتفاظ بالمريض ليلة إضافية. أمام قلة ذات اليد رفضت العائلة بقاء المريض بالمصحّة وطالبت بنقله إلى المستشفى العمومي، وأصرّت على موقفها، فكان لها ذلك ولكن بعد تدخلات من الجهات المعنيّة كانت اشتكت إليها، واليوم يقيم المريض بالمستشفى الجامعي وأدركت العائلة أن حالته لم تستوجب نقله أصلا إلى المصحة، وقد خلف ما اعتبر"تحويل وجهة" المريض استياء عميقا لديها ولدى أبناء الشابة الذين علموا بالموضوع وإحساسا بالمتاجرة بصحّة المرضى؛ وطلب عدد من مكوّنات المجتمع المدني بفتح تحقيق إداري في الغرض بعد أن استرابوا من الأمرواعتبروه متاجرة بصحة المرضى "سمسرة طبية".. فهل يفتح تحقيق فعلا وتكشف الحقيقة.. التي نتمنّى أن تكشف عكس ما يظنّ الجميع؟؟ ننتظر.