لم تمرّ الاستضافة الأخيرة لوزيرالتربية سالم لبيض على قناة "حنّبعل" في صمْت بل إنها أثارت ضجّة واسعة في جوانب كثيرة وخصوصا المتعلقة منها بغيابات المربّين في التعليم الابتدائي والثانوي. فقد كشف الوزير أرقاما مفزعة تدعو للاستغراب وتطرح الكثير من التساؤلات؛ بالقول:«من غيرالمقبول ولا المعقول ان نسجّل الى حدّ الآن غياب بشكل غير شرعي ودون مبرر ل5100 أستاذ فهذه نسبة كبيرة. ويزداد استغرابنا أكثرلأنّ هذا الكمّ الهائل من الغيابات حصل بعد شهر فقط من العوْدة المدرسيّة أي أن هذه الأرقام ستتضاعف مع مرورالأسابيع ممّا سيؤثر سلبًا على مستوى التلاميذ. ولئن أرجع الوزيرأسباب هذه الظاهرة الى ما أسماه ب"الانهيارالقيمي " وضعف المنظومة الرّقابيّة فإن الوزارة مطالبة بالضّرب بقوّة على أيدي الأساتذة المتهاونين الذين يتلاعبون بمستقبل أبنائنا كلفها ذلك ما كلفها . الربعاوي
قرروا وقفة احتجاجية: تصريحات وزير التربية تثيراستياء المدرسين أصدرت النقابة العامة للتعليم الثانوي بلاغا دعت فيه المدرّسين والمدرّسات بالمعاهد الثانوية والمعاهد النموذجيّة والمدارس الإعدادية والإعدادية النموذجية والإعدادية التقنية الى تنفيذ وقفة احتجاجية بساعة يوم الجمعة 18 اكتوبرالجاري احتجاجا على ما صدر عن وزيرالتربية سالم لبيض في الحصّة التلفزيونيّة بقناة"حنبعل" مساء الجمعة المنقضي. واعتبرت النقابة العامة "أن تصريحات الوزير تنطوي على مغالطات مفضوحة" وتهجّم على عموم الأساتذة واستعداء للرأي العام ضدّهم. كما تعقد النقابة العامة يوم الخميس 17 اكتوبرندوة صحافيّة لتسليط الأضواء على تصريحات الوزير، وجاء في بيان النقابة العامة الذي أصدرته النقابة العامة ردّا على الوزير:" لم يدّخرالسيد الوزير جهدا في التركيز على أن سبب خراب المنظومة التربويّة برمّتها إنما يعود بالأساس الى "اضمحلال المنظومة القيميّة" و"غياب الوازع الوطني والأخلاقي" لدى الاساتذة وهو ما ترجمته غياباتهم العديدة في مفتتح هذه السّنة مقدّما في هذا الشأن ترسانة من المعطيات لاشك ان الوقت الذي استغرقه جمعُها كان كافيا لأن تنصرف الجهات التي كلفت بتلك المأمورية الى انجازمهام اكثرجدوى من قبيل متابعة سيراشغال الصّيانة المزعومة لمؤسّسات آيلة للسقوط اوتهيئة الظروف الصحيّة الملائمة لفضاءات أضحت مرتعا لجميع الأوبئة البدائية ك"الجرب والكلب وتليّف الكبد " وغيرها من الأمراض التي خلنا انقراضها". وعدّدت النقابة الظروف القاسية التي يعيشها عدد هام من التلاميذ في المناطق المهمّشة والمفقرة وكذلك مدرّسوهم المحرومون في هذه المناطق حتى من الماء الصالح للشراب . كما تحدّث البيان عن التعيينات التي دافع عنها الوزيروتساءلت النقابة العامة إن كان الاساتذة هم من عيّنوا السنة الفارطة أحدهم في إطارالعفوالتشريعي العام في خطة قيم ليسافربعد ذلك للجهاد في سوريا ثم يقع تعيينُه من جديد هذه السنة وفي إطارالعفو التشريعي العام طبعا في خطة أستاذ تعليم ثانوي رغم أنه لا أثرله (حسب النقابة) حتى هذه الأيام. كما ذكّرت النقابة الوزير بالانفلات داخل المؤسّسة التربوية التي اجتاحتها الخيمات الدعويّة حيث وقع التغرير بتلاميذ تركوا مقاعد الدّراسة للذّهاب للجهاد في سوريا.