تعزيزات أمنية مكثفة لحماية النواب في ظل تعزيزات أمنية مكثفة لمقر المجلس الوطني التأسيسي، انعقدت أمس بقصر باردو الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على القانون المتعلق بسن أحكام استثنائية تتصل بإجراءات تغيير صلوحية الأراضي التابعة لملك الدولة للغابات وتهيئة وتعمير الأراضي الكائنة خارج المناطق المغطاة بأمثلة تهيئة والمخصصة لتنفيذ البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي وإحداث المناطق الصناعية. ومرّة أخرى، وبعد ظرف وجيز، استهل النواب المرابطون أشغالهم بتلاوة الفاتحة، وكانت هذه المرّة ترحما على شهداء الوطن من الحرس الوطني الذين سقطوا أول أمس بسيدي بوزيد ومنزل بورقيبة وعبر جميعهم عن تنديدهم بالإرهاب وعن تضامنهم مع عائلات الشهداء، وعبر العديد منهم وخاصة نواب النهضة عن استنكارهم الشديد للمظاهرات التي تمت أمس الأول للمطالبة باستقالة الحكومة ولمشاركة التلاميذ فيها وللشعارات التي رفعت خلالها ولتواصل عمليات حرق مقرات حزبهم. وتعليقا على الأحداث الارهابية قال النائب الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة :"إنها لحظة ألمية وحزينة في تاريخ تونس وكل أعوان الأسلاك الأمنية والعسكرية هم مشاريع شهداء في سبيل الوطن بهدف بسط الأمن ودعم الاستقرار ومواجهة الإرهاب". وطالب عتيق بالحماية الاجتماعية لأعوان هذه الأسلاك وطالب المجلس التأسيسي بالإسراع في سن قوانين في هذا الصدد كما دعا إلى توفير الامكانيات المادية لهم من سيارات ومعدات وأسلحة. وحذّر من أن الارهاب سيضرب في كل مكان ودعا الحكومة للتنسيق بين الأجهزة الأمنية وتكوين خلايا ساهرة على أمن تونس. ودعا النخبة السياسية إلى التوحد في حوار وطني تشارك فيه كل الأطراف وإلى تسريع مسار الانتقال الديمقراطي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية والمؤسسات مشيرا إلى أن الإرهاب لا يفرق بين اليمين أو اليسار، بين الإسلاميين أو القوميين أو غيرهم كما أن مناخات الصراعات في الشوارع والأوضاع الاجتماعية المتدهورة تغذي الإرهاب. لا لتشتيت الجهود وبين النائب عبد السلام شعبان ممثل كتلة المؤتمر من أجل الجمهورية أن يد الغدر الإرهابية الجبانة امتدت مرة أخرى لضرب الأمن في تونس وزعزعة استقرارها بعد الجريمة الإرهابية التي استهدفت أعوانا من الحرس الوطني، وقال إن كتلته تتقدم بتعازيها لعائلات الشهداء وللشعب وهي تدين الجريمة الارهابية النكراء التي تستهدف سلم البلاد، وتهيب بالجميع أن يكونوا في مستوى تضحيات الشهداء وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وتدعو إلى دعم الجيش والأسلاك الأمنية ماديا ولوجستيا ومساعدتها على أن لا يتشتت جهدها في التجاذبات السياسية. أما النائب المولدي الرياحي رئيس كتلة التكتل، فأكد أنه يجب على الشعب والمؤسسات والأحزاب الوطنية والمجتمع المدني أن يقفوا سدا منيعا مع الأمن والحرس والجيش الوطني، وأن تكون وحدتهم صمّاء ضد داء الإرهاب الذي يتسرب إلى جسم الأمة كما داء السرطان. وقال: "نحن نستطيع ايقاف الارهاب بكل الوسائل وأهمها معنويات الشعب والجيش والامن الوطني والحرس المرتفعة". وطالب بتوفير وسائل العمل للأمنيين وسن القوانين الحامية لهم كما دعا إلى توحيد الخطاب بين المعارضة والأغلبية. وقال إنه لا مجال اليوم لتواصل الخلاف وإن مكان الجميع هو تحت قبة المجلس وليس خارجه بالتظاهر والاحتجاج وأكد أن الحوار الوطني يبنى على أساس التهدئة وإرساء الثقة بين الجميع وليس باتهام الحكومة بأنها حكومة إرهابية. وأشار إلى أن النخب السياسية هي التي ترفع معنويات الشعب أو تحطمه ودعاها للنظر إلى نفس الأفق وهو نجاح الثورة والمسار الانتقالي وايصال البلاد إلى انتخابات. اجهاض الثورة وذكّر النّائب آزاد بادي ممثل مجموعة الوفاء للثورة بأن المراد مما حدث هو اجهاض الثورة ومحاولة الانقلاب على المؤسسات الشرعية، وبين أن هناك أطرافا تريد استغلال إرباك الأمن للقفز على استحقاقات الثورة التونسية وطي صفحة الماضي تحت عدة مسميات أبرزها الحوار الوطني واعتبره هيكلا مواز يراد من خلاله الوصاية على التأسيسي ليقتصر نوابه على المصادقة وأكّد أن هذا لن يحدث نظرا لتمسك أغلب النواب بصلاحيات مجلسهم كاملة. وبين النائب محمد الحامدي ممثل تيار المحبة أن رجال الأمن والحرس الذين ضربتهم يد الغدر الآثمة التي لم تحسب حسابا للنفس البشرية. وأكد أن الشّعب التونسي متماسك ولن تثنيه الهزات ولن ترجعه إلى الوراء وسيواصل نوابه عملهم وسيكتبون الدستور ويسنّون القانون الانتخابي ويركزون الهيئة الانتخابية. وأثنى على جهود رجال الحرس الوطني في كل الولايات وقال ان اللحمة ستزداد قوة وعبر عن تشجيعه لهم وقال لهم ان البلاد امانة في اعناقكم وذكر النائب حسني البدري أن تونس عاشت أمس الاول يوما أسود وأضاف "لا نقول اننا خسرنا رجالا دافعوا عن الوطن بل عرسانا ضد الارهاب" وطالب بدعم عائلات الشهداء. وذهب النّائب حسن الرضواني إلى أن الارهاب هو نتيجة تقاطع بين مصالح اجنبية ودولة عميقة وثورة مضادة والهدف منه افشال المسار الديمقراطي وقلب الطاولة على المؤسسات الدستورية. وذكر النائب الطاهر هميلة أن تونس تعرضت سابقا لازمات ومحن اكبر مما تتعرض له اليوم وأن الشعب استطاع التغلب عليها وهي اليوم لن تهزمه وطالب الساسة بنسيان خلافاتهم والتوحد ضد الارهاب.ونددت النائبة منى بن نصر بتواصل غياب النواب المنسحبين، وطالبت النائبة سامية عبو بحماية الامنيين وبالصرامة في التعامل مع كل الاخلالات الامنية للحد من التمرد منددة بتصرفات الامنيين حيال رئيس الجمهورية وطالبت بلجنة تحقيق في الاحداث الارهابية لا تترأسها الترويكا. واتهمت الرباعي الراعي للحوار بغموض خارطة الطريق التي لم تتضمن موعد الانتخابات وتحدثت عن وجود رغبة في اسناد الحكم للتجمعيين، وطالب النائب المولدي الزيدي بالتنسيق مع الجزائر وليبيا للقضاء على المجموعات والارهابية وبالكف عن الزج بأبناء التيار السلفي في القضايا الإرهابية.