المكان: منطقة الحلفاء التابعة إداريا لمعتمدية بني خيار من ولاية نابل.. الزمان: يوم من أيام أكتوبر الحالي.. الموضوع زيارة مفاجئة للاطلاع على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمتساكنين والوقوف على واقع التنمية بالمنطقة.. الخلاصة: معاناة للمتساكنين وتجاهل من قبل المسؤولين.. كانت الساعة تشير إلى تمام الحادية عشرة عندما وصلنا إلى المنطقة.. مقهى ودكان على الطريق مغلقان.. مقهى عبارة عن مستودع أو مخزن مفتوحة أمامها وبداخلها بعض الرواد.. واصلنا المسلك غير المعبد وتجولنا بالسيارة على تخوم الأحياء.. مياه "الأوناس" متسربة على حاشية الطريق وقد اتخذت لنفسها مسلكا موازيا للطريق.. بعض الأشخاص بصدد القيام بأشغال بناء.. أبقار ترعى هنا وهناك في بعض الضيعات المطلة على الطريق.. عدنا بعد وقت قصير من حيث انطلقنا.. وتحدثنا لبعض المواطنين.. كان الألم في كل كلمة ينطقون بها.. تشعر بحجم معاناتهم.. بشعورهم بالقهر.. فلا الخدمات الصحية متوفرة بما يكفي ولا الخدمات الاجتماعية أيضا.. تشكيات من غياب المسؤولين ومن لامبالاتهم أصلا وتجاهلهم لأهالي هذه الربوع من الوطن القبلي.. فرمزي العويني الكاتب العام لجمعية التنمية المستديمة أكد في تصريح ل"الصباح" أن عدة مراسلات أرسلتها الجمعية إلى كل المسؤولين للالتفاتة إلى هذه المنطقة وإلى شبابها ولكن دون جدوى، مضيفا أن المنزل الإداري للمدرسة الابتدائية مغلق منذ نحو 26 سنة وظلت دون استغلال، ورغم النداءات المتكررة بغرض تحويلها إلى دار الجمعيات فإنهم لم يلقوا أي تفاعل من أي مسؤول، وذكر أن المنطقة في حاجة على الأقل في هذه المرحلة لنادي شباب يلم شباب المنطقة الذي "تقتله" البطالة. المطالبة بمستوصف.. بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم اتفقوا على ضرورة توفير المزيد من الخدمات الصحية لهم من خلال فتح مركز الصحة الأساسية بصفة دائمة خلال كامل أيام الأسبوع وزيارة الطبيب له يوميا أو تشييد مستوصف لتخفيف الضغط على المركز الذي لا يزوره الطبيب سوى بضع ساعات خلال يوم واحد من الأسبوع. كما طالبوا بضرورة القيام بأشغال تحسين وترميم المدرسة الابتدائية الوحيدة بالجهة، والنظر في ملف الأراضي الدولية وتوزيعها على ذوي الدخل المحدود حتى يتسنى لهم استغلالها وضرورة تحويل محطة "الأوناس" من مكانها الحالي إلى مكان آخر نظرا للروائح الكريهة المنبعثة منها سيما وأنها انتصبت بطريقة عشوائية في العهد البائد. وضعيات اجتماعية صعبة.. داخل هذه المنطقة الريفية اعترضتنا بعض الحالات الاجتماعية المؤلمة لعل أكثرها ألما تلك المتعلقة بوضعيتي المواطنين عصام بن يونس ورابح بن سعد، فالاول أب لثلاثة أطفال تترواح اعمارهم بين العامين والثمانية أعوام، معاق بصريا بعد تعرضه لحادث مرور، يقطن مع زوجته وأطفاله في غرفة وحيدة منحتها له والدته، هذا المواطن عاجز عن العمل، ويبدو أن السلط المحلية ببني خيار والجهوية بنابل والمرشدين الاجتماعيين "عاجزون" أيضا عن ترك مكاتبهم وزيارته". أما الثاني فهو أب لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين السبعة أعوام و16 سنة، تارة يعمل في البناء وغالبية الوقت عاطل عن العمل.. كل أفراد هذه العائلة يقطنون في غرفة واحدة أيضا.. رابح أكد أنه لم يتلق يوما مليما واحد رغم ظروفه الاجتماعية القاسية وعجزه عن توفير لقمة أسرته وطالب بمساعدته والوقوف إلى جانب أسرته المعوزة. منطقة الحلفاء من معتمدية بني خيار في حاجة أكيدة اليوم وبعد ثورة الحرية والكرامة للفتة جدية من السلط المحلية والوطنية لدفع عجلة التنمية فيها خاصة في الميدان الفلاحي لتواجد عدد كبير من الفلاحين وتوفر الضيعات الفلاحية الكبرى، من خلال تعبيد المسالك وتهيئة شبكة التنوير العمومي وبعث بعض المشاريع الفلاحية أو تشجيع الخواص على بعثها لاستقطاب اليد العاملة والتقليص من نسبة البطالة.