شهدت المنطقة السياحية بمدينة سوسة منذ أيام مصرع احد الارهابيين بعد تفجير نفسه أمام أحد النزل السياحية بعد أن تم منعه من طرف أعوان الحراسة من الدخول إلى النزل،حادثة سوسة كشفت عن التطور النوعي للتهديدات الارهابية التى اجتاحت بلادنا منذ مدة فبعد استهداف الامنيين ووحدات الجيش الوطني في جبل الشعانبي ومنطقتي قبلاط وسيدي على بن عون..بات المدنيون اليوم هدفا مباشرا للجماعات الارهابية وقد تجسد ذلك بمرور الجماعات الارهابية الى مرحلة "المواجهة" خاصة بعد محاولة احد الانتحاريين تفجير احد المجمعات السياحية في مدينة سوسة وفي قراءة للتهديدات الارهابية الأخيرة قال العميد المتقاعد بالجيش الوطني مختار بن نصر في تصريح ل"الصباح" ان "عملية سوسة التى اسفرت عن مصرع احد الارهابيين بعد تفجير نفسه بحزام ناسف عملية ارتجالية ومتسرعة وغير دقيقة من قبل الجماعات الارهابية هدفها التأثير على الرأي العام عبر بث الخوف في نفوس المدنيين وتشتيت الجهود الامنية والعسكرية مضيفا ان المجموعات الارهابية تعتمد على اسلوب كلاسيكي من خلال انتقاء الاهداف الحيوية التى ينجر عنها انعكاس وتأثير مباشرعلى المواطن" ولاحظ ان حادثتي سوسة والمنستير محاولة لاستهداف الاقتصاد الوطني بدرجة اولى ولرموز هذه المنطقة بالذات ومحاولة التفجير تحوي في طياتها رسائل مشفرة على اعتبار ان منطقة سوسة منطقة سياحية ومركز ثقل اقتصادي بالاضافة الى رمزية جهة "الساحل" على المستوى الوطني والتاريخي واعتبر بن نصر ان الارهاب موجود منذ فترة وفي داخل المجمعات الآهلة بالسكان والدليل على ذلك عمليات الاغتيال التى استهدفت اغتيال شخصيتين سياسيتين بارزتين في مناطقة آهلة بالسكان وهي عمليات سبقت احداث جبل الشعانبي، وهو ما يفسر اعتماد المجموعات الارهابية على مجموعة من الادبيات التى ترتكز على التخطيط والتخفي والتمويه بالاضافة الى اختيار المكان والزمان للقيام بالمخططات الارهابية، والمستهدف قوات الامن والجيش والمدنيين 29 افريل بداية العمليات الارهابية اما بخصوص العمليات الارهابية التى شهدتها بلادنا منذ مدة قال العميد السابق في الجيش التونسي ان العمليات الارهابية بدأت منذ 6 اشهر وتحديدا في 29 أفريل 2013 اثر ورود معلومات أمنية حول تخفي مجموعة من الجماعات المتطرفة في جبل الشعانبي وقد تأكدت المعلومات لاحقا بعد عمليات الاستطلاع والتمشيط لوحدات الجيش في كامل المنطقة تم العثور على اماكن تدريب لمجموعات جهادية اضافة الى وجود مواد دعم لوجستية كالاكل والملبس ووسائل اتصال وبعض الوثائق والكتب كما ان عمليات التمشيط والتفتيش في جبل الشعانبي ساهمت في تشديد الخناق على الجماعات المسلحة وهوما مكّن هذه الجماعات والمجموعات المتعاطفة معها من المرور الى مرحلة جديد من خلال القيام بأعمال ارهابية متفرقة بداية من حادثتي فوشانة وحلق الوادي للفت النظر وارباك عمل الوحدات الامنية والعسكرية وبعث رسائل مفادها أن الارهاب يتجاوز منطقة الشعانبي الى مناطق أهلة بالسكان وموجود في كل منطقة من ولايات الجمهورية وذكر مختار بن نصر ان التنظيمات الارهابية لم تتطور منذ 20 سنة، وتعتمد على تكتيك كلاسيكي، فالأسلوب المعتمد يرتكز على اختيار نقاط ضعف محددة ثم التخطيط لها باتخاذ الوقت الكافي ثم تأتي عملية الاستهداف المباشر للاهداف المرسومة على ان تستكمل العملية الارهابية بالتخفي والتمويه ثم تبني احد الجهات للعملية في النهاية تأثيرات على المدى البعيد كما اكد بن نصر ان العمليات الارهابية المتواترة او الارتجالية التى تقوم بها الجماعات المسلحة في بلادنا لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة وقد تؤدي الى خسائر مادية آنية أوطويلة المدى سواء على المستوى الاقتصادي اوالأمني وابرز مثال على ذلك ما وقع في احداث 11 سبتمبر 2011 والتى كانت لها انعكاسات مباشرة على الاقتصاد الامريكي والعالمي وتسببت في وقوع خسائر بشرية كما ان تكلفة عملية تفجيرات 11 سبتمبر من طرف تنظيم القاعدة لم تتجاوز 500 الف دولار في حين ان النتائج المباشرة ميدانيا في امريكا تجاوزت أكثر من 20 مليار دولار الى جانب التأثيرات النفسية للعمليات الارهابية على المواطن الامريكي استراتيجية دفاعية مشتركة وبالنسبة للحلول العاجلة لمكافحة ظاهرة الإرهاب اعتبر بن نصر أن الحرب ضد المجموعات الارهابية طويلة المدى ومفتوحة على جميع الواجهات والتصدي لها يمر حتما عبر ضبط استراتيجية سياسية وأمنية وتنموية من خلال دعم جهاز الاستعلامات ودعم منظومة التنسيق بين الامن والجيش باعتماد وسائل دفاعية ووقائية بضرب كل اماكن الارهابيين والقضاء على خلاياه خاصة المتعاطفين معه وقطع الطريق أمام مصادر التمويل والدعم اللوجستي للجماعات المسلحة واضاف ان من الضروري اليوم ضبط استراتيجية دفاعية مشتركة بين المؤسسة الامنية والعسكرية في اطار العمل الوقائي لمجابهة الخطر الارهابي على اعتبار ان التنظيمات الارهابية موجودة ومشروعها مشروع مجتمعي يهدف الى تغيير المجتمع من خلال بث الفوضى والترهيب واثارة الهلع والخوف في صفوف المواطنيين