تونس- الصباح الأسبوعي- حذر خبراء عسكريون من ردود فعل انتقامية بعد الضربات القاسمة التي تلقتها المجموعات الإرهابية على مدى الأيام الماضية والنجاحات الأمنية والعسكرية في إيقاف العشرات منهم وتضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم في عديد المناطق العسكرية. وقال العميد المتقاعد مختار بن نصر ل"الصباح الأسبوعي"انه لابد من الحذر واتخاذ احتياطات اضافية ويقظة أمنية تحسبا لردود فعل انتقامية للعمليات الجارية التي نجحت في ضرب وتفكيك عديد الخلايا لأنه من الطبيعي ان تحاول هذه المجموعات رد الفعل من خلال عمليات مختلفة. مضيفا "على الوحدات الأمنية والعسكرية الحذر لان المجموعات الإرهابية وأمام الإجراءات الأمنية المشددة في مختلف الأماكن ستعمد خاصة الى اتباع تكتيك الكمائن والهجومات المباغتة بعد فشل أول محاولة لها في التفجيرات." تفكيك متواصل وأكد بن نصر ان مختلف الأطراف استفادت من دروس الستة أشهر الماضية حيث أصبحت واعية بخطورة الإرهاب وهو ما ساعد على نجاح أغلب العمليات الأمنية والعسكرية التي أثمرت إيقاف أكثر من 300 متورط مع تواصل العمليات لأن الحرب على الارهاب لا تشمل جبهة وانما ملاحقة مستمرة وتفكيك متواصل مع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الجزائر ومحاولة قطع الإمدادات اللوجستية لهذه المجموعات. وعلى صعيد متصل أوضح الخبير العسكري فيصل الشريف انه في ظل التأهب الأمني والعسكري الحالي لم يبق أي خيار أمام المجموعات الارهابية الا الكمائن والهجومات المباغتة بأساليب مختلفة. متابعا "مهما كانت المواجهة فان العمل الميداني لا يتعدى نسبة 20 بالمائة أما 80 بالمائة فانه استخباراتيا ومعلوماتيا لكن لابد ان نعترف ان هذه المجموعات تجد أحيانا بعض الدعم العشائري ومن بعض الأهالي وهو ما يجب التنبيه اليه والتحذير من خطورته .وعبر فيصل الشريف عن استغرابه من اعتراف وزير الشؤون الدينية نورالدين الخادمي من وجود 40 مسجدا خارج السيطرة وهو ما من شأنه أن يساهم في تفريخ المزيد من الإرهابيين على حد تعبيره. تماسك الجبهة الداخلية ومن جانبه أبرز العقيد المتقاعد محمد صالح الحدري ان وقائع الأحداث أكدت صحة ما كشفه منذ أسابيع حول مخطط لتفجير 50 موقعا رغم تكذيبه من طرف بعض الجهات .وشدد على ان المجموعات الارهابية ستتمادى في تطبيق مخططها الارهابي رغم فشلها بعد أن فاجأتهم الجاهزية والقدرات العالية للوحدات الأمنية والعسكرية .مستطردا "لقد حضّرت هذه المجموعات الارهابية لعمليات نوعية من خلال تفجيرات وانتحاريين لكنهم لم يمروا بعد الى مرحلة السيارات المفخخة رغم اكتشاف الأمن لبعضها قبل انفجارها. كما ان العمليات العسكرية الجارية ستدفعهم الى الاعتماد على أسلوب المباغتة لمحاولة ارباك الوحدات العسكرية والأمنية وفك الخناق على بعض المجموعات المحاصرة. ولابد ان الوضع يحتم الاسراع في إنجاح الحوار السياسي لأن تماسك الجبهة الداخلية ضروري في الحرب على الإرهاب" .