العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى    بحضور والي قابس: يوم إعلامي بموقع مشروع الطاقة الريحية في أولاد خود    الدبيبة: لا مكان للمجموعات غير النظامية... الأمن يُفرض من جديد في طرابلس    التنس: دجوكوفيتش يعلن فض شراكته مع مدربه موراي    بداية من بعد ظهر اليوم...أمطار أحيانا غزيرة مع رياح قوية    ''كان'' السينمائي يُقرّر: التّعرّي ممنوع نهائيًا!    مفتي الجمهورية في ضيافة جامع الجزائر    سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق    وزير التشغيل: توفير 12 ألف موطن عمل قار بموجب اتفاقية مبرمة مع كبرى المؤسسات الاقتصادية في تونس    "واشنطن لن تتهاون".. ويتكوف يسلم نتنياهو "رسالة حازمة"    الأونروا تحذر.. "سكان غزة بأكملهم يواجهون خطر المجاعة"    العجز التجاري لتونس يتعمّق إلى 54 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    السكن الاجتماعي بالدينار الرمزي: الدولة تفتح الأبواب لمحدودي الدخل!    الرابطة 1: تعيينات حكام الجولة الأخيرة    أعلاها ببئر علي 12مم: كميات الأمطار المسجلة في ولاية صفاقس.    تونس: السهو والسرعة مسؤولة عن أكثر من 50% من حوادث الطرقات    حج 2025: مع اقتراب أولى الرحلات من تونس: كيف يتم الاستعداد لأداء المناسك؟    محرز الغنوشي: أمطار رعدية وتساقط للبرد في بعض المناطق..بداية من هذا الموعد    نحن على أبواب الامتحانات... كيف نستعد لها؟    مفزع: الاحتفاظ بمدرس بتهمة التحرش ب13 تلميذة..!!    عمليات التجنيد: وزارة الدفاع تدعو لتسوية الوضعية قبل هذا التاريخ..وهؤلاء هم المعنيون..    الكاتب التونسي ميزوني البناني في ذمة الله    25 ماي: آخر أجل للتصريح بالضريبة...بإمكانك التّمتّع بتخفيضات تصل الى 100 مليون    إدانة الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي    طرابلس: مقتل الككلي ووزارة الدفاع تعلن السيطرة على أبو سليم    بطولة اسبانيا: ريال مدريد يفتقد جهود فينيسيوس وفاسكيس للاصابة    بطولة ايطاليا : أتلانتا يحجز مقعده في رابطة أبطال أوروبا بالفوز على روما    عاجل/ وزارة الدفاع الليبية تعلن انتهاء العملية العسكرية في طرابلس..وهذه آخر المستجدات..    رئيس الجمهورية يتناول إعادة بناء القطاع العمومي للنقل    رئيس الجمهورية: تحقيق العدالة الاجتماعية أولوية مطلقة (فيديو)    كأس إفريقيا للأمم تحت 20 عاما - منتخبات المغرب ومصر ونيجيريا وجنوب افريقيا تصعد الى الدور نصف النهائي وتضمن تاهلها الى المونديال    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    ترامب يصل إلى السعودية في مستهل جولته الشرق أوسطية    عاجل/ رئيس الدولة يسدي هذه التعليمات..    وفاءً لوصية زوجها.. كارول سماحة تعود لخشبة المسرح (فيديو)    تعيينات حكام مباريات الجولة الأخيرة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم    قيس اليعقوبي يقود الوحدات الى احراز كاس الاردن    وزارة الشؤون الثقافية تؤكد أنها لا تتوانى عن إسناد المنحة الظرفية لكل فنان أو مبدع قدم ملفا مستوفي الشروط    في حفل بالمسرح البلدي بسوسة..الجمهور انتشى ب«حليميات»    القصرين: البَرَد يلحق أضرارا متفاوتة بالزراعات الكبرى والزياتين والأشجار المثمرة    16 و17 و18 ماي الجاري ...ايام السياحة والصناعات التقليدية بقفصة تحت شعار"تعالا قفصة"    أريانة: المدرسة الإبتدائية حي النصر تتحصل على جائزة أفضل خمسة أفلام على المستوى الوطني من إنتاج المدارس    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    مُدبلجة ''ماوكلي'' و ''الكابتن ماجد'' فاطمة سعد في ذمة الله    وزارة الثقافة تنعى الكاتب ميزوني البناني    دواء جديد يُعيد النظر لفاقديه..    طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة    عاجل/ وزير الفلاحة يكشف موعد انطلاق استغلال محطة تحلية المياه بسوسة    نحو تحديد سعر الكلغ الحي من أضاحي العيد    عاجل/ تونس تُجري أول تجربة استمطار    حسين الجسمي يرزق بمولود جديد    معهد الرصد الجوي: شهر أفريل 2025 كان شهرا ممطرا جدا في عدّة مناطق تونسيّة    بعد كورونا...ارتفاع إصابات التعب المزمن    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وضاعت البوصلة...
ممنوع من الحياد
نشر في الصباح يوم 06 - 11 - 2013

ساعات قليلة بعد اعلان فشل الحوار الوطني، كان الرئيس المؤقت على متن الطائرة باتجاه باريس للمشاركة في أشغال اليونسكو فيما يستعد رئيس حركة النهضة للسفر الى الولايات المتحدة لإلقاء محاضرة في هارفرد والترويج لتجربة الإسلام السياسي في تونس بدعوة وتنظيم منتدى الإسلام والديموقراطية ...
حدثان أساسيان في مرحلة لا تخلو من الغموض وانحصار الآفاق وتراجع الآمال لترويج لصورة أبعد ما تكون عن الواقع اليومي في تونس والتحديات الخطيرة التي ترافق مسار الانتقال الديموقراطي مع فشل الحوار الوطني ودخول العملية السياسية في حالة من الجمود بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات محتملة على مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها ...
هدية "الترويكا" للتونسيين ليلة حلول السنة الهجرية كانت أكثر من متوقعة بعد أن تكررت التجربة على مدى الأشهر الماضية منذ أول عملية اغتيال تشهدها البلاد في فيفري الماضي حيث اتضح أن ما أبداه رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي من استعداد للتخلي عن السلطة والقبول بتشكيل حكومة تكنوقراط، لم يكن سوى مناورة منحت النهضة في حينه مجالا لامتصاص غضب الشارع ومنه لاكتساب نوع من الخبرة، بل والمناعة في التعامل مع مثل هذه الهزات الكبرى، وهو ما اتضح لاحقا بعد جريمة اغتيال الشهيد محمد البراهمي وما سمعناه من مقاربات على ألسنة مسؤولين في الترويكا لم يتوانوا في تشبيه جريمة الاغتيال بحادث طريق.
وليس من المبالغة في شيء الإقرار بأن الترويكا قد أبت أول أمس إلا ان تجدد الموعد مع الفشل والخيبات المتتالية في التعامل مع وضع يدفع إلى الإحباط كيفما قلبته. صحيح أن الإعلان رسميا عند منتصف الليل عن فشل الحوار لم يُحدث مفاجأة تذكر لدى شريحة واسعة من التونسيين التي كانت تتوقع تعثر حمار الشيخ قبل حتى نهاية الاختبار، ولكن الواقع أن نرجسية وتعنت الترويكا وفي مقدمتها النهضة كان أكثر من كاف لإسقاط آخر الأقنعة المتبقية والتأكيد على أن السلطة ولا شيء غير التمسك بالسلطة وتغليب منطق المصالح الضيقة وراء الوصول الى تلك النتيجة، ولاشك أن أكثر مسؤولي الترويكا مقتنعون بهذا الكلام في داخلهم حتى وإن ظلوا يؤكدون عكس ذلك في تصريحاتهم وتدخلاتهم في مختلف المنابر، بل ان عقدة السلطة والتي ذهب مسؤول حكومي في حركة النهضة الى حد تشبيهها بليلة الزفاف تعكس اليوم حقيقة العقليات التي تسير البلاد، ولم يكن تمديد مهلة الحوار سوى فرصة إضافية للأغلبية لتمارس سطوتها وتفرض تعديلاتها على النظام الداخلي للمجلس وكشف المزيد من صفات الدهاء لفرض منطق الأغلبية متعللة في الحفاء بأنها "أقسمت على القرآن بأن تقوم بما يرضي ضمائرها" بقطع النظر عن التوافقات الحاصلة بين النواب والمعارضة .
الاحساس بالمرارة وتضاؤل كل أسباب التفاؤل بات الخبز اليومي للتونسي اليوم في حصاره المستمر بين مطرقة مخاطر الإرهاب وسندان تراجع المقدرة الشرائية واستبسال الحكومة في استنزاف جيب المواطن سواء عبر الترفيع في الأسعار أو فرض المزيد من الأداءات والضرائب بما دفع التونسيين للتساؤل عما إذا سيأتي يوم يضطرون فيه لدفع ثمن الهواء الذي يستنشقونه مع استفحال مستنقع الترويكا ...
لقد كان يفترض من الرباعي الراعي للحوار أن يكون مستعدا للفشل ومتهيأ للبديل ولكن يبدو أن الافراط في التفاؤل ونجاح الترويكا في تسويق خطاب متفائل أفقد الجميع البوصلة وجعل رعاة الحوار يسقطون في الفراغ ...
كلفة التأسيسي ستتجاوز كل التوقعات والحسابات، ليس بمنطق الأجور والامتيازات الآنية والمستقبلية فحسب، ولكن بما هو أهم من ذلك وهو ما آلت وستؤول اليه صورة تونس ومكانتها إقليميا ودوليا في ظل تفاقم الغموض وضياع البوصلة...
طبعا الكل يدرك مدى تأثير تلك المشاهد القادمة من العاصمة المصرية بالتزامن مع الساعات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن فشل الحوار الوطني وظهور الرئيس المعزول أمام القضاء مع عدد من مرافقيه، وهي صورة كان لها وقعها على أطراف كثيرة في الحوار الوطني، وهو أيضا ما دفع البعض للتعليق بأنه "اذا استسقت في مصر أمطرت في تونس"، بمعنى أن كل شيء سيكون مطلوبا لتجنب المشهد المصري حتى وان أجمع العقلاء على أنه لا وجه للمقارنة ولا مجال لإسقاط ما حدث في مصر على تونس...
الى أين سيتجه المشهد في تونس بعد فشل الحوار؟ ذلك هو السؤال الأكثر الحاحا اليوم بين عامة التونسيين، ولكن لا يبدو كذلك بالنسبة لمن أصيبوا بداء اسمه داء السلطة ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.