3 دول أوروبية غنية لم تحترم التزاماتها المالية لفائدة البرامج الإنسانية والصحية قمّة الثماني باليابان ينبغي أن تقدّم دعما ماليا ومعنويا كبيرا لإفريقيا كاب تاون - «الصباح» - لم تسفر جلسات مئات الخبراء الاممين في الشؤون الطبية وممثلي وزارات الصحة والبرلمانات في العالم أجمع التي نظمت في كاب تاون بجنوب افريقيا عن مجرد توصيات ذات صبغة اعلامية وسياسية تقليدية على غرار ما يحصل في كثيرمن المؤتمرات الدولية.. بل لقد وضعت كثيرا من النقاط على الحروف وأثيرت قضايا مهمة جدا بينها مكافحة الفساد المالي وضمان الشفافية المالية في التصرف في ميزانيات وزارت الصحة وفي التمويلات الدولية التي ترصد لتحسين ظروف العلاج في الدول الاكثر "تخلفا" من الناحية الطبية.. والتي رصدت بينها 68 دولة غالبيتها من افريقيا السمراء واسيا.. حيث يموت سنويا نحو 10 ملايين طفل وأم خلال الوضع او في الاسابيع الاربعة الاولى بعد الولادة.. على هامش اجتماعات كاب تاون كان هذا الحوار مع الخبيرالفرنسي الاممي والمسؤول عن مكتب صندوق الاممالمتحدة للسكان بجنيف فانسون فوفوVincent Fauveau،.. الذي تولى في المؤتمرمهمة تنسيق ورشة الدول الفرنكفونية ال25: * أولا ما هي حصيلة المؤتمرين العالميين اللذين نظما في مدينة كاب تاون في جنوب افريقيا بمشاركة أكثرمن ألف من أعضاء البرلمانات والمنظمات الانسانية التابعة للامم المتحددة مثل صندوق الاممالمتحدة للسكان والتنمية ومنظمة الصحة العالمية؟ - النتائج مهمة.. وورشات العمل المختصة قدمت توصيات مهمة جدا.. وقدكنت منسق ورشة ضمت 25 دولة افريقية ناطقة بالفرنسية.. وأسفرت أعمالنا عن توصيات عملية تهم التدخل السريع لتحسين الاوضاع الصحية على 3 مستويات: المستوى الوطني الصعيد الجهوي (الاقليمي) وعلى المستوى الدولي. على المستوى الوطني تقررأن تقوم المؤسسات الوطنية المعنية بصحة الاطفال الرضع والامهات بتحركات لتحسين وضع التغطية الطبية والصحية بالجهود الداخلية المدعومة أمميا.. عبرتنظيم ندوات ومائدات مستديرة وملتقيات مطولة وتشكيل نوع من "اللوبيات" لحث وزارت المالية والتخطيط على رصد موارد مالية أكبرلوزارات الصحة.. وبالخصوص لفائدة توظيف مزيد من الاعوان شبه الطبيين من ممرضين وقوابل وفنيين ومساعدين للاطباء في التوجيه والتوعية والعلاج والمتابعة. لقد انخرطت بعض الدول الافريقية بعد في مسار تطبيق "خارطة الطريق" هذه في القطاع الطبي.. خلال تطبيق سياستها الداخلية.. خارطة طريق لتجسيم اهداف الالفية قبل موعد 2015 لا سيما في نقطتي 4 و5 اللتين تهمان صحة ملايين الاطفال والنساء الحوامل.. ومحاولة انقاذهن من الموت الذي يتسبب فيه الاهمال ونقص التوعية الطبية وقلة فرص العلاج المجاني الراقي. مجانية العمليات القيصرية * ومن سيمول هذه الجهود الطبية العالمية التي ترمي الى تقليص سريع لعدد ضحايا الامراض المنقولة جنسيا ووفيات الامهات عند الولادة والمواليد الجدد الذي يفوق حاليا ال10 ملايين؟ - الاموال المرصودة حاليا ارتفعت من 2مليار دولار الى حوالي 3 مليار دولارونصف.. والمطلوب توفير ما لايقل عن 10 مليارات من الدولارات الاضافية.. والتمويل جهد مشترك.. من الداخل والخارج.. تساهم فيه الدول الافريقية والآسوية والامريكية اللاتينية المتضررة والدول الغنية.. كما يشمل تمويل وزارت الصحة والمؤسسات المختصة في التوليد ورعاية المواليد الجدد.. لا سيما عبر ضمان مجانية العمليات القيصرية والحق في العلاج الاساسي المجاني.. بالنسبة لمئات الملايين من الفقراء في 68 دولة في العالم.. قمة الثمانية في اليابان * وماذا عن النداء الذي وجهه مؤتمر مدينة كاب تاون إلى قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى؟ - النداء الموجه الى قمة اليابان في 2008 من قبل المؤتمرين.. يحمل المسوؤلية لرؤساء العالم.. خاصة بعد أن بادرت طوكيو فأعلنت على لسان رئيس حكومتها عن حرصها على أن تقررقمة جويلية القادم للزعماء الثمانية خطوات عملية لتمويل جهود صندوق الاممالمتحدة للسكان لمكافحة وفيات الاطفال والامهات الحوامل والمرضعات.. مثلما نجحت قمة ال8 المنعقدة في اليابان قبل 8 أعوام في رصد اعتمادات ساهمت في تقليص مخاطرعدة أوبئة من بينها الايدز والمالاريا.. ممثلو كل الدول من الخبراء الى وزارء الصحة والبرلمانيين اجمعوا على توجيه هذا النداء من اجل توفير ال10 مليار دولارالمطلوبة توفيرها في اقرب وقت.. من سيوفرهذه المبالغ المهمة؟ ليس مطلوبا من الدول الصناعية الثمانية توفير هذه المبالغ لوحدها.. بل ان كل الاطراف معنية بالمساهمة فيها.. من الدول الاسكندنافية الى الاتحاد الاوروبي وبقية الدول الغنية والاطراف المانحة.. وصولا الى ميزانيات مختلف الدول الفقيرة ذاتها.. التي عليها رصد حوالي 15 بالمائة من الموازنة العامة لفائدة وزارة الصحة وتحسين خدمات العلاج المجانية والمتطورة.. دول غنية تتنصل من مسؤولياتها * حسب التقارير الاممية فان 3 دول اوروبية غنية وهي فرنسا وايطاليا واليونان لم تحترم تعهداتها بترفيع مساهماتها في تمويل قطاع تحسين الخدمات الطبية عالميا وخاصة في البلدان ال68 حيث العدد الاكبرمن الموتى سنويا بسبب رداءة الخدمات الطبية؟ - التقاريرالاممية تؤكد فعلا ان 3 دول لم ترفع مساعداتها ضروة ترفيع الدعم الدولي..ومن بنيها فرنسا.. لكن هذه الوضعية يمكن تغييرها خاصة ان فرنسا ساهمت سابقا بنجاعة في الجهود الدولية والاممية لمكافحة الامراض والاوبئة والوفيات في المناطق الفقيرة من العالم.. وفرنسا وايطاليا واليونان واسباينا وبريطانيا من البلدان التي لديها تجارب يمكن أن تساهم في انجاح جهود تحسين أوضاع الخدمات الطبية في العالم وفي الدول النامية خاصة.. ويمكنه تفعيل دورها أكثرمع المنظمات الاممية المختصة وبينها صندوق الاممالمتحدة للسكان.. أي في خارطة الطريق التي ستؤدي الى انقاذ حياة عشرات الملايين من الموت سنويا.. تجسيما لخطة الالفية قبل موعد 2015.