مشاكل موت الرّضّع والأمهات على طاولة قمة الثماني باليابان كاب تاون - «الصباح» - كمال بن يونس وجه مئات المشاركين في مؤتمري كاب تاون بجنوب افريقيا عن الصحة والاتحاد العالمي للبرلمانيين نداء إلى كبار صناع القرار في العالم وخاصة إلى قادة الدول العظمى الكبار لحثهم على بذل جهود عملية أكبر لانقاذ حياة حوالي 10 ملايين طفل وإمرأة يموتون سنويا وغالبيتهم الى 68 دولة افريقية وعربية وآسيوية. وقد رحب ممثلو المنظمات الاممية المعنية بالسكان والطفولة والصحة الانجابية في مؤتمر صحفي بقرار رئيس الوزراء الياباني ادراج ملف حماية صحة الام والطفل ضمن جدول أعمال قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى المقرر تنظيمه في جويلية القادم في مدينة هوكايدو اليابانية ودعوا الصين التي تزايد اهتمامها التجاري والاقتصادي بافريقيا الى المساهمة في معالجة معضلة الوفيات المرتفعة في عدد كبير من الدول الافريقية والعربية. 10 ملايين ضحية سنويا وقد قدر ممثلو منظمات الصندوق الاممي للسكان والتنمية والصحة العالمية واليونيسيف عدد الاطفال الذين يموتون سنويا دون ال5 أعوام ب9 ملايين و700 ألف نصفهم يفارقون الحياة خلال الشهر الاول. بينما قدر عدد الامهات اللاتي يفارقن الحياة عند الولادة بحوالي نصف مليون سنويا. رهان مئات المشاركين في مؤتمر الاممالمتحدة بكاب تاون على دور الدول الغنية الثمانية الكبرى والصين وبقية الممولين للمشاريع الانسانية برروه بتقييم ايجابي لمساهمة مجموعة الثمانية منذ قمة أوكيناوا باليابان عام 2008 في الحد من عدد ضحايا الامراض والاوبئة الخطيرة في افريقيا وبقية المناطق الفقيرة في العالم وانقاذ حياة ما لايقل عن مليوني امرأة وطفل. من 7 دولارات إلى 45 دولارا وبعيدا عن الاحصائيات المعقدة أعلن خبراء المؤسسات الاممية بنيويورك وجنيف أن المبالغ التي يقدمها المانحون حاليا للاطفال والنساء في مرحلة الولادة تحوم بين 7 و12 دولارا.. وأن المطلوب ترفيعها إلى 45 دولارا لكل طفل وأم حامل. وبصفة اجمالية تقدم الدول المانحة حاليا لمعالجة معضلة الوفيات المرتفعة في صفوف الاطفال والامهات أثناء الوضع سنويا حوالي 3 مليار و481 مليون دولار فقط والمطلوب توفير 10 مليارات اضافية. وهو مبلغ "زهيد جدا" مقابل مئات المليارات التي تنفق سنويا في الحروب "بينها أكثرمن مليار دولار تنفق يوميا في الحرب الدائرة حاليا في العراق" على حد تعبير رئيسة البرلمان الافريقي "غيرترود ابينجوي مونغيلا"، امام وفود من ممثلي نحو 68 دولة مصنفة من اكثر الدول التي تُزهق فيها ارواح نسائها واطفالها نتيجة عدم توافر الخدمات الصحية المطلوبة، وبينها دول عربية وامريكية وآسيوية. "قرع الطبول" رئيسة البرلمان الافريقي أوضحت ان "بيغاديبي" تعني باللغة الافريقية "قرع الطبول من اجل لفت النظر الى امر معين"، وسجلت أن المطلوب اطلاق صيحات فزع وقرع الطبول "لأنه عندما يموت عشرة ملايين امرأة وطفل سنوياً لأسباب يمكن تجنبها، من المخجل ان لا نقرع الطبول". وقد جاء على لسان عدد من المتدخلين والمتدخلات في مؤتمر كاب تلون "انهم ينفقون ما لا يقل عن بليون دولار يوميا على هذه الحرب، انهم ينفقونها لقتل اناس كانوا اطفالا يوما ما انجبتهم امهاتهم بعد حمل دام تسعة اشهر من العذاب، أليس من الافضل استغلال هذه الاموال لتحسين الظروف الصحية للنساء والاطفال في معظم الدول الافريقية بدلا من انفاقها على التسلح الذي يقتل ما تنجبه الامهات؟". الايدز والوفاة عند الوضع الخطب الكثيرة التي ألقيت في المؤتمر وورشاته المختصة بحضور عدد كبيرمن وزراء الصحة في العالم ومساعديهم وممثلي المجتمع المدني والبرلمانات دعت بالحاح الى تحقيق "اهداف الالفية للتنمية التي وضعت العام 2005 من اجل تحقيقها السنة 2015 ". وبحث مئات المؤتمرين طوال 3 أيام سيناريوهات عديدة لمراجعة ما تم انجازه منذ 2005 وما هي العوائق التي تحول دون تحقيق الاهداف المتبقية قبل حلول موعد 2015، وهي: مكافحة الفقر والجوع، وتأمين التعليم للجميع، وتأمين المساواة وتقوية النساء، وخفض وفيات الاطفال، وتحسين الصحة الانجابية، ومكافحة الايدز والملاريا وامراض اخرى، وتأمين البيئة المستديمة وتأمين شراكة عالمية للتنمية".. منظمو المؤتمرالذي عني بالملفات الصحية والانسانية استغلوا انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي للبرلمانيين في نفس الفندق والمجمع لمحاولة "تشكيل لوبي" ضاغط على المجالس النيابية لتخصيص مبالغ اكبر في موازنات دولهم للاهتمام بالنساء والاطفال وترفيع حصة وزارات الصحة في موازنات حكوماتهم حتى لا تقل عن 15 بالمائة خاصة انها لا تتعدى حاليا بالنسبة لبعض الدول ال2 بالمائة. وقد عقد على هامش المؤتمرين لقاء مشترك لهذه الغاية ظهرت مفاعيله في مشاركة نواب من "المؤتمر البرلماني" في مؤتمر "العد العكسي للسنة 2015"، الى جانب وزراء الصحة من دول بورندي ووسط افريقيا وغواتيمالا ولاوس ومالاوي ومالي وموزانبيق واليمن وتشاد وسيراليون وزيمبابوي وزامبيا.. وكان على جدول الاعمال ملفات عديدة من بينها الحد من الوفيات بسبب الايدز ونقص الرعاية الطبية للامهات اثناء الوضع والاطفال الرضع. ودعا مدير الشراكة للصحة الانجابية فرانسيسكو سانغاني الى تحرك دولي ووطني عاجل لوقف ظاهرة "موت ثلاثة ملايين طفل في الاسبوع الاول من الولادة بسبب عدم توفر الرعاية الصحية السليمة او بسبب موت امهاتهم اثناء الانجاب". في نفس الوقت دعا المؤتمرون الى مزيد من "الشفافية" عند التصرف في الاموال التي ترصدها الحكومات والممولون.. لضمان تحسين سريع للأوضاع الصحية في ال68 دولة الاكثر تخلفا في المجال الصحي.. وفي ميدان تأمين الخدمات اللائقة للامهات والاطفال الرضع.