اصدرت النقابة العامة لمتفقدي التعليم الابتدائي بيانا للراي العام الوطني والنقابي وذلك من اجل كشف الواقع الذي تعيشه الاسر التونسية وكذلك الأسرة التربوية بكامل انحاء الجمهورية في ظل ما تشهده البلاد والمدرسة التونسية من وضع صحي حرج جراء انتشار فيروس كورونا وقد استهل البيان بابيات شعر تعسك مضامينها ما تعرفه البلاد من قرارات واوامر .وهذا نص البيان : "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله … و اخو الجهالة في الشقاوة ينعم" "كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " لقد مثلت حركة الإصلاح منذ القرن التاسع عشر إرثا تنويريا مهما في تاريخ تونس الحديث وقد تأكد لاحقا مع بدايات بناء الدولة الوطنية صبيحة الاستقلال واعتمدت في ذلك النخبة السياسية وقتئذ على المشروع الاقتصادي و الاجتماعي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي تكرس من خلاله تلازم المسارين في تاريخ النضال للحركة النقابية التونسية بين المطلبية الاجتماعية و تحسين مستوى عيش و كرامة منخرطيها بالفكر و الساعد و المساهمة الواعية و الفاعلة في صياغة و بناء المشروع الوطني حرصا على سيادة قرارنا الوطني و حماية وحدتنا إنه المبدأ الذي كان و مايزال بوصلة الاتحاد باعتبار الاتحاد بوصلة الوطن . إن تعلق الشعب التونسي العظيم بالعلم و المعرفة سبيلا للرقي و التقدم وسعيه الدائم الى الاستثمار في ذكاء بناته و ابنائه يعكسه اليوم قلقه المتزايد على تواتر غلق المؤسسات التربوية وعملية إيقاف الدروس في كل مرة وبطريقة ارتجالية في بعض الأحيان مثلما هو الشأن في وضعية الحال . و النقابة العامة لمتفقدي المدارس الابتدائية اذ تعبر عن انشغالها الكبير للتطور الخطر في الحالة الوبائية في بلادنا من خلال تفشي العدوى و انتشار الفيروس و تؤكد حرصها على أهمية بل ضرورة حفظ صحة التلاميذ و كل الفاعلين التربويين وكافة أبناء الشعب التونسي العظيم فإنها ومن موقع مسؤوليتها التاريخية و المبدئية قد طالبت وماتزال بحجر صحي شامل للقطع الفعلي لسلسلة العدوى وهي تحمل الحكومة مسؤوليتها الأخلاقية و السياسية في هذا القرار المبتور باعتباره حلا جزئيا لا يعالج المشكلة برمتها بل و يبعث برسالة سيئة حول صورة المدرسة و مكانة التربية و التعليم في بلادنا و يزيد في تعميق الجهل و الانحدار اكثر الى الأمية وتدعو بالتالي إلى التراجع عن هذا القرار الجزئي و تعميمه ليشمل كل القطاعات. كما تدعو وزارة التربية الى 1.تحمل مسؤوليتها كاملة في التطبيق الكامل للبروتوكول الصحي و توفير مستلزماته بكافة المدارس الابتدائية و التفقديات عند العودة إلى الدراسة 2.تمكين كل الفاعلين التربويين وخاصة من المصابين بأمراض مزمنة و كبار السن من أولوية التلقيح على غرار بعض الأسلاك .