* في "عيشة فل" حاولنا ادخال الابتسامة لعلمنا أن نفسية التونسي مُتعبة * يجب توفير التمويل الكافي للدراما مثل تمويل الرياضة * حرقة مسلسل مرجع والوحيد الذي تناول عمق الأزمة في تونس * سوسن معالج رفضت المشاركة في عشية فل وأقول لها الداهش مسيرته المسرحية تجاوزت الثلاثين سنة تعرض القناة الوطنية الأولى في رمضان الحالي سيتكوم "عيشة فل" عن مواقف كوميدية يومية تتعرّض لها عائلة في بيتها تتكوّن من أب وأم وطفلين، بطولة المسرحي سفيان الداهش. وان كان الداهش من خلال "عيشة فل" لأول مرّة يجسّد دورا رئيسيا وليس ثانويا في سلسلة تلفزية فان الأدوار الكوميدية ليست دخيلة عليه، اذ نجح في تقمّصها على غرار سلسلة "حجر صحي" في رمضان الماضي وسابقا في "نسيبتي العزيزة". "الصباح نيوز" أجرت هذا الحوار مع سفيان الداهش.. ماذا يمثل بالنسبة اليك دورك في سلسلة "عيشة فل"؟ هو دور ذلك المواطن التونسي العادي في منزله العادي مع مختلف المواقف التي يتعرّض لها مع زوجته وأبنائه، وحاولنا أن تكون المقاربة قريبة من جميع التونسيين ولحياته ويومياته ووضعيته الحالية. لماذا تم التصوير بالكامل داخل بيت دون اعتماد ديكورات أخرى؟ فضلنا أن يكون الجو عائلي هو المسيطر على السلسلة لذلك جميع المشاهد في البيت، ولأن الوضع الذي نعيش فيه حاليا هو وضع بقاء العائلة في البيت ووضع الملل مع ما أضافه وباء كورونا من توتر. على أن التصوير كان سيشمل بناية كاملة أي "عمارة" والتطرّق الى وضعية القاطنين فيها بما أنهم أجوار العائلة الرئيسية، لكن هذا لم يحدث وتم الاقتصار على التصوير في بيت فقط من أجل التقليص من التكاليف المالية للانتاج. ما هو الصدى الذي لقيه دورك؟ المواطنون دائما يحبون أعمالي، خاصة أن الأعمال التي أشارك فيها جميعها لها خصوصية عائلية ولا تتضمّن جزئيات دخيلة أو جارحة. هل سعيتم أن يتضمّن "عيشة فلّ" ضحكة نظيفة عائلية؟ هذا هدفنا أساسا من عرض "عيشة فل" وهذا ما عملنا من أجله، لأنه هناك تفرقة داخل العائلات، كل فرد لديه عالمه الخاص ويعيش مع هاتفه وحاسوبه، وأصبح هناك الكثير من التفكك العائلي، اضافة الى الوضعية الصحية التي تعيشها البلاد حاليا التي أجبرت الجميع على عدم مغاردة البيت وملازمته، فأصبح من الضروري جدا تقديم مادة تلفزية تجمع جميع أفراد العائلة لمتابعتها. نحاول ادخال الابتسامة لأننا نعلم جيدا أن نفسية المواطنين مُتعبة، وشخصيا أنا أيضا منهك نفسيا من أخبار وفيات كورونا التي أطلع عليها يوميا. والضحكة في مثل هذه الظروف التي يمُرّ بها المشاهد والمُمثل باتت صعبة، الى جانب الظروف الاقتصادية والاجتماعية. ماهو موقفك من تصريحات سوسن معالج التي قالت فيها أنها رفضت الانضمام الى "عيشة فل" ليس من أجل السيناريو بل لأنها لا تعرفك وترفض الكاستينغ الذي تم اختياره؟ يحز في نفسي من بعض الزملاء مثل هذه التصريحات، فسوسن معالج لم أراها سابقا ولم أمثل معها، ولا أعرف لماذا قالت هذا. الواحد منا بات يشعر أن بعض التونسيين لديهم بعض الاحتقار والاهانة لبعضهم البعض لا ومن يبقى 4 أو 5 نسوات دون عمل يقوم بالسب. فسفيان الداهش لديه تاريخ كامل من المسرح يمتدّ لثلاثين سنة وأكثر من 40 عمل مسرحي محترف، دون اعتبار الأدوار العديدة التي قدمتها في التلفزة. وأقول لسوسن معالج لا تحكي على أشخاص لا تعرفينهم ولا تعرفين تاريخهم الفني، وكان عليها أن تسأل عني أساتذة المسرح والمخرجين المسرحيين والممثلين. لأول مرة نراك بطلا رئيسيا في سلسة تلفزية فما يمثل ذلك بالنسبة اليك ففي أعمالك التلفزية السابقة كنت في أدوار ثانوية؟ كل التفاصيل والتغيرات تأتي في وقتها، ومازلنا في الدراما مثل الديمقراطية في تونس في البداية على مستوى نظام الانتاج، ويجب أن تكون هناك ارادة للعمل في الميدان الثقافي من أجل كتابة سيناريوهات صحيحة وجيدة ولنوفر للدراما التمويل الكافي مثل ما يتم توفيره في المجال الرياضي. بالنسبة لي دور رئيسي أو ثانوي ليس بالمسألة مهمة، فالممثل يحبّذ أن تتاح له فرص أكثر للعمل في مختلف الأدوار، وأحاول أن أتقمص الدور باتقان وأن يجد القبول لدى مختلف شرائح المتفرّجين. ماهي السلسلة "السيتكوم" التي أعجبتك في رمضان؟ بالنسبة للترتيبات لا تعنيني كثيرا، فكلهم أعجبوني "16/16" "الجاسوس" "ابن خلدون"، وأعتبر أن "المليونير" الذي عُرض على قناة حنبعل تجربة مهمة لأنه من ناحية الشكل والتقنية مختلف عن بقية الأعمال. وأرى أن جميع المجالات شهدت مشاكل وتفرّقات على غرار السياسية والكرة على الأقل تبقى الثقافة هي التي يمكن أن تجمعنا قليلا. ماهي الأعمال الدرامية التي شدّتك رمضان الحالي؟ تقنيا وفنيا جميعهم جيدون، لكن يبقى "الحرقة" يمثل تقريبا المسلسل الوحيد الذي تناول عمق الأزمة والمشكل الذي تعيشه البلاد، وهو تناول أكثر من ممتاز، فالحرقة هي فعلا "حرقة" في قلوبنا وفي قلوب الأمهات التونسيات خاصة اللاتي فقدن أبنائهن، وهو موضوع يستحق التناول، واحتوى تفاصيل تونسية تمسّ القضية التونسية في الصميم، فجميع العائلات تشعر بتلك المشاهد التي مُرّرت. وبحسب تقديري في أن مسلسل "حرقة" يبقى مرجعا ويستحق المتابعة. وصحيح أن "الفوندو" مسلسل جميل وتضمّن عنصر التشويق انما تشعر وكأن بعض أحداثه لا يمكن للتونسي أن يفهمها لأنها ليست نفس الأحداث التي يعيشها يوميا في حياته. متى نرى سفيان الداهش في أدوار تراجيدية في عمل تلفزي؟ تقريبا نصف أعمالي المسرحية تراجيدية، وصحيح أنه في الدراما التلفزية لم أقم بدور تراجيدي في أي مسلسل، فقط في سلسلة قصيرة هي "العبرة" على قناة التاسعة وهي تجربة لاقت نجاحا. وأنا مستعدّ لتجسيد أي دور سواء كوميديا أو تراجيديا اذا ما تمت دعوتي الى ذلك، فلست مرتبطا فقط بالكوميديا.