تقرير: الحكومة ترفع نفقات الأجور بنسبة 3.6 % سنة 2026    عاجل/ تحديد موعد دربي العاصمة..    افتتاح مهرجان مسرح التجريب بمدنين    إليك أسعار الكلغ من الزيتون في صفاقس    بعثة نسائية تونسيّة إلى السعودية: لقاءات بالجملة دعما للمبادلات الاقتصادية    عاجل: الجزائر تُراقب ''الأنستغرام'' و''تيك توك''...غرامات وحجب إذا خالفت القوانين!    بطاقة افتتاح المتحف المصري الكبير تخلي العالم يحكي علاها...شنوا الحكاية ؟    120 ألف تونسي ''Freelancer'': أسرار تنظيم الفريلانسر في تونس بكل سهولة    عاجل: نجمة جديدة في التايكوندو..وفاء المسغوني تحرز الذهبية في وزن -62 كغ    عين دراهم: حجز ملابس مستعملة معدة للتهريب بقيمة 120 ألف دينار    وكالة فيتش: البنوك التونسية تواجه ضغوطًا اقتصادية تحدّ من النمو والربحية    لاول مرة في مستشفى جهوي: نجاح عملية استئصال ورم دماغي    تحذير عاجل لمستخدمي Gmail: أكثر من 183 مليون كلمة مرور مسروقة...هاو كيفاش تحمي روحك    تحب تبعث فلوس؟ شوف قداش باش تخلص على الحوالة البريدية!    أمريكا تدعو رعاياها الى مغادرة هذه الدولة.. #خبر_عاجل    عاجل : الفرنسي نيكولا ماهو يودّع عالم التنس بعد 25 عاماً    الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة إتحاد بن قردان    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 في ملاعب العالم    الرابطة الأولى: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الحادية عشر ذهابا    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي الصفاقسي في مواجهة الملعب التونسي    علاش تونس اختارت تنتج أمّهات الدواجن؟    تونس: أصحاب الشهائد يطالبون بانتداب دفعة أولى من المعطلين في بداية 2026    إطاحة بمروج مخدرات في خزندار وحجز مبالغ مالية وأدوات الترويج    جريمة قتل مروّعة بهذه الجهة والقاتل طفل ال15 عاما.. #خبر_عاجل    تنشط بين هذه الولايات: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات تستغلّ سيارات إسعاف أجنبية    بعثة اقتصادية تونسية متعددة القطاعات الى بنين من 1 الى 4 ديسمبر 2025    فيلم "ريح السد" للنوري بوزيد يعود للقاعات في نسخة مرممة بعد أربعين سنة من عرضه الأول    ولاية منوبة تعلن عن موعد نشر القائمة النهائية لتراخيص سيارات "التاكسي الفردي "    عاجل: سحب مناديل Neutrogena في أمريكا بسبب بكتيريا خطيرة! موجودة في تونس؟    نوري يفوز على ألكاراز المصنف الأول عالميا في بطولة باريس للأساتذة    طقس اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    تونس: وزارة التربية تنشر فيديو توضيحي لعملية التسجيل في كونكور السيزيام والنوفيام    عاجل/ 100 شهيد في غزة خلال 24 ساعة    عاجل: إذا ما عملت حتى عملية على حسابك الجاري.. البنك يسكروا تلقائيا بعد 3 شهور    إغلاق نهائي لسينما "جميل" بالمنزه 6... نهاية مرحلة وبقاء الأثر    ابتداءً من الخميس: تحويل جزئي لحركة المرور على جسر لاكانيا    زعبوب لزبير بية : رئيس النجم لا يستأذن من مشغّله في أبو ظبي لحضور مباراة    عاجل: تراجع انتشار فيروس كورونا بعد ظهور المتحوّر ''أوميكرون''    كيفاش تعرف إذا كان عندك سكتة دماغية؟ أهم الأعراض اللي لازم تعرفها!    تونس تُفعّل خطة الوقاية من النزلة الموسمية والأمراض التنفسية    البيت الأبيض يستعين بمسلسل شهير.. لانتقاد الديمقراطيين    طقس اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    قابس: حملة "أوقفوا التلوث" تؤكد التمسك بتفكيك الوحدات وتدعو الي مسيرة شعبية يوم 31 أكتوبر    وزيرة المالية تؤكد تراجع نسبة البطالة الي 15.3 وتحقيق نسبة نمو ب3.2 بالمائة في الثلاثي الثاني من 2025    الكشف عن خطة أمريكية للقبض على مادور عبر قائد طائرته    ترامب: الاقتصاد الأمريكي ينمو بوتيرة أسرع بثلاثة أضعاف من التوقعات    فيلم "ريح السد" للنوري بوزيد يعود للقاعات في نسخة مرممة انطلاقا من 12 نوفمبر 2025    تراجع عائدات صادرات زيت الزيتون..    باجة: الدورة التاسعة لمهرجان الرمان بتستور من 29 اكتوبر الى 2 نوفمبر وسط توقع صابة طيبة للرمان بالمنطق    راغب علامة لزوجته في عيد ميلادها: ''وجودك بحياتي نعمة''    عاجل : وفاة الإعلامي اللبناني بسام برّاك    عاجل: وفاة مفاجئة لنجم التيك توك...شكون؟    تنديد بالإرتفاع المُشط في أسعار اللحوم الحمراء.. #خبر_عاجل    أولا وأخيرا: خلاص الفاتورة في الدورة    ملتقى حول الشيخ الطاهر بن عاشور    بالفيديو : صوت ملائكي للطفل محمد عامر يؤذن ويقرأ الفاتحة ويأسر قلوب التونسيين...من هو؟    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فشل سياسي واتصالي في إدارة أزمة كورونا !!؟
نشر في الصباح نيوز يوم 30 - 04 - 2021

تتسارع وتيرة كارثة كورونا في تونس في ظل فشل سياسي واتصالي وشعبي في إدارة الأزمة لتنته إلى تحطيم كل الارقام القياسية عالميا في ما يشبه فضيحة دولة وشعب بأتم معنى الكلمة.
يأتي هذا الإقرار بعد ما نشره أمس موقع" our world إن data " وجاء فيه أن تونس تحتل صدارة الترتيب عالميا في عدد الوفيات (على كل مليون ساكن) وفي نسبة تفشي الفيروس استنادا لنسب التحاليل الإيجابية حيث احتلت تونس المرتبة الأولى قبل فلسطين والهند.
وتزامنت هذه المؤشرات الواردة في تقرير دولي مع مؤشرات وزارة الصحة الصادمة بتسجيل119 وفاة في 24 ساعة كحصيلة قياسية ليوم 27 أفريل الجاري لترتفع الحصيلة إلى10563 وفاة منذ بداية الجائحة في تونس.
وفي تدقيق أكثر لهذه الأرقام يتبين اننا في تونس نسجل حوالي 900 حالة وفاة على كل مليون ساكن أي أكثر ب4 مرات من الهند التي سجلت خلال 24 ساعة الأخيرة حوالي 3293 وفاة على حوالي مليار و366 مليون ساكن.
تونس "بلد منكوب"

وقد اعلن عضو اللجنة العلمية رياض قويدر ان تونس في وضع كارثي اليوم وان عدد الوفيات المسجلة بتونس أكثر من عدد الوفيات المسجلة بالهند. مضيفا في تصريح إذاعي أمس ان هناك تسيبا واستهتارا كبيرا من المواطنين ولا وجود لتطبيق البروتوكول الصحي ولا حظر الجولان. مؤكدا ان الوضع خطير جدا وان عدد الوفيات سيتواصل خلال عيد الفطر. كما دعا الى ضرورة إعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد.
كما تعالت أمس عديد الأصوات لإعلان تونس بلدا منكوبا والاستغاثة عالميا طلبا للمساعدة للحد من تفشي الوباء وتمكينها من التلقيح، كما فعلت بعض الدول الأخرى مثل الهند التي حصلت على تلاقيح من الولايات المتحدة، وذلك في ظل المؤشرات الخطيرة والأرقام المفزعة في تونس وفي ظل تباطؤ عملية التلقيح وصعوبة حصول الدولة على الجرعات الكافية لمواجهة هذا الوضع. حيث توجد تونس اليوم في ذيل ترتيب مدى تقدم التلقيح في مجموع الدول في العالم.
ضعف سياسي
لا يمكن أن نفصل بين النتائج الكارثية المسجلة اليوم وبين الواقع السياسي ووضع حكومة مشيشي الضعيف في ظل تجاذبات وصراعات حادة حالت دون النجاعة في التعاطي مع الأزمة.
ففي حالات الكوارث الوطنية والاستثنائية كالتي تعيش على وقعها البلاد بسبب الجائحة لا مناص من الوحدة وإسناد الحكومة المعنية بالدرجة الأولى بإدارة الأزمة ومسايرة التطورات والطوارئ ومواجهة ضغوط اللوبيات القطاعية وغيرها.
في حين أن الحكومة الحالية وبعلم القاصى والداني في وضعية هشة وضعيفة وفاقدة للسند السياسي القوي وللتضامن المؤسساتي ولعل هذا العامل لعب دورا كبيرا في غياب الجرأة الكافية في اتخاذ القرارات الشجاعة بالحزم وفي الوقت المناسبين.
فشل اتصالي غير مسبوق
لعب ايضا الفشل الاتصالي ونقص الكفاءة في هذا المجال دورا في تعميق الأزمة وكان لعدم الانسجام بين راسي السلطة التنفيذية جانب هام من المسؤولية في تفويت امكانية أفضل للتواصل مع المواطن للمرافقة وللطمأنة أولا وثانيا لمزيد تحسيسه بعقوبة التمادي في الاستهتار وغياب الوعي المجتمعي الذي أوصل البلاد إلى كارثة صحية. فلم يخرج باستمرار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في نقاط اعلامية وفي خطابات مباشرة للتونسيين لمواكبة تطورات الأزمة لحظة بلحظة كما يتم في بقية الدول ومنها فرنسا حيث أوكلت مهمة التواصل وابلاغ القرارات إلى أعلى هرم السلطة في خطابات مباشرة للفرنسيين مع كل مستجد.
في حين أوكلت المهمة في تونس إلى وزير الصحة وإلى أعضاء اللجنة العلمية ولم تكن موفقة بل شابتها الكثير من الأخطاء وغابت عنها الفاعلية والنجاعة إلى جانب الكثير من الارتجال ونقص الكفاءة والإلمام بمقومات العلمية الاتصالية وآدابها والتصاقها بالواقع.
وقد دون في هذا السياق الخبير في الاتصال والإعلام والعلاقات العامة الدكتور صلاح الدين الدريدي أول أمس كلمات لخص فيها غياب البوصلة والاستراتيجية الاتصالية للحكومة ولبقية الفاعلين في المشهد في مواجهة كورونا وجاء فيها "من خصائص الاتصال الناجع حسن اختيار المقام والفضاء المناسبين للقيام بالحملات التوعوية والتحسيسية. المقام هو شهر رمضان المعظم والفضاء هو المسجد والجامع. في موضوع الكوفيد لم يتم توظيف لا المقام ولا الفضاء لحث الناس على احترام البروتوكول الصحي بالأساليب التقليدية – الخطب المنبرية والجمعية – وبالأساليب الحديثة – بث الومضات والفيديوهات في ارجاء الفضاء وتوزيع المطويات الخ – . الخطاب السياسي حول كورونا غائب تماما ورئيس الحكومة خرج ولم يعد. الخطاب الوزاري خطاب مرعب ومحبط كما نراه لدى وزير الصحة. الخطاب الطبي اصبح ممجوجا وفقد الكثير من مصداقيته. الخطاب الديني كان بالإمكان توظيفه بحرفية اتصالية متميزة ذات جدوى وليس الاقتصار على توظيفه بمنطق غزوة بدر والفتنة الكبرى" على حد تعبيره .
أزمة ثقة خطيرة
تبدو كذلك حالة الارتباك والتخبط في التعاطي اتصاليا وتحسيسيا مع أزمة كورونا في اختيار التوقيت الخاطئ للإعلان عن حصول أعضاء الحكومة ومستشاريها على التلقيح تزامنا مع حالة احتقان واحباط وتحميل المسؤولية للحكومة في التقصير في جلب التلاقيح وسوء إدارتها للأزمة ولا مبالاتها أمام الوضع الكارثي وتزايد عدد الوفيات.
وأمام أزمة الثقة المزمنة لدى الراي العام في الحكومة والقيادة السياسية فقد تلقى كثيرون خبر تلقيح الحكومة بالكثير من الانتقادات والسخط وقطعا ستكون له تداعيات سلبية على صورة القائمين على الدولة والاخطر تداعيات وخيمة على ما تبقى من منسوب ثقة لدى المواطن ستحول دون التقيد بالإجراءات الحكومية وقد توسع دائرة ظاهرة "العصيان" الخطيرة التي بدأت بوادرها اثر امتناع عديد القطاعات المهنية عن الالتزام بالإجراءات.
المؤسف أنه في خضم الموت المتربص بالتونسيين من كل مكان وتنامي مخاطر العصيان والفوضى مازال السياسيون منهمكين منشغلين بصراعاتهم ومنطق تصفية الحسابات، الراهن منها والقديم.
والبعض يواصل الاستثمار في الأزمة دون أدنى مراعاة للظرف العصيب والمحنة الحقيقية التي تمر بها تونس والتي تتطلب من الجميع دون استثناء إيقاف الصراعات السياسية حالا وليس غدا من أجل الانفتاح على جميع الطاقات والكفاءات لإنقاذ الوطن قبل فوات الأوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.