مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي    ترامب: على الجميع مغادرة طهران فورا    هجوم إيراني جديد على تل أبيب وأميركا تنفي المشاركة بالقتال    كاس العالم للاندية : التعادل 2-2 يحسم مباراة بوكا جينيور الارجنتيني وبنفيكا البرتغالي    ملتقى تونس الدولي للبارا العاب القوى (اليوم الاول) : العناصر التونسية تحرز 9 ميداليات من بينها 5 ذهبيات    مشروع الأمر المتعلق بمنع المناولة في القطاع العام ،وحلّ شركة الاتصالية للخدمات ابرز محاور لقاء رئيس الجمهورية بوزيري الشؤون الاجتماعية وتكنولوجيات الاتصال    رئيس الجمهورية : الدّولة التونسية تُدار بمؤسّساتها وبالقوانين التي تنظّمها،,ولا أحد فوق المساءلة والقانون    كاس العالم للاندية : فلامنغو البرازيلي يجسم افضليته ويتفوق على الترجي بثنائية نظيفة    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي ينهزم بثنائية أمام فلامينغو .. ترتيب المجموعة    الترجي الرياضي التونسي ينهزم في افتتاح مشواره بكأس العالم للأندية أمام فلامينغو البرازيلي (فيديو)    فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات    في 5 سنوات.. 11 مليار دولار خسائر غانا من تهريب الذهب    بالفيديو: مطار طبرقة الدولي يستعيد حركته ويستقبل أول رحلة سياحية قادمة من بولونيا    القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    اسرائيل تتآكل من الداخل وانفجار مجتمعي على الابواب    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    انطلاق عملية التدقيق الخارجي لتجديد شهادة الجودة بوزارة التجهيز والإسكان    ميناء جرجيس يستقبل أولى رحلات عودة التونسيين بالخارج: 504 مسافرين و292 سيارة    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    أخبار الحكومة    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    تونس تعزز جهودها في علاج الإدمان بأدوية داعمة لحماية الشباب واستقرار المجتمع    طقس الليلة    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    "تسنيم": الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" في تبريز    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    العطل الرسمية المتبقية للتونسيين في النصف الثاني من 2025    عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    عاجل/ آخر أخبار قافلة الصمود..وهذه المستجدات..    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ ل"الصباح": يجوز منع النقاب شرعا
نشر في الصباح نيوز يوم 31 - 03 - 2015

"من هنا فصاعدا لن تطأ قدم دعاة الفتنة والتكفير والتطرّف أرض تونس ما دمت وزيرا للشؤون الدينية" ذلك ما أكّده وزير الشؤون الدينية في حوار مطوّل جمعنا به.
عثمان بطيخ الوزير الحالي والمفتي السابق للجمهورية والذي كان أوّل من تصدّى في 2012 إلى الأفكار التكفيرية والى تنظيم «داعش» الإرهابي عندما أفتى بفساد ما يسمّى ب»جهاد النكاح» واعتباره بغاء وزنى وقيل حينها أن إقالته كانت على خلفية تصريحاته تلك التي لم تكن منسجمة مع توجهات وأفكار من في الحكم حينها.. لكنه اليوم يقول أنه لا يستطيع أن يرجم أحدا بالغيب وأنه عند إقالته لم يخبره أحد أن ذلك تم بسبب تصريحاته.. لكنه يؤكّد أنه كان مطمئنا لكلمة الحق التي قالها وأنه كان يعلم أن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح.
في الحوار التالي تطرّق الوزير الى رؤية الوزارة فيما يتعلّق بالشأن الديني في ظل تنامي المدّ الإرهابي،كما تحدّث عن الدعاية الحزبية والاعتكاف بالمساجد وامكانية غلق 187 مسجدا في الأيام القليلة القادمة، واتفاق الوزارة مع وزارة العدل بشأن التعامل مع المساجين والموقوفين على ذمة القضايا الإرهابية..تحدّث عن النقاب وعن الأسباب التي دفعت بالشباب إلى تبني الأفكار التكفيرية والالتحاق بداعش.. كما بيّن قول الشرع في ظاهرة انتحار الأطفال
أجرت الحوار منية العرفاوي
*اليوم ما هي رؤية وزارة الشؤون الدينية للشأن الديني خاصّة مع تنامي الظاهرة الإرهابية محليا وإقليميا أيضا وتنامي التطرّف خاصّة واستباحة الأرواح باسم الدين الإسلامي؟
رؤية الوزارة هي الرؤية الدينية الصحيحة،رؤية أن الإسلام رحمة للعالمين،يبشّر بقيم إنسانية خالدة هي المحبة .. الحرية ..المساواة واحترام الذات البشرية مهما كان الدين أو اللغة أو العرق أو اللون.. ولا تفاضل بين البشر إلا بالعمل الصالح كما قال تعالى "ولقد كرّمنا بني آدم" ، كرّم بني آدم بالعقل والتكليف،من أجل العيش المشترك وفي عالم يسوده الأمن والاطمئنان والسلام والتعاون والتآزر واحترام معتقدات الآخرين وحمايتهم في عرضهم وأموالهم وحياتهم الخاصّة سواء كانوا بيننا أو في ضيافتنا،فضلا على أن اعتداء المسلم على أخيه المسلم يعد من أشدّ الكبائر إذ هو ظلم واثم ولنا نصوص شرعية من القرآن والسنة تبيّن ذلك، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة وسلوك الصحابة الكرام بعده وهم نموذج لذلك وبعد رسول الله صلّى عليه وسلّم لنا في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،فكل ما يصدر من سلوك مخالف للقرآن أو السنة أو لسيرة الصحابة هو مخالف للإسلام وتجنّ واعتداء على الذات البشرية ..وإفساد وغلو وتطرّف في غير محلّه.
*المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة.. لماذا خرجت أو من المسؤول عن خروجها عن سيطرة الدولة؟
- الأمر يتعلّق بالمساجد التي وقع بناؤها بعد الثورة وبطريقة فوضوية ودون رخص بناء ودون علم من السلط...
* كم يبلغ عدد هذه المساجد؟
- 187 مسجدا موزّعة على كامل الجمهورية هذا دون اعتبار ال5000 مسجد التي تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية مباشرة ..
ال187 مسجدا غير خاضعة لسلطة أو إشراف الوزارة بعضها تم بناؤه في أراض خاصّة أو الدور الأرضي لعمارة على ملك من بنى المسجد،أو هناك البعض ممن وضع يده على ملك عمومي من أملاك الدولة أو البلدية أو مساحات خضراء أو مناطق نائية يقوم ببناء مسجد ..هذا الجامع قد لا تجده من حيث الشكل خاضعا لمعمار المساجد المتعارف عليه بالنسبة للدولة التونسية،أو المقاييس والمواصفات الفنية لبناء المساجد التي تحدّدها المصالح المختصة..
* لكن هل أن غياب المقاييس والمواصفات الفنية لهذه المساجد هو فقط مكمن الخطورة؟
- طبعا نحن لم نقل هذا فالى جانب الشكل هناك أيضا المضمون،فمالكو هذه المساجد تبقى لهم حرية اختيار الإمام الذي سيعتلي المنبر ويؤمّ الجماعة،وذلك دون مراعاة المقاييس التي وضعتها الوزارة وهي أن يكون ملتزما ومنسجما مع برامج الوزارة التي تعبّر عن السياسة الدينية للدولة وهو ما دفع الى وجود خطابات عنيفة وتحريضية في بعض المساجد المنفلتة والتي تبنت حتى الخطاب التكفيري..
ولمواجهة «خطر» هذه المساجد صدر بلاغ من الوزارة يمهل هذه المساجد لمدة معينة قصد تسوية وضعيتها وإلا سيتم اللجوء إلى غلقها.. وهذا الأجل سينتهي يوم 6 أفريل وإذا لم يقم صاحب المحل أو مالك البناء بتسوية هذا الملف وذلك بتقديم الجامع كهبة لوزارة الشؤون الدينية حتى يصبح الجامع تحت تصرّف الدولة ووزارة الشؤون الدينية والتي ستعمل هي على اختيار الإطار المسجدي المناسب.. اذا لم تقع هذه التسوية فانه سيقع غلق المساجد المخالفة لهذا التمشّي.
* في ال187 مسجدا المذكورة هل أن مخالفاتها تكمن في عدم مطابقتها للمواصفات المعمارية أم لخطابها التكفيري؟
-طبعا اغلب المخالفات ناتجة عن وجود خطاب تكفيري ومتشدّد..
في فترة سابقة تحدّث الوزير السابق عن 42 مسجدا تتبنى الخطاب التكفيري والتحريضي وتدعو صراحة الى الجهاد والقتل.
هذا العدد متحرّك.. والحقيقة أننا اليوم بصدد فرض سيطرتنا على كل المساجد.. فوعاظ الوزارة يتابعون الشأن الديني في المعتمديات والولايات بأدق تفاصيله وحيثياته ويعاينون الاخلالات في المساجد ويرفعون تقارير في الغرض لوزارة الاشراف، والوزارة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية تتصدّى لكل أشكال العنف والفوضى في المساجد.
* هناك من استغل المساجد في الفترة الماضية للاعتكاف والاعتزال بدعوى التزهّد والقرب من الله؟
لا سبيل للاعتكاف في المساجد من الآن وصاعدا..
هل استرجعت الدولة جامع الزيتونة نهائيا؟
تم تطبيق القانون على من خالف القانون.. حسين العبيدي كان غاصبا لمحل وملك عمومي .. وأنا منذ تقلّدي لمهامي على رأس الوزارة سعيت للاتصال به وتسوية الأمر.. وفعلا ذهبت للقائه صحبة رئيس الديوان ومعتمد تونس-المدينة لكنه أبدى تعنتا وتصلّبا في موقفه.. اليوم طبّق القانون ولا معنى للاتفاق الذي بحوزته لأنه قام باستغفال واستبلاه من أمضى معهم الاتفاق.
* الدعاية السياسية في المنابر هل ستتصدون لها أيضا؟
طبعا.. في المساجد لن يذكر الاّ الله ورسوله.. فالمصلون يبحثون في المسجد عن الراحة النفسية وعن السكينة والطمأنينة والتدبّر في شؤون الدنيا والآخرة ..هذا هو دور المسجد في تقديرنا.
لكن هناك رأي يقول أن السياسة هي شأن من شؤون الدنيا والمساجد جعلت لتدبّر شؤون الدنيا ما رأيك أنت؟
السياسة أمر والتكفير والتدمير والدعاية للأحزاب أو الشخصيات السياسية أمر أخر.. صحيح ان السياسة من شؤون الدنيا ولكن ذلك لا يعني الدعاية الحزبية ..والنظر والتدبّر في مشاكل الحاضر والراهن كالإرهاب مثلا هي من أوكد مهام الخطيب الذي يستعين بالعلم والعقل ليظهر للناس أن الارهاب ليس من الدين بشيء وان الدعوة الى الاسلام تكون باللين وبالموعظة الحسنة وليس بالغلظة.
* الأعمال الوحشية التي تقوم بها داعش من ذبح وتنكيل وتمثيل بالجثث كيف ينظر لها الشرع؟
الإسلام براء من داعش.. وداعش ليس الإسلام بأي وجه من الوجوه .. فالإسلام هو القرآن والسنة ..هو تلك الراحة والسكينة والطمأنينة التي تشعر بها وأنت تتلو آيات الرحمان ..الاسلام أيضا هو قيم انسانية تدعو للتسامح والحرية والمحبة والسلام .
لكن داعش بعد ان تذبح وتحرق الرهائن تقدّم أسانيد شرعية قيل أنها أحاديث نبوية وآيات؟
أبدا ..لا يمكن أن يدعو الاسلام الى القتل والحرق ولو كان يخالفك في العقيدة .. ولا وجود لآيات او أحاديث نبوية في هذا السياق.. بل بالعكس الله يقول «..وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ».. وبالتالي فما نستشفّه من هذا الدين الإسلامي العظيم أنه يؤكّد على أن الإنسان وجد لتعمير الكون لا لتخريبه وأنه دين شورى ومحبة وتسامح.
* هل يجوز شرعا للمسلم تكفير غيره؟
- لا يجوز .. فإذا عاين المسلم خطا أو فعلة تعدّ خطأ بصريح الآيات والنصوص ما عليه الا السعي لتغيير ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ..والحكمة هنا هي كل ما أوتي من علم بالقرآن والسنة والموعظة الحسنة هي الكلمة الطيبة.
والتكفير لا يجوز لأنه وفق القراءات المتطرّفة هو إنزال حكم الموت بمن وقع تكفيره،بينما في الأصل أن للإنسان حرمة في جسده وعرضه وماله وهذه من الكليات الخمس..تجوز فقط الدعوة للإسلام كما أسلفنا الذكر بالحكمة والموعظة الحسنة.. فسلوك المسلم وأخلاقه وسيرته الحسنة هي في حدّ ذاتها دعاية للدين الإسلامي، لذلك نحن نرى دوما أفواجا من الناس قدموا إلينا لإعلان إسلامهم دون اكراه ودون ضغط.
* عدد الذين يدخلون الدين الإسلامي سنويا في تونس؟
هناك الكثيرون ممن يعلنون إسلامهم..فعندما كنت أتولىّ الإفتاء ..تقريبا كان هناك سنويا بين 900 وألف شخص يعلنون إسلامهم سنويا وحتى من يأتي في البداية متردّدا فانه يغادر في النهاية مقتنعا.. بعد أن نكون وضّحنا لهم جوهر الاسلام الحقّ وقيمه السمحة..اذ يقول تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» بحيث ان كل البشر على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ودياناتهم ولغاتهم هم متساوون كأسنان المشط أمام الله ولا تفاضل بينهم الاّ بالتقوى والعمل الصالح.
* هذا الانحراف العقائدي والتشويه لصورة الإسلام باقتراف كل الأعمال الوحشية والصادمة ..هل يمكن أن نقول عنه أنه مؤامرة لتشويه الدين الحنيف وضربه في مقتل وبيد المسلمين أنفسهم؟
- هناك هذه العناصر وغيرها .. نوايا تشويه الإسلام موجودة ولا يمكن إنكارها،لكن ما أوصلنا إلى هذه المرحلة هو الجهل ..فالقتل بتلك الوحشية والفظاعة ينمّ عن جهل بالنصوص الشرعية وبتعاليم الدين الإسلامي الحنيف .. فمن يأتي تلك الأفعال المشينة من قتل وتنكيل وذبح وحرق وتمثيل بالجثث كلها أعمال وحشية لا تمت لمقترفيها بصلة.
لكن ما الذي دفع في تقديركم ب3000 شاب تونسي الى الالتحاق بداعش؟
-أنا أرجع الأمر دائما الى الجهل ونحن في الوزارة نولي هذا الملف قدرا كبيرا من الاهتمام ولذلك سنحرص في اطار خطة للتصدّي له الى وضع برامج وآليات واضحة تعتمد تقديم تفاسير صحيحة للدين الاسلامي ..ونحن من خلال هذه البرامج والآليات سنحاول دحض هذه الأفكار ومحوها من عقول الشباب والمراهقين الذين سقطوا في براثن الإغواء والفهم الخاطئ للدين..
* هناك اليوم قراءات للظاهرة الإرهابية تؤكّد أن أسباب التطرّف لا تعود فقط إلى الجهل بالنصوص والفقر والأسباب الاجتماعية والاقتصادية بل أن الأشكال يبدو أعمق ونحن نرى عشرات الشباب الأوروبي يتقاطر نحو جبهات القتال؟
-أحيانا يتحوّل الشعور بالذنب واعتقاد الشخص أنه غرق في شهواته ونسي أخرته وهنا يمكن أن يحدث ارتداد إلى الضفة الأخرى،وفي لحظة الضعف الإنساني هذا تقتنص بعض الأطراف الفرصة لتغذية هذا الشعور بالذنب واستعماله للتغرير بالشباب واستدراجهم إلى القتل والذبح باسم الدين وباسم أن تلك الأفعال طريق الى التوبة والجنة الموعودة .
* اليوم لدينا أكثر من 700 موقوف على ذمة قضايا إرهابية وقعت «دمغجتهم» وغسل أدمغتهم..هل من آليات وبرامج ستتبناها الوزارة لمحاولة تغيير أفكارهم والمساعدة على عودتهم للإسلام الحقّ؟
- فعلا نحن لدينا اتفاق مع وزارة العدل سيقع تحيينه، بحيث أولا سنعمل على أن لا يدخل للسجون إلا الوعاظ وإطارات الشؤون الدينية التي تعينهم الوزارة بعد أن تكوّنهم «بيداغوجيا» للتعامل مع هؤلاء..كما أن هناك اتفاقا على عزل هؤلاء المساجين عن بقية مساجين الحق العام.
ونحن مستعدون لفتح حوار مع هؤلاء ومحاججتهم وإقناعهم بالبرهان والأدلة الشرعية .
* انتشرت ظاهرة انتحار الأطفال كيف تنظر إلى المسألة من الناحية الإنسانية والشرعية؟
-الطفل هو غير مكلّف شرعا والتكليف يكون بالوصول الى سنّ الرشد أو بالبلوغ ..واعتقد أن ما يدفع الأطفال للانتحار هو التقليد ..تقليد الكبار أو محاولة الظهور بمظهر الكبار ..وهناك أطفال جرّبوا عملية الشنق دون أن يكونوا مدركين لخطورة الأمر ..وما أتمناه أن لا يتحوّل الأمر الى ظاهرة.. وشرعيا فسيحاسب الوالدان على مصير أطفالهم،فالانتحار كالقتل لهما نفس الحكم شرعا وسيحاسب على ذلك الوليّ لأن رعاية الطفل واجب محمول عليه.
اليوم هناك دعوات لمنع النقاب ..ما رأيك أنت؟
إذا تحوّل النقاب إلى خطر على المجتمع والى وسيلة يتخفّى بها الإرهابيون ومن يريدون شرّا بهذه البلاد فانه يجوز منعه.. فقد كشفت عمليات أمنية أن بعض الارهابيين يستغلون هذا الزي للتنقّل بحرية وبالتالي يتحوّل الأمر الى مصدر خطورة على أمن المجتمع وسلامته.
هل يجوز ذلك شرعا؟
ليس هناك حرج في منع النقاب لا شرعا ولا قانونا..فالدين طلب ستر الجسد بلباس مقبول ومحترم ولم يفرض النقاب كما يعتقد البعض .
* لكن هناك من يعتبر أن منعه هو مسّ من الحرية الشخصية؟
نتحدّث عن الحرية الشخصية عندما لا يكون هناك تهديد لحرية الغير ولحياته ولأمنه..نحن رأينا صغيرات دون سن البلوغ ودون التكليف الشرعي يفرض عليهن النقاب في اعتداء صارخ على طفولتهن وبراءتهن.
* هل تعتقد أن تونس الزيتونة ستصمد أمام مدّ الأفكار المتطرّفة والتكفيرية؟
-هذا أكيد لأن هذه الأرض هي أرض علم وتسامح ومحبة وانفتاح على كل الحضارات الإنسانية ووزارة الشؤون الدينية ودار الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى سنكون جميعا سدّا منيعا لكل محاولات الاختراق وموجات التكفير.. نحن شعب متجانس يجمعنا الإسلام السني والمذهب المالكي والطريقة الجنيدية التي هي طريقة تصوّف تقوم على ذكر الله والتسليم له في كل شأن من الشؤون وعلى القلب الخاشع والمؤمن بقضاء الله ورحمته وعدله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.