سجلت حوادث الشغل في تونس سنة 2014 تراجعا بنسبة 6 بالمائة حيث بلغ عدد الحوادث المصرح بها لدى المراكز الجهوية والمحلية للصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) 43 ألفا و472 حادثا مقابل 46 ألفا و244 حادثا سنة 2013 وتتوزع هذه الحوادث بين 41 ألفا و143 حادثا في أماكن العمل و2329 حوادث طريق ذات صبغة شغلية. وأفاد مدير الوقاية من الاخطار المهنية بالكنام رفيق الدخلي الجمعة انه تم للسنة الثانية على التوالي تسجيل تراجع ملحوظ في عدد حوادث الشغل بفضل تكثيف الزيارات الميدانية لأكثر من 20 مهندسا مختصا في الوقاية والسلامة المهنية لتحسيس المؤسسات بأهمية الاستثمار في مجال الوقاية من الحوادث وتقديم النصائح الضرورية لتفادي حصول حوادث خطيرة أو قاتلة. وأضاف في سياق متصل انه يتم برمجة حوالي 2200 زيارة سنويا إلى مختلف المؤسسات، وبرمجة معدل ثلاث زيارات لكل مؤسسة، تتركز على تشخيص المخاطر ومرافقة المؤسسات في تطبيق برامج السلامة والوقاية علاوة على زيارات المتابعة والمراقبة. وأرجع الدخلي تراجع حوادث الشغل المهنية سواء كانت خطيرة أو قاتلة إلى اعتماد معايير التخفيض أو الترفيع في نسب مساهمة الأعراف في الوقاية من حوادث الشغل التي تتراوح بين 0,4 و6 بالمائة سنويا، ملاحظا ان التخفيض يصل الى 25 بالمائة من المساهمة. وكشف في هذا الإطار ان 47 مؤسسة تشغل أكثر من 25 ألف عامل تمتعت بالإعفاء بقيمة 1.4 مليون دينار، بعد إنجازها لاستثمارات في مجال الوقاية وتراجع حوادث الشغل المسجلة لديها. ولفت في ذات السياق الى ان قطاع البناء الذي كان يسجل بين 7 و8 آلاف حادث شغل، سجل في سنة 2014 تراجعا ملحوظا في عدد حوادث الشغل الذي بلغ 3871 حادث. كما بين الدخلي ان الصندوق الوطني للتأمين على المرض يمنح حوافز وتشجيعات للمؤسسات الراغبة في الاستثمار في مجال الوقاية والسلامة المهنية تصل قيمتها إلى 300 الف دينار منها 25 بالمائة في شكل هبة. وأشار إلى انه تمت الموافقة على تمكين 113 مؤسسة من حوافز باستثمارات بكلفة 10 مليون دينار منها 51 مؤسسة أنجزت هذه الاستثمارات. قطاع الميكانيك في الصدارة وبالنسبة لتوزيع حوادث الشغل حسب القطاعات فقد تصدر قطاع الصناعات الميكانيكية المرتبة الأولى ب 3980 حادث شغل وهو ما يمثل نسبة 9.2 بالمائة يليه قطاع البناء والأشغال العامة الذي يعرف في السنوات الأخيرة نسقا تنازليا في عدد الحوادث المصرح بها حيث تم التصريح ب3871 حادثا خلال سنة 2014 ويأتي في المرتبة الثالثة قطاع الصناعات الغذائية ب 3735 حادثا ثم قطاع صناعة الملابس ب3589 حادثا فقطاع صناعة مواد البناء ب3499 حادثا. أما في ما يتعلق بتوزيع عدد الحوادث حسب الولايات فلا تزال ولاية صفاقس تتصدر القائمة بنسبة 17,2 بالمائة تليها ولاية بن عروس بنسبة 12 بالمائة ثم ولاية تونس بنسبة 10.4 بالمائة فسوسة بنسبة 10.2 بالمائة. وتتصدر هذه الولايات المراتب الأولى في تسجيل حوادث الشغل نظرا لأنها تمثل أقطابا صناعية كبرى، بحسب المسؤول. تراجع هام لحوادث الشغل القاتلة وقال المسؤول بخصوص حوادث الشغل القاتلة انها سجلت خلال السنة الماضية تراجعا هاما بلغت نسبته 22.7 بالمائة حيث انخفض إلى 130 حادثا مقابل 176 حادثا قاتلا في سنة 2013 وتتوزع حوادث الشغل القاتلة المصرح بها سنة 2014 بين 83 حادث شغل بأماكن العمل و47 حادثا بالطريق. وبالنسبة للقطاعات يتسبب قطاع البناء والأشغال العامة في أعلى نسبة من حوادث الشغل القاتلة بأماكن العمل بنسبة 32.5 بالمائة والنقل والرفع بنسبة 8,4 بالمائة الصناعات الميكانيكية بنسبة 7,2 بالمائة والصناعات الكيميائية بنسبة 6 بالمائة. ارتفاع عدد حالات الأمراض المهنية وبخصوص حالات الأمراض المهنية المصرح بها خلال سنة 2014 فقد بلغ عددها 1332 حالة مقابل 1309 خلال سنة 2013، واحتلت الاضطرابات العظمية والعضلية المرتبة الأولى في عدد الحالات المصرح بها بنحو 813 يليها الصمم المهني ب 154 حالة والأمراض التنفسية ب 126 حالة. وقد تم التصريح بزهاء 706 حالات مرض مهني من قبل مؤسسات تنشط في قطاع النسيج والملابس والجلود ثم 152 حالة في قطاعي الصناعات الميكانيكية والصناعات الكهربائية.