قال مختار بن نصر، العميد السابق في الجيش الوطني، ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، إن "تونس لها اليوم تركيبة دفاعية وحضور أمني مكثف على الحدود يجعلانها قادرة على التصدي لأي خطر إرهابي". وأضاف بن نصر أنّ "الوحدات الأمنية التونسية على درجة من اليقظة" مستدلا على ذلك بصور الإرهابيين التي نشرتها وزارة الداخلية الخميس 21 ماي على صفحتها الالكترونية، ومطالبتها المواطنين بالتبليغ عنهم عند رؤيتهم. وأشار إلى أن الضربة التي تلقتها المجموعات الإرهابية مؤخّرا في الجزائر بالقضاء على أكثر من 20 عنصرا، والسيطرة على مخازن لأسلحتهم، ستجعل أنظار هؤلاء تتجه إلى تونس. إلا أن المتحدث استدرك مؤكدا أنه ستتم محاصرة العناصر القادمة من التراب الجزائري والقضاء عليها، وفق تقديره. وأوضح أن هذه المجموعات الإرهابية عند محاصرتها سواء داخل التراب التونسي أو في التراب الجزائري، فإنها تتحرك في المساحات الجبلية التي تتخفى بها لتهرب إلى البلد المقابل. وأفاد بن نصر في هذا الشأن بأنّ العناصر الإرهابية تتنقل على الحدود بين تونسوالجزائر عبر الجبال المشتركة وامتداداتها، لافتا إلى وجود تعاون بين هذه العناصر على أصعدة التمويل والتسليح والعمل الميداني في البلدين، غير أنه وبحكم التنسيق المحكم بين الجزائروتونس والرصد الميداني، فإنّ حظوظ هذه المجموعات ستكون ضعيفة، مما سيجعلها تتكبد هزائم كبيرة، على حدّ تعبيره. من ناحيته، دعا علي الزرمديني، العميد السابق بالحرس الوطني، والخبير الأمني إلى ضرورة تفعيل الجانب الإستخباراتي والإستعلاماتي خلال هذه الفترة لمنع أي ردّة فعل للعناصر الإرهابية على الأراضي التونسية. وبين الزرمديني أنّ ظاهرة الإرهاب اليوم هي إقليمية ودولية أكثر منها محليّة، موضّحا أنّ العناصر الإرهابية فاعلة في كل من الجزائروتونس على حدّ السواء، مما يجعل من المخاطر والنجاحات شيئا مشتركا بين البلدين. وأشار إلى أنّه توجد قواعد أساسية تعتمدها الأجهزة الأمنية يجب التركيز عليها للتصدي للمخاطر الإرهابية، تتمثل أساسا في التمشيط والمباغتة والمداهمات وتفعيل المنظومة الأمنية بين الأجهزة الأمنية محليا ودوليا، إضافة إلى وضع إستراتيجية لمراقبة الحدود وتأمين المسالك الحدودية الفرعية غير المراقبة، وسدّ المنافذ الحدودية، وتفعيل الإستعلام الآلي. من جهته قال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية إنّ التنسيق الأمني مع الجزائر على أعلى مستوىوأنّ تونس مستعدّة لمواجهة أي تهديدات. وأضاف أنّ التهديدات الإرهابية موجودة في تونس كما هي موجودة في الجزائر نظرا لما لها من بعد وطني واقليمي مؤكدا الاستعداد للتصدي لهذه التهديدات . تجدر الإشارة إلى أنّ خبراء أمنيين جزائريين أكدوا أمس الخميس في تصريحات صحفية أنّ الإرهابيين في بلدهم هم في "الرمق الأخير"، حسب توصيفهم، وأعينهم تتجه نحو تونس بعد نجاح عملية منطقة "البويرة" الجزائرية.(وات)