انتشرت ظاهرة سرقة المواشي في الآونة الأخيرة ككل فصل ربيع من السنة إذ اكتوى بنيرانها الفلاحون ومربو المواشي وخاصة بالشمال الغربي وتحديدا بولاية سليانة حتى أن عددا منهم التجأوا الى تنظيم الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بوضع حد لعصابات المواشي بعد أن تفاقمت الظاهرة ولم يجد اللصوص من يردعهم. يمينة غربي ابنة شيخ في الثالثة والسبعين من عمره عانى بدوره من سطو تلك العصابات والتجأ الى السلط الأمنية والقضائية ولكنه ظل يركض وراء حقه كمن يلهث خلف خيط دخان، ابنته "يمينة" روت ل"الصباح" تفاصيل الحادثة وقالت إن والدها المسن يعيش مع والدتها التي تجاوزت التسعين من عمرها في منطقة ريفية بعيدة عن مناطق العمران بجهة سيدي بورويس من ولاية سليانة. هذا الرجل المسن ليس له من متاع الدنيا غير 11 رأس غنم وبقرتين.. تلك هي كل ثروته التي يقتات منها هو وزوجته ولكن قلة ذات اليد وحالة الخصاصة التي يعاني منها لم تمنع لصوص المواشي من استهدافه وظلوا يرصدون كل تحركاته ويوم 15 ماي الجاري استغلوا فرصة غياب الزوجة عن المنزل وبقاء الشيخ بمفرده واقتحم ثلاثة منهم محل إقامته لما كان نائما. بلا رحمة ولا شفقة لم يرحم اللصوص شيخوخة الرجل ولا توسلاته إليهم كي يتركوا سبيله، وانهالوا عليه ضربا ورشقوه بواسطة الحجارة ثم قيدوه من يديه وقدميه واستولوا على جواز سفره وجواز سفر ابنته و500 دينار ثم تحولوا الى الإسطبل وشحنوا كل القطيع والبقرتين على متن شاحنة وغادروا المكان تاركين الرجل المسن يصارع الموت. بعد وقت قصير هرع أحد أقاربه لنجدته بعد أن استراب في وجود شاحنة كانت راسية أمام منزل العجوز وبدخوله وجده مغمى عليه فنقله الى المستشفى الجهوي بسليانة أين قضى خمسة أيام وكشفت التقارير الطبية أنه يعاني من كدمات وجروح باليدين والقدمين بالإضافة الى كسور بالأضلع. شكوى وبعد... إثر الحادثة رفع المتضرر شكاية الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسليانة وأخرى الى مركز الحرس الوطني بسيدي بورويس ولكن وحسبما أكدته لنا ابنته "يمينة" فإن السلط الأمنية والقضائية لم تتخذ الإجراءات اللازمة ولم تصدر مناشير تفتيش في حق المشتكى بهم وهم ثلاثة شبان من متساكني الجهة قدم الشاكي هوياتهم كما أفاد أن والد أحدهم عرض عليه 10 رؤوس غنم مقابل الصلح وإسقاط الدعوى في حق ابنه ولكن ورغم كل تلك المؤيدات فقد ظل المشتبه بهم أحرارا ودون عقاب. فهل يتحرك الحرس؟ جريدة الصباح في عدد يوم الأحد 31 ماي 2015