حكومتنا العتيدة سباقة في حربها على "الإرهاب"! ... ترفض أن تتتلمذ في الديمقراطية وحقوق الإنسان على أحد، وتُسوّق نفسها منذ نشأتها راعية للحرب على "الإرهاب" ... محذرة من خطره! ... منبهة لأساليبه وتشكيلاته وألوانه! ... وكلما ضرب الإرهاب مكانا هللت لصحة نظريتها وريادتها وسبقها في "اجتثاثه"! أنفقت حكومتنا بسخاء لحماية المواطنين من "الإرهاب"! ... صنعت تشكيلاتا وألوانا من الفرق "الأمنية"! ... حتى إن قصرت فرقة في القيام بالواجب قامت الأخرى به! ... وإن تجاوز "الإرهاب" فرقة وقع في غيرها! ظن المواطنون أنهم سينعمون بالأمن والأمان! ... ف "الأمن" في خدمة الشعب وعينه ساهرة على وقايته من "الإرهاب"! ... ولكن الإرهاب عصي عن المقاومة ويتلون ويتبدل كما "الفيروس" لا تزيده بعض الأدوية إلا قوة وتمكنا في الجسم! والمشكلة أن فرقنا الأمنية كلها حتى شرطة المرور وحرسه قد تدربت على نوع واحد من "الإرهاب" ظلت تبحث عنه في كل مكان وتتوهمه في كل شارع بل وتصتنعه أحيانا كثيرة لإقناع ولي الأمر والمواطنين بجدواها وبالنفقة عليها! أعاد الإرهاب تشكيل نفسه فظهر في شكل حوادث المرور التي تعصف بالأرواح دون أن تجد من يقاومها! ففرقنا الأمنية لم تتدرب على ذلك! كثف الإرهاب نشاطه في المخدرات والكحول والإنحراف والتدخين وعصف بأرواح الآلاف دون أن يجد فرقا مختصة بمقاومته! ثم لم يكفه ذلك بل أراد أن يتحدي فرقنا الأمنية مجتمعة فنزع الأمن والأمان من قلوب المواطنين وبث في صفوفهم الرعب حيث صار يقتلع متلكاتهم بالسرقة والسطو والنهب المسلح دون أن يجد من يوقفه عند حده! عصابات الإرهاب تجوب المدن والقرى وتجرف ما يعترضها من ممتلكات! عصابات لجني الزيتون والأشجار المثمرة! .... "الأمن" لم يتدرب على مقاومتها! عصابات للخطف والنشل! ... "الأمن" لم يتدرب على مقاومتها ووقف أمام أساليبها عاجزا!! عصابات لسرقة الأنعام بأنواعها، ماعز، غنم، بقر، جمال، حتى البغال والحمير أصبحت ذات قيمة فوجدت من يسرقها ومن يشتريها! ... و"الأمن" غائب عن تأمين المواطنين عن دوابهم وممتلكاتهم! من له بقرة هي كل رأس ماله ينام معها في الزريبة! ..." يبات عند خشمها" كما صرح مواطن لراديو كلمة! ... آخر سرق له ثور! "عاصي" لكنه لم يكن عصيا على السرقة بل حمد الرجل الله لأن الحارس لم ينتبه للصوص وإلا كانوا قتلوه! ... "ما شفناش الأمن في يوم من الأيام شد سارق"! هكذا قال!... "شاحنات اللصوص محملة بالمواشي والأبقار تتجه نحو الحدود وتجتاز نقاط الأمن دون أن يوقفها أحد"! ... "سيارة الأمن تتجاوزهم تحييهم وتمر"!... "الأمن عنده يد في السرقات أو التغطية عليها"! لعلمكم يا سادة! "أمننا" لم يجعل لنضحي به على قرون الأبقار! وإنما جعل لحماية "الأبقار" وسلامتها حتى تعبد وتمر بسلام! كما في تعاليم بوذا. وكل سرقة وأنتم في أبدانكم سالمين! ... ومن سرقت إرادته فلا غرابة أن تسرق ممتلكاته! وحاميها حراميها!