دعا ضباط سامون متقاعدون من الجيش الوطني الى "الانطلاق الفوري في اصلاح المنظومة الدفاعية"التي قالوا ان "وضعها الحالي لا يتلائم وطبيعة التهديدات التي تواجهها البلاد". وأجمعوا خلال حلقة دراسية عقدت صباح اليوم السبت بمؤسسة التميمي بالعاصمة تحت عنوان "أي مستقبل للجيش التونسي أمام عديد التهديدات والتحديات الارهابية والأمنية والجيوسياسية لبلادنا اليوم؟"على عدم تقدير السياسيين للأخطار المحدقة بالبلاد، وسبل اصلاح السياسة الدفاعية التي تتلائم وطبيعة المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد. فقد أبرز الحبيب العزابي، العقيد المتقاعد وعضو جمعية الضباط المتقاعدين، على أن "المشكلة الكبيرة التي تعاني منها المؤسسة العسكرية تكمن في رغبة السياسيين في اصلاح هذه المنظومة دون ان يكونوا على دراية بالمسألة العسكرية والفنية ومتطلباتها"، مضيفا قوله ان "البلاد والمؤسسة العسكرية يدفعان ثمن ذلك اليوم". من جانبه، انتقد الجنرال المتقاعد سعيد الكاتب، مقاربة السياسيين للمنظومة الدفاعية، قائلا "يجب مراجعة نظرة أصحاب القرار وجميع المواطنين لمنظومة الدفاع، والقيام بعملية اصلاحية عاجلة للجيش الوطني " ودعا سالم الصباغ، العقيد المتقاعد، الى "اعادة تقييم الأخطار التي تهدد البلاد اليوم"، ملاحظا أن "فقد أصبح الارهاب الخطر الأول المهدد لسيادة البلاد، وهو خطر اقليمي لا يعترف بالقانون الدولي ولا بأساليب المعالجة الديبلوماسية". وحذر الصباغ من الوضع الراهن الاقليمي، مشددا على ضرورة التفكير في رسم سياسة "للدفاع الشامل"، والتنسيق بينمختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية لمقاومة الارهاب والتهريب الذي يعد وفق رايه "المعضلة رقم واحد التي تعاني منهاتونس اليوم". وأشار العقيد المتقاعد الى ،ضرورة التفكير الجيد في ما يحصل في ليبيا وأيضا الجزائر، محذرا من "ما يمكن أن تؤول اليه الأمور في صورة مست الفوضى الجزائر". واقترح الصباغ، لاصلاح الوضع الراهن للجيش، تعزيز نواة صلبة للجيش الكلاسيكي متكونة من وحدات صلبة ومتعاقدين محترفين، مع التدريب المحكم وتوفير وسائل اتصالية حديثة وفرق تدخل سريع في كامل تراب الجمهورية. واكد في هذا الشان على ضرورة التفكير في الدفاع الترابي عبر تكوين سرية أو فوح في معظم الولايات، من احتياط عسكريين من أبناء الجهة، يعرفون مناطقهم جيدا وتتوفر لهم وسائل الدعم من السكان للدفاع عن جهاتهم أثناء وقوع الأخطار، مع التركيز على اعادة تنظيم جيش الاحتياط ،والتركيز على مستوى التأطير بين أفراده. كما شدد الصباغ ،على ضرورة اعادة النظر في البنية التحتية للجيش الوطني وتمركزه، خاصة أنه يعتمد الى اليوم على الثكنات التي بناها الجيش الفرنسي قبل الاستقلال، وهو تمركز " لا يتلائم وطبيعة الأخطار الجديدة والاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن تقوم لمجابهتها، مع العمل على اعادة التنسيق والثقة بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية للتعاون والتشارك في حماية البلاد، مقترحا " بعث قاعدة عمليات وطنية تجمل الجيش وقوات الأمن معا".(وات)