دعا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، على لسان الناطقة الرسمية باسمه، إقبال المصدع، إلى إقالة وزير الشؤون الخارجية، الطيب البكوش، بسبب ما اعتبره الحزب "تخبطا وعشوائية في السياسة الخارجية مع دول الجوار أساسا، بما يمثل تهديدا لأمن تونس ويضعف قدرتها على التصدي للإرهاب" . وصرحت المصدع في ندوة صحفية الخميس بالعاصمة، بأن حزب المؤتمر "يحمل وزير الشؤون الخارجية، ومن ورائه الإئتلاف الحاكم، مسؤولية القرارات الأخيرة التي مست بالأمن الوطني، وأصبحت تعرقل قدرة تونس على مجابهة الإرهاب"، وفق تقديرها. وتابعت تقول "إن تونس، وعوضا عن القيام بدور فاعل في الحوار بين الليبيين، أصبحت غائبة عن المشهد الدبلوماسي الإقليمي"، مذكرة بأن آخر اجتماع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا تم عقده في سوسة في جويلية من السنة الماضية. واعتبرت أن وزارة الشؤون الخارجية ما انفكت، حسب تقديرها "تعكر العلاقات مع دول الجوار"، مستشهدة في هذا السياق ب"اعتقال القيادي في فجر ليبيا، وليد القليب، وغلق القنصلية التونسية بطرابلس، إضافة إلى منح الولاياتالمتحدةالأمريكية، تونس، صفة حليف أساسي من خارج حلف شمال الأطلسي، وما انجر عن ذلك من توتير للعلاقات مع الجزائر"، وفق توصيفها. وبينت الناطقة الرسمية باسم حزب المؤتمر أنه "كان من الأجدى تعزيز التنسيق الإقليمي الأمني والمخابراتي مع دول الجوار، والاسراع في المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب، عوضا عن اللجوء لمثل هذه التحالفات"، في اشارة منها إلى منح الولاياتالمتحدةتونس صفة حليف أساسي. من جانبه، انتقد القيادي في حزب المؤتمر، طارق الكحلاوي، السياسة الخارجية المتبعة من قبل رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، وما أسماه ب"التداخل بين الحزب والدولةّ"، الأمر الذي برز بصفة جلية، وفق قوله، "من خلال تواتر قيام مستشار رئيس الجمهورية، محسن مرزوق، بدور وزير الخارجية، في أكثر من مناسبة، رغم استقالته من المنصب مؤخرا، واكتفائه بالأمانة العامة لحزب نداء تونس". وجدد مطابلة حزب المؤتمر الحكومة بتنظيم مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب في أقرب وقت من أجل وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب لاستئصال هذه الظاهرة. وكشف الكحلاوي عن "وجود تهديدات حقيقية تستهدف حياة رئيس الجمهورية السابق، محمد المنصف المرزوقي، من قبل الحكومة الاسرائيلية"، بسبب مشاركته في أسطول الحرية (التضامني مع قطاع غزة). وأضاف أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الاسرائيلية هدد في تصريح نشره أول أمس الثلاثاء موقع "تايمز أوف اسرائيل"، منصف المرزوقي، حيث قال، وفق تأكيد الكحلاوي، إنه "يعلم بوجود المرزوقي على متن أسطول الحرية، وسيقومون بمنعه سواء بالطرق الدبلوماسية أو العسكرية".(وات)