منحت جمعية المبادرة العالمية للعدالة، بواشنطن، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، "جائزة العدالة" لسنة 2015 " تقديرا لدوره في إحلال السلام والاستقرار خلال فترة الانتقال الديمقراطي في تونس"، وفق ما نشر على الموقع الالكتروني الرسمي للجمعية. وقال العباسي في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن منحه هذه الجائزة هو "تكريم لتونس ولشعبها وتكريم للاتحاد العام التونسي للشغل ومن خلاله إلى الروٌاد من القادة الوطنيين والنقابيين والمثقفين والمبدعين ونشطاء المجتمع المدني الذين نحتوا بتضحياتهم وإسهاماتهم النيٌرة ملامح هذا الاستثناء التونسي ". كما اعتبر أن هذا التتويج هو "تكريم للمرأة التونسية التي أظهرت يقظة ونضالية لا توصف دفاعا عن الحرية وعن مدنية الدولة ومكاسب المجتمع التونسي التقدمية .. وتكريم أيضا لثورة استطاعت ولأوٌل مرة أن تبني مشروعيتها لا على قوٌة السلاح ولا على شرع الخلافة، بل عبر شعار "الشعب يريد ". ومن جهة أخرى، لفت حسين العباسي إلى أن تحدٌيات "كثيرة وكبيرة"، على حد توصيفه، تنتظر الحكومة والشعب التونسي، مشيرا في هذا الصدد إلى التحدٌي السياسي المتمثل في استكمال مسار إعادة تأسيس وترتيب السلطة على أساس ديمقراطي وذلك بإنهاء تركيز المؤسٌسات الدستورية المتبقية. وبخصوص التحدي التنموي الاقتصادي والاجتماعي، بين العباسي أن محوره بناء تعاقد جديد بين مختلف الأطراف الفاعلة يقوم على أقصى درجات التشاركية من أجل المرور إلى منوال تنموي جديد دامج وعلى رأس أولويٌاته تحقيق التشغيل والتنمية والادماج التدريجي للقطاع غير المنظٌم في القطاع المنظٌم بشكل مباشر. ويتمثل التحدي في المجال الأمني، وفق ما جاء في كلمة أمين عام المنظمة الشغيلة، أساسا في مقاومة الإرهاب عبر إحداث نقلة نوعية في التعاطي مع الظاهرة وتوسيع دائرة المعالجة وعزل الظاهرة عن روافدها ومحاضنها الاستراتيجية، وذلك وفق مقاربة شاملة وتشاركية. وأبرز العباسي، في ختام كلمته، أنٌ رفع كل هذه التحديات "لن يكون ممكنا إلاٌ بالمثابرة على الحوار وعلى المزيد من الحوار .. وإلا إن وجدت تونس لدى أصدقائها وأشقائها السند الضروري الفعلي والمعاضدة المادية واللوجستية الكافية والتضامن النشيط المنشود بما يساعدها على توفير متطلبات التنمية ".(وات)