على بعد بعض كيلومترات شرقي الحدود الجزائرية، وأنت تتجه إلى مدينة "تبسة" الجزائرية تربض مدينة "حيدرة"... هذه المدينة الجاثمة على 232 هكتارا من الاثار. اندثر اغلبها أما ما بقي منها قائما فهو مأوى للطيور الكاسرة والزواحف، ومن أهم أثار هذه المدينة التي تعتبر أقدم مدينة بشمال إفريقيا (كنيسة ميليوس والضريح الرباعي الأعمدة والضريح السداسي الشكل وقوس النصر والمسرح والمعبد والحصن البيزنطي والحمامات... ولكن هذه المساحة الشاسعة من الاثار التى لو وجدت العناية والعزيمة الصادقة من المعهد الوطني للاثار وروج لها كما روج لاماكن اثرية اخرى اقل قيمة لأصبحت حيدرة بشهرة مدينة البتراء الأردنية والأقصر المصرية. ولكن و بسبب التهميش وانعدام أي خطة ترويجية تحولت تلك الاثار نقمة على سكانها على حد توصيف احد ابناء مدينة حيدرة . مضيفا لقد حرمتنا حتى من التزود بالماء الصالح للشراب رغم برمجة مشروع كبير بقيمة 2 مليون دينار لتزويدها بهذا الماء . فبمجرد انطلاق الانجاز تعطل المشروع عند مشارف المدينة قبل الوصول اليه بأقل من كيلومتر واحد . وقد تابعت "الصباح نيوز" الموضوع مع احد المسؤولين الجهويين فافادنا قائلا :رغم تدخل السلط المحلية والجهوية لحل الاشكال واقتراح حل يمكّن المدينة من استكمال المشروع بالسماح للمقاول بتمرير انبوب ماء لا يتعدى قطره 30 صم مربع بجانب الطريق مع حضور مسؤول من المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث لتوجيه عملة المقاول حتى لا يتم المساس بأي حجر له قيمة اثرية إلا ان ادارة المعهد الوطني للآثار رفضت الطلب وتعطل المشروع وحرم سكان المدينة من الماء الصالح للشراب . وفى المقابل لم يتدخل هذا المعهد لحماية مساحات شاسعة من الاثار جرفتها مياه الاودية كما تمثله الصور المصاحبة لهذا المقال وفق ما افادنا به اكثر من مسؤول محلي وجهوي وقد اتصل ب"الصباح نيوز" عدد كبير من ابناء مدينة حيدرة طالبين ابلاغ اصواتهم الى السلط المعنية لحل هذا الاشكال البسيط فى جوهره ولكن بيروقراطية المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث جعلت منه مشكلا ربما سيدفع بالمواطنين الى الاعتصام وإغلاق الطريق للمطالبة بالماء الصالح للشراب .فالآثار بمدن اخرى هي مصدر رخاء ولست نقمة على المدن التى توجد بها لتعطل أي مشروع تنموي بها .حسب قولهم