تحيي تونس اليوم الذكرى الثمانين لوفاة الطاهر الحدّاد، أحد أبرز منارات الفكر ورواد الإصلاح في بلادنا والذي ستظلّ ذكراه حية على مرّ الأجيال. وفي ما يلي نص كلمة رئيس الحكومة الحبيب الصيد في الذكرى الثمانين لوفاة الطاهر الحدّاد، وفق ما جاء في الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة: "وقد تميز الطاهر الحداد بفكره الثاقب وتفاعله مع قضايا المجتمع وجرأته في تناولها بالدراسة والتحليل والتمحيص مستلهما مقارباته من قراءة مستنيرة لتعاليم الدين الإسلامي السمحة وقيمه المرتكزة على الوسطية والإعتدال والتي تحضّ على الإجتهاد وإعمال العقل وتنبذ الغلو والتطرف. كما كان الطاهر الحداد مثالا للمفكر والمثقف الذي لا يركن للإستكانة والخنوع ويأبى الجمود والركود ويصدع بمواقفه التي تخاطب العقول وتحرّك السواكن وتسهم في إنارة السّبيل لكسر دائرة التكلّس والتخلف وفتح آفاق البناء والتقدم. وقد أكّد الطاهر الحداد بمؤلفاته ومواقفه الشجاعة ورؤيته المتبصرة أنّ رجالات الفكر والثقافة المنتصرين لقضايا شعبهم وهموم مجتمعهم يمثلون طلائع التنوير والتغيير والقاطرة التي تدفع على سكّة الحداثة والتأسيس للمستقبل الأفضل. وحريّ بنا جميعا أن نستلهم من فكر الطاهر الحداد وسائر رواد الفكر والإصلاح في بلادنا ما به نقوى على التصدي لنوازع التعصب والتطرف ودحر قوى الظلامية والجهل والمضي قدما على درب ترسيخ قيم الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المواطنين والمواطنات في كنف دولة يسوسها القانون وتحكمها المؤسسات".