ارتبط اسمها بالثورة التونسية بعد أن أنشدت للحرية وللكرامة بأغنيتها «أنا حرة وكلمتي حرة» وسط المئات من التونسيين الذين اجتمعوا في شتاء 14 جانفي 2011 بشارع الحبيب بورقيبة للاحتفال بهرب الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى السعودية وسقوط حكم استمر 23 سنة آمل المثلوثي اعتبرت خلال حوارها مع موقع «هافينغتون بوست عربي» أن الثورة التونسية كان لها الفضل في انتشارها وفتح أبواب الشهرة لها عالمياً، كما تحدثت عن كواليس غنائها في حفل توزيع جوائز نوبل للسلام الذي تسلمه الرباعي التونسي الراعي للحوار التونسي وشاهده الملايين عبر العالم. الشابة التونسية لم تخف خشيتها من تزايد العداء للعرب والمسلمين في أوروبا وأمريكا بعد هجمات باريس ودعوات المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب العنصرية، وهي التي تعيش في المهجر رفقة زوجها الأمريكي بين باريسونيويورك. فيما يلي الحوار الذي جمع "هافينتغتون بوست عربي" بها: لو تعود بك الذاكرة إلى الوراء، ماذا تبقى في ذهن آمال المثلوثي من لحظات الثورة؟ كانت لحظات لا تنسى بعد اندلاع الثورة وهروب بن علي ، كنت في باريس وأردت أن أتقاسم لحظات الحرية مع أصدقائي من التونسيين وانضممت لصفوف الثائرين في شارع الحبيب بورقيبة وغنيت بكل عفوية «أنا حرة وكلمتي حرة» وأنا أحمل الشموع. لم أعتقد أن تلك اللحظة التي وثقتها كاميرات الموبايل ستخلق ضجة عبر الشبكات الاجتماعية وتبثها أهم المحطات العربية والعالمية. أذا أنت تقرّين بفضل الثورة التونسية عليك فنياً؟ طبعاً، لا أنكر بتاتاً أن الثورة التونسية ساهمت في شهرتي وظهوري عالمياً. كمغنية ارتبط اسمي بالثورة التونسية، لكن لأكون صريحة أنا كنت قبل ذلك التاريخ أقدم حفلات غنائية وموسيقى ملتزمة داخل وخارج تونس في فضاء التياترو مع المسرحي التونسي توفيق الجبالي وغنيت للشيخ إمام ولمارسيل خليفة وكويين وكنع فلويد. وكنت أكتب وألحن أعمال عن الثورة وعن الحرية المفقودة في زمن بن علي. كيف تلقيت الدعوة للمشاركة في احتفالية جائزة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو؟ في الواقع تلقيت دعوتين، الدعوة الأولى كانت من لجنة تنظيم جائزة نوبل وتمثلت في غنائي خلال موكب تسليم الحفل. أما الدعوة الأخرى، فكانت لإحياء الحفل الفني الساهر الذي نظم من الغد وكنت طبعا بمنتهى السعادة والفخر كفنانة تونسية وعربية تغني في مثل هذه التظاهرة العالمية والتي شاهدها الملايين. ماهو شعورك وأنت تغنين أمام كل هذه الشخصيات باللغة العربية؟ في الواقع كان مزيج من الفرحة والخوف والثقة في النفس، سيما أن التحدي كان أكبر في إيصال كلمات بالعربية لقلوب الحاضرين الذي لا يفهم أغلبهم اللغة، وفعلاً أعتبر نفسي نجحت والحمد لله. بماذا تفسرين كم التفاعل الذي بدا على الحاضرين، سيما ملك النرويج وزوجته حين غنيتي رغم أن الكلام كان باللغة العربية وباللهجة التونسية تحديداً؟ أعتقد أن السر هو في صدق الإحساس ونبل الرسالة التي أردت أن أوصلها عبر الأغنية، ولأكون معك صريحة أكثر اعترف أني كنت متأثرة جداً أكثر من أي مرة أخرى وأنا أغني «أنا حرة وكلمتي حرة" نظراً لجسامة المسؤولية حينها كوني تونسية اختيرت للاحتفال بجائزة حصل عليها تونسيون. هنا كان التحدي وقد حاولت أن أقدم أفضل ما لدي والحمد لله وصلت الأغنية لقلوب الجماهير والحاضرين، وفوجئت بعدها بكم التهاني من النرويجيين الذين أقابلهم في الشارع ومن العرب، فعلاً الموسيقى هي التي توحد الشعوب بمختلف أديانهم وانتمائهم ولغاتهم لأنها تخاطب مباشرة الإحساس والقلب. لماذا اخترت أغنية "كلمتي حرة" دون عن غيرها من إنتاجاتك الغنائية؟ صراحة لم أجد أفضل ما يعبر عن الثورة التونسية من هذه الأغنية, حيث أن لها أكثر من رمز ودلالة ولما تحمله من معاني الحرية والثورة والتمرد ورفض الظلم والاستبداد، كما أنها ساهمت في شهرتي عالمياً مع العلم أني كتبتها ولحنتها قبل اندلاع الثورة. ونحن على مشارف توديع سنة 2015، ماذا تبقى في ذهن آمال المثلوثي كفنانة وكامرأة تونسية؟ صراحة سنة 2015 حملت لي أحداث رائعة، سواءً في حياتي الشخصية، أو المهنية حيث انتقلت من مجرد امرأة إلى زوجة وأم واكتشفت أروع إحساس وهو إحساس الأمومة بعد إنجابي ابنتي «سيور» وهو اسمي آيسلندي يعني البحر. أيضاً انتقلت للعيش في نيويورك رفقة زوجي أميركي الأصل، أما على الصعيد المهني فطبعاً يبقى غنائي في حفل توزيع جوائز نوبل حدثاً لا يمكن أن يمحى من ذاكرتي وتتويج ينضاف لمسيرتي الفنية. تقيمين دائماً حفلات بين عواصم أوروبية وشهرتك هناك تفوق شهرتك في بلدك الأم تونس بماذا تفسرين ذلك؟ مع الأسف ما يحزنني هو أن تتم دعوتي في دول غربية وأقدم حفلات فنية مكثفة هناك ولا تتم دعوتي من بلدي أعتقد أنه لا تزال هناك عقلية اختيار الفنانين ودعوتهم عن طريق الولاء السياسي والحزبي حتى بعد الثورة. شنت عليك حملة شرسة لم تخلو حتى من التهكم حين غنيتي أغنية تكريما لروح المناضل السياسي شكري بلعيد الذي تم اغتياله من قبل متشددين دينيا واتهمت حينها بالركوب على الأحداث لكنك رغم ذلك لم تردي؟ لماذا؟ مع الأسف الساحة الفنية تعج بالغيرة والحسد ومحاربة كل ناجح غنيت أغنية «ماقتلو حد شكري» بشكل عفوي لتخليد ذكرى الراحل شكري بلعيد وفوجئت بكمية العدوانية التي ظهرت عند الكثيرين ضدي. فعلاً لازلت لم أجد مبرر حتى اللحظة لهذا الهجوم أنا اكتفي بالعمل وردي يكون بالإنتاجات وبالحفلات التي أقيمها خارج تونس والحمد لله يكفي أنه بمجرد غنائي في نوبل نفس الذين هاجموني بأني صناعة دقيقة بعد الثورة ومجرد فقاعة فنية أثنو على أدائي وقيمتي الفنية بعد حفل نوبل للسلام. شهدت سنة 2015 أحداثاً دامية تورطت فيها جماعات متطرفة تدعي انتماءها للإسلام والدفاع عنه آخرها هجوم باريس. كونك عربية ومسلمة تعيشين بين باريسوالولاياتالمتحدة وتخاطبين جمهوراً أجنبياً، هل لديك تخوفات من تنامي نزعة الكراهية في الغرب ضد العرب؟ بالفعل لا أنكر أننا كعرب في المهجر نعيش في أوقات صعبة رغم أني لم أتعرض والحمد لله حتى اللحظة لأي حملة أو موقف عنصري. أحس أني مستهدفة كوني مسلمة وعربية وإحساسي يتضاعف كوني متزوجة من أميركي. حين أسمع المرشح الأميركي للرئاسة دونالد ترامب يطالب بطرد العرب والمسلمين من الولاياتالمتحدة، يحز في نفسي ذلك ويثير غضب وحفيظة زوجي الذي يعتبر في خطاب ترامب استهداف لزوجته وابنته كونه مواطن أميركي، وطبعاً تصريحات هذا المرشح لا تعبر بتاتاً عن الشعب الأميركي وتبقى بشكل عام ممارسات شاذة. ما هو جديدك في 2016؟ أنا بصدد التحضير لألبومي الثاني بعد نجاح البوم «كلمتي حرة» والذي حقق مبيعات تجاوزت ال 15، آلف نسخة فنية وبحول الله أعد جمهوري بأغانٍ مميزة تعاملت فيه مع منتجين غربيي