عبرت النقابة العامة للإعلام عن بالغ استغرابها من التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، والتي قال فيها "إن الإعلام العمومي لا يقوم بالدور الذي عليه أن يلعبه في المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس، وأنه يشعر في بعض الأحيان بأن الإعلاميين التونسيين يعيشون في قارة أخرى، ولا يعيشون في تونس". واعتبرت النقابة العامة للإعلام ان مثل هذه التصريحات تدخل في خانة "المحاولات المتكررة سواء عبر المراسلات أو البيانات لحث الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، على القيام بإصلاحات جذرية في القطاع . ولكن تبين أن هذه الحكومات وخاصة الحكومة الحالية، لا تعير أي اهتمام لقطاع الإعلام ولم تقم بأية خطوات تذكر في اتجاه الإصلاح". كما ذكرت بما قالت أنه "مواصلة لتعطيل تغيير القوانين والتشريعات المنظمة للقطاع، وعدم تغيير مجالس الإدارة بكل المؤسسات العمومية، إلى جانب عدم اعتماد آلية واضحة في التعيينات على رأس بعض المؤسسات"، وكذلك "تعطيل كل الأنظمة الأساسية بمؤسسات الإعلام العمومي، بل ومحاولات التضييق على بعضها عبر التخفيض في الميزانيات المرصودة لها". كما أشارت إلى "مواصلة الحكومة تجاهل الاتفاق الممضي مع النقابة العامة للإعلام وجامعة مديري الصحف حول الصحافة المكتوبة والذي يهدف إلى دعمها وديمومتها عبر تغيير منشور الاشتراكات العمومية وتنظيم الإشهار العمومي والذي تطالب النقابة بالتفعيل الفوري له من اجل المحافظة على مواطن الشغل لمئات العاملين بالصحافة المكتوبة ". وجددت النقابة العامة للإعلام، تذكيرها لرئاسة الحكومة بأن الإعلام انتقل منذ الثورة من "إعلام حكومي إلى إعلام عمومي، مستقل ومحايد، ينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية، مهمته الأساسية نقل الحقيقة وتقريب المعلومة من المواطن". كما أكدت في بيانها أنه لا مجال اليوم لمحاولات السيطرة علي الإعلام العمومي، من أية سلطة كانت، وشددت على أنه كان من الأجدر لرئاسة الحكومة أن تعمل جاهدة على القيام بإصلاحات حقيقية في القطاع عوض التصريحات الرامية إلى تدجينه من جديد.