قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر، الذي يؤدي زيارة رسمية الى تونس يومي 20 و21 جانفي الجاري، بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، "نريد تعزيز التعاون الاقتصادي مع تونس ودعمها لدى مختلف أجهزة الاتحاد الأوروبي، لأنها تحتاج بالفعل الى المساندة". وأكد فيشر، خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، عقب لقاء جمعهما بعد ظهر اليوم الاربعاء بقصرقرطاج، حرص بلاده على دفع التعاون المشترك خاصة في المجال الاقتصادي والتربوي. وأفاد بأنه سيتم العمل مستقبلا على تكثيف المبادلات التجارية بين البلدين، وخاصة من الجانب النمساروي، مبينا أن الواردات النمساوية من تونس تقدر قيمتها ب 80 مليون أورو، في حين يبلغ حجم الصادرات النمساوية الى تونس 200 مليون أورو. وأضاف فيشر، أن النمسا ستعمل على تشجيع المستثمرين النمساويين على بعث مشاريع في تونس، مشيرا في هذا الاطار الى انعقاد منتدى الأعمال التونسيالنمساوي عشية اليوم الاربعاء. وصرح بأنه تطرق خلال لقائه برئيس الجمهورية الى المجالات التي ستحرص النمسا على دعمها بتونس، كتعصير البنية التحتية ودعممشاريع الطاقات المتجددة، وتجسيم مشروع تعاون ثقافي وتربوي. من جهته، أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، على متانة العلاقات الثنائية بين تونسوالنمسا، والتي تعود الى سنة 1725 ، مثمنا مساندة النمسا للثورة التونسية ومرافقتها في إرساء مسار الانتقال الديمقراطي، داعيا الاتحاد الاوروبي الى مزيد تقديم الدعم لتونس ومساندتها في مسارها الانتقالي. ويرافق الرئيس فيشر في زيارته الى تونس زوجته مارغريت فيشر، الى جانب وفد يضم وزيرة الأسرة والشباب، ووزيرة الصحة، وشخصيات سياسية وثقافية من بينها نائبة بالبرلمان من أصل فلسطيني، وعدد من رجال الأعمال ووفد اعلامي هام. وقد حضر اللقاء الثنائي بين رئيسي البلدين من الجانب التونسي مدير الديوان الرئاسي رضا بالحاج، ووزيرة المرأة والأسرة والطفولةسميرة مرعي فريعة، ووزيرتكنولاوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي نعمان الفهري. وقد شهدت الصادرات التونسية لجمهورية النمسا تصاعدا كبيرا حيث بلغت قيمتها 4ر120 مليون دينار في أكتوبر 2015 ، بعد ان كانت تبلغ 1ر36 مليون دينار سنة 2008 كما تنشط بتونس 14 مؤسسة استثمارية نمساوية باستثمارات جملية تقدر ب 27ر27 مليون دينار وبطاقة تشغيلية تبلغ 4561 موطن شغل. وتنشط بتونس الشركة النمساوية في مجال النفط والغاز منذ سنة 1971 بقيمة استثمارية تبلغ 4ر1 مليار يورو، مع آفاق نمو القيمةالاستثمارية بزيادة 3ر1 مليار يورو في السنوات الخمس القادمة. وفي مجال التعاون الأمني، يجمع البلدين مشروع إتفاق تعاون أمني يشمل مقاومة الإرهاب وحماية الحدود ومجابهة الكوارث، وتكوينالإطارات الأمنية التونسية. أما في المجالين الثقافي والعلمي، فقد أقرت اللجنة المشتركة بين البلدين مشروع تعاون ثقافي وتربوي وعلمي يمتد من سنة 2016 الى 2018 ، فضلا عن دعم النمسا لعديد المهرجانات الثقافية التونسية، مثل مهرجان الجم، وأكتوبر الموسيقي، وجاز قرطاج، ومهرجان موسيقات. كما تجمع بين مدن وجامعات تونسية ونمساوية علاقات توأمة، مثل مدينة قابس وليتر النمساوية، وجامعة الحقوق بسوسة ونظيرتها قراس النمساوية.(وات)