وافانا مسؤول الدائرة السياسية في حركة البعث عثمان بن حاج عمر برسالة توجه بها الى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وفي ما يلي نص الرسالة : "سيدي الرئيس، استمعت الى خطابكم، لم اجد فيه ما انتظرته من اعتراف بانك وحزبك وحكومتك وحلفاؤك، لم توفوا بعهد قطعتموه الى التونسيات والتونسيين، ولم تعتذروا عن ذلك بل لم تحاولوا حتى تفسير ذلك... لم اجد في خطابكم يا سيادة الرئيس اي اعتراف بمسؤوليتكم السياسية عما وقع ويقع للتونسيين، من تهميش متواصل وتفقير ومن ياس من تغير الحال الى الافضل، وكان ذلك سببا كافيا ودافعا ومبررا لكل الذي وقع ويقع، من احتجاجات مختلفة، بالحرق وبالاضراب عن الطعام وبالخروج السلمي الى الشارع... لم نجد في خطابكم ما يجيب على اسئلة التونسيات والتونسيين حول التنمية وحول التشغيل... لم اجد فيه انتقاد للاحزاب الحاكمة والى عجزها الفاضح في ايجاد الحلول لمشاكل التنمية والبطالة... للارهاب والفساد والاقتصاد الموازي.... سيدي الرئيس عوض ان تنقد نفسك وتحاسب حزبك الذي تلاعب باحلام التونسيات والتونسيين وباعهم الوهم بالتغيير وبالتنمية ثم هو اليوم جماعات وافراد متنافرة متصارعة ومتناحرة حول التموقع وحول الغنائم... لم تتحمل مسؤوليتك وتقول للشعب ان الحزب الذي صعدته في الانتخابات تنكر لوعوده وخان الشعب وتلهى في صراع اللوبيات العائلية والشللية المتخفية وراء صراع المصالح المشبوهة مع لوبيات المافيا والتهريب ومع الجهات الاجنبية.. ولكنك سيدي الرئيس استرجعت كل ثقافتك التجمعية في عدم الاعتراف بالاخر وتشويهه واعتباره مرة فئة ضالة ومرة شرذمة صائدة في الماء العكر ... استجمعت كل فلسفة الاستخفاف بالشعب واعتباره قاصرا تحركه جهات اجنبية او احزاب مارقة على حد قولك... وقول اسلافك.... معترف بها واخرى غير معترف بها.... هكذا وبكل بساطة انت بريء وحزبك بريء وتحالفك ايضا.... وسياساتكم وحكوماتكم.... ورحتم تبحثون عن المجرم خارجكم.... نعم سيدي رئيس الجمهورية... حزبي، حركة البعث كان احد من ساهم وقاد الاحتجاجات الحالية.... اتعرف لماذا ؟؟؟ لان اغلب المفروزين امنيا هم من حركة البعث... كانوا في طليعة المعتصمين والمضربين عن الطعام.... لان عميد المعطلين عن العمل في كل ولاية هو من حركة البعث....نعم رفاقي البعثيون شاركوا في هذه الاحتجاجات، ودفعوا من صحتهم ومن قوة اجسادهم ما دفعوا.... وكذلك ابان انتفاضة 17 ديسمبر -14 جانفي... فكان اول من اطلق عليه النار هو مناضل بعثي وثاني شهيد هو مناضل بعثي الشهيد شوقي النصري.... بل وابان كل حقب الحكم السابقة حتى متى كنت انت احد اعمدة ذلك الحكم... فاستشهد حسن المباركي..... والصادق الهيشري.... وسنظل كذلك سيدي رئيس الجمهورية.... سيظل مناضلو حركة البعث في الصفوف الامامية لنضالات شعبنا وتحركاته السلمية من اجل العزة والكرامة الوطنية من اجل الديمقراطية والتنمية الشاملة.... فقط سيدي رئيس الجمهورية.... لماذا سكت حين كان من واجبك ان تتكلم بصدق وتقول الحقيقة...... لماذا لم تقل ان اعضاء حركة البعث كونوا وساهموا مع غيرهم لجانا لحماية المنشات والمؤسسسات العمومية والخاصة... في القصرين وبوزيد والكاف .... وحتى في دوار هيشر... سيدي رئيس الجمهورية.... لقد قلت مالا يجب قوله.... وسكت عن الحقيقة وعن القول الصادق.... فيا ليتك لم تخطب يا سيادة الرئيس".