نشرت صحيفة "هيومانيتي" الفرنسية لسان حال الحزب الشيوعي الفرنسي في عددها الصادر اليوم الجمعة ملفا نال حيزا كبيرا من غلافها عنونته "الإسلاميون في تونس يسقطون القناع". وفي افتتاحية للصحفي "داني ستيف" عنونها "بين الياسمين والغاز المسيل للدموع" أكّد الصحفي وجود انتهاكات للحريات في تونس واعتبر أنّ مشروع الدستور يقيد حقوق المرأة ويخرق الوعود الاجتماعية. كما اعتبر الصحفي أنّ حركة النهضة في الحكم تبعث الرعب والغضب. وقال الكاتب في مقاله أنّه بعد أن كانت رائحة الياسمين تفوح في تونس ها هي تختلط برائحة "مثيرة للغثيان"، موضحا أنّ قوات الأمن قد استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وغيرها من الوسائل، أمس الخميس في سيدي بوزيد، مهد ثورة جانفي2011، لتفريق مظاهرة معارضة للحكومة. كما تحدّث "داني ستيف" في مقاله عن قبة المجلس الوطني التأسيسي أين يتمّ صياغة دستور جديد للبلاد، مبيّنا موقفه من حركة النهضة التي رأى أنّها تعمل باستمرار على تقييد النقاش استنادا على الدين مع استعدادها للحدّ من الحريات الأساسية. ومن جهة أخرى، اعتبر الصحفي أن الديمقراطيين في تونس قيد المراقبة وأنّ استقلالية القضاء في الدستور المنشود لحركة النهضة لن تكون أكثر ضمانا من تلك التي كانت زمن بن علي. وبيّن أيضا تنديد منظمة هيومن رايتس ووتش بالمهام التي منحها المجلس التأسيسي لرئيس الحكومة والتي تخوّل له تعيين او عزل أو تسمية القضاة. المقال ايضا تطرّق إلى الوضع الراهن في البلاد وما تشهده من أحداث في كلّ من تونسوسيدي بوزيد وصفاقس، وكذلك أمام المجلس التأسيسي بباردو، معتبرا أنّ الشعب التونسي وبعد مرور سنة ونصف على الثورة إلاّ أنّه ما زال لم يلمس مؤشرات تحسّن في البلاد. كما قال الصحفي أنّ الحكومة الحالية ترفض الحوار وأنّ سياستها الاقتصادية لا تختلف عن سياسة بن علي، حيث ما زالت الليبرالية المتطرفة هي القاعدة. الصحفي أيضا تناول بالدرس غلاء الأسعار في شهر رمضان إضافة إلى نسبة البطالة في تونس التي تقارب 20% ورأى أنّ المرأة هي أول المتضررين حيث أن الإسلاميين يشجعون على تشغيل الرجال. "داني ستيف" بيّن في مقاله وجود أخطار تحدق بالتونسيين، ولعلّ من أبرزها، على حدّ قوله، أنّ لجنة الحقوق والحريات صلب المجلس الوطني التأسيسي، وبفضل أصوات نوّاب حركة النهضة، دعت في مشروع الدستور إلى أن "تحمي الدولة حقوق المرأة، وفقا لمبدأ التكامل مع الرجل داخل الأسرة وكشريك له في تنمية الوطن". يذكر ان صحيفة humanité هي لسان حال الحزب الشيوعي الفرنسي وان احد اهم اطراف المواجهة امس في سيدي بوزيد هو حزب العمال الشيوعي سابقا